خلافا للموقف الدولي الذي يرفضها

البحرين تعتبر منتجات المستوطنات شرعية وتدعو الاسرائيليين لزيارتها

الساعة 02:49 م|04 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

على خطى نظام أبو ظبي وتعامله مع منتجات المستوطنات، وفي تناقض وانتهاك صارخ لقوانين الشرعية الدولية، يسير النظام البحريني.

وقال وزير التجارة البحريني الذي اختتم أمس زيارة استغرقت ثلاثة أيام لدولة الاحتلال، وقع خلالها العديد من الاتفاقات، إن واردات البحرين من "إسرائيل" لن تميز بين المنتجات المصنعة داخل "إسرائيل" وتلك المنتجة في مستوطنات في الأراضي المحتلة، رغم أن معظم دول العالم تعتبر المستوطنات ومنتجاتها غير شرعية. وبموجب توجيهات من الاتحاد الأوروبي يتعين وضع إشارة تدل على منتجات المستوطنات عند التصدير إلى الدول الأعضاء.

وكان قرار وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي وسم بضائع المستوطنات بأنها منتجات "إسرائيلية" قد قوبل بانتقادات عربية ودولية، بما في ذلك من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

وأضاف الزياني لوكالة "رويترز" أثناء زيارة لإسرائيل إن البحرين ستعامل المنتجات "الإسرائيلية" باعتبارها منتجات "إسرائيلية" بغض النظر عن مصدرها.

وأغضبت تصريحات الوزير الفلسطينيين، الذين يخشون الآن من أن يلحق تقارب العلاقات بين بلدان خليجية و"إسرائيل" ضررا بالغا بتطلعاتهم نحو إقامة دولتهم المستقلة.

وندد واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتصريحات الزياني، وقال إنها "تتناقض مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية". ودعا الدول العربية إلى عدم استيراد المنتجات حتى من داخل "إسرائيل" من أجل منعها من أن "تتمدد وتتغلغل في الأسواق العربية لكي تعزز اقتصادها".

وتتوقع "إسرائيل" أن يبلغ حجم التبادل التجاري مع البحرين نحو 220 مليون دولار في العام المقبل 2021 دون أن يشمل ذلك اتفاقات محتملة في مجالات السياحة والدفاع.

وقال الزياني إن شركة طيران الخليج البحرينية تخطط لبدء رحلاتها إلى تل أبيب في السابع من يناير/ كانون الثاني، ويعقب ذلك بدء خدمات الشحن.

وقالت وزارة السياحة "الإسرائيلية" أمس إن المذكرة هي "الأولى من نوعها بين "إسرائيل" ودولة عربية في الخليج".

وأضافت في تصريح مكتوب "تضم المذكرة عدداً من الأقسام حول التعاون الثنائي بين الحكومتين، والقطاع الخاص في البلدين في مجال السياحة، ودعوات لتطوير مختلف أنواع السفر: للعائلات، والصحة، والأعمال التجارية، وغيرها".

وعبر الوزير البحريني عن انبهاره بمدى دخول قطاعات تكنولوجيا المعلومات والابتكار في كافة جوانب الحياة في "إسرائيل".

إلى ذلك وقّعت بورصة الألماس في "إسرائيل" مذكرة تفاهم مع نظيرتها البحرينية.

وقالت صحيفة "غلوبوس" الاقتصادية "الإسرائيلية" "إن الوزير بن راشد الزياني ورئيس بورصة الألماس في "إسرائيل"، يورام ديباش، وقعا اتفاقية تعاون بين بورصة الألماس الإسرائيلية وبورصة البحرين".

وأضافت "تريد البحرين دخول تجارة الألماس والأحجار الكريمة، وخاصة اللؤلؤ الذي تتخصص فيه». وتابعت «النية هي استخدام المعرفة والخبرة الإسرائيلية لدخول السوق العالمية".

وأكملت الصحيفة "بالنسبة لتجار الألماس الإسرائيليين، فإن هذا سوق جديد آخر، خلفه سوق أكبر بكثير، وهو السوق السعودي".

واعتبرت أن البحرين هي بمثابة "جسر للشركات "الإسرائيلية" للتجارة بشكل غير مباشر مع المملكة العربية السعودية".

وأشار الزياني في مقابلة مع موقع "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن المنامة تريد من الشركات "الإسرائيلية" أن تستثمر في البحرين وتوقّع صفقات مع شركات بحرينية، مضيفا "لن تكون هناك أي قيود على ذلك".

وأضاف "نريد علاقات مع شركات "إسرائيلية" مثل العلاقات التي لدينا مع شركات سعودية أو إيطالية، لا توجد قيود أو معاملة خاصة أو قواعد خاصة، لقد بدأنا صفحة جديدة مع إسرائيل".

كما دعا "الإسرائيليين" إلى زيارة البحرين، وعدم "الخشية من تهديدات إيرانية، بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده".

وقال "لدينا أجهزة أمنية ممتازة، إذا كان هناك خطر من هجوم إيراني، فسيكون ذلك تهديدا للبحرين حتى قبل أن يشكل تهديدا للسياح "الإسرائيليين" في البحرين".

وأضاف "إذا أرادت إسرائيل المزيد من الإجراءات الأمنية للسياح "الإسرائيليين"، فيمكن ترتيبها، لكنني لا أعتقد أنه ضروري".

وفي هذا السياق وتعبيراً عن عمق العلاقة بين المنامة وتل أبيب قال الوزير البحريني إن بلاده و"إسرائيل" في جبهة موحدة ضد التهديد الإيراني.

وأضاف للقناة الإسرائيلية "11" التابعة لهيئة البث "الإسرائيلي" "إننا في جبهة موحدة، في وجه التهديد الإيراني من أجل البشرية وقيمها، وضد كل من تسوّل له نفسه استهدافها".

وردا على سؤال حول التعاون مع "إسرائيل" في الملف الإيراني، قال الزياني "البحرين تنسق مع الدول الصديقة لها في هذه القضية، بما في ذلك في المجال الأمني".

من ناحية أخرى قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه "سيتم فتح سفارة "إسرائيلية" في البحرين قبل نهاية هذا الشهر لتستبدل الممثلية "الإسرائيلية" السرية في المنامة، التي كانت تعمل تحت غطاء شركة للاستشارات التجارية منذ 25 عاما".

وكشف الوزير البحريني أنه زار ليل الأربعاء/الخميس البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية، لكنه لم يتمكن من دخول المسجد الأقصى لأنه كان مغلقا.

وقال "مشيت لمدة ساعة في البلدة القديمة، وكنت أراقب حائط المبكى (الاسم اليهودي لحائط البراق الإسلامي) والمسجد الأقصى، وعندما وصلت إلى الشرفة التي ترى منها الحرم الشريف، شعرت بنفس الشعور الذي شعرت به في مدينتي مكة والمدينة المقدستين".