حالته الأخطر من بين الأسرى المرضى

الأسير معتصم رداد.. وأكثر من 50 حبة دواء يومياً

الساعة 12:24 م|02 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

"خلال الزيارة يظهر لنا أنه بخير، لا يتحدث عن مرضه ولا أوجاعه، يردد دائما أن ثقته بالله عالية وأنه بخير" قال عمر رداد، شقيق الأسير المريض معتصم رداد ل"فلسطين اليوم" حول وضعه الصحي في ظل ما عن تردي وضعه الصحي.

يعلم الشقيق وكل العائلة إن معتصم يحاول طمأنتهم بهذه الكلمات وأنه ليس بخير، وهو الذي عانى من الأمراض طوال 14 عاما هي عمر اعتقاله "كيف لشخص يتناول أكثر من 50 حبة دواء يوميا أن يكون بخير...؟".

ومؤخرا صنفت إدارة مصلحة السجون حالة الأسير رداد على أنها الحالة الأصعب من بين الأسرى المرضى المتواجدين بشكل دائم فيما يسمى بعيادة سجن الرملة، وهو ما زاد من قلق العائلة.

والأسير معتصم ( 29 عاما) من بلدة صيدا القريبة من طولكرم شمال الضفة، اعتقل في 2006 وحكم عليه بالسجن 20 عاما، على خلفية مشاركته بعمليات مقاومة في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

قضى رداد العام الأول من اعتقاله ما بين مراكز التحقيق والمحاكم وفي البوسطة، حتى بدأت أثار المرض تظهر عليه في العام الثاني(2007)، ومنذ ذلك الحين وحتى الأن يقبع في عيادة سجن الرملة لحاجته الدائمة للعلاج.

عانى الأسير رداد في البداية من التهابات في الأمعاء، وجرّاء الإهمال الطبي تحولت إلى أورام خضع نخرت أمعائه، وخضع لعمليات متتالية بعد تلف 60% من أمعائه، ومعاناته من نزيف دائم/ وارتفاع في ضغط الدم ودقات القلب وصعوبة بالتنفس، ومشاكل في الأعصاب والعظام، وضعف في النظر، وأوجاع تحرمه النوم.

ومنذ سنوات ونتيجة لاستمرار معاناته من النزيف أصبح يعاني من فقر في الدم، وأيضا أصيب في العام 2018 بفيروس في يديه وقدميه نتيجة لضعف المناعة لديه، والذي تسبب له بانتشار حبوب وآلام حادة في جسده، وزاد ذلك من حدة معاناته المستمرة.

يقول شقيقه عمر:" معتصم يتناول في اليوم أكثر من 50 حبه دواء من بينها إبرة علاج كيماوي كل شهر، يعاني بعدها أسبوع من التعب والألم لثقل مفعولها على جسده".

كل ذلك والعائلة محرومة من رؤيته أو إدخال محامي خاص يقوم على تشخيصه، كما يقول شقيقه، " حاولنا من خلال المؤسسات الحقوقية و الصحية أن ندخل طبيب يقوم بفحصه أو حتى أن نحصل على قائمة الأدوية المقدمة له، او فحوصاته الأخيرة إلا أن إدارة السجون ترفض دائما".

وخلال فترة انتشار جائحة كوافيد-19 (كورونا) الأولى انقطعت أخبار معتصم عن عائلته، وبعد السماح بالزيارات خلال الأشهر الأخيرة، أصبح يسمح لشخص واحد فقط، حيث تقوم والدته " أمنه رداد أم عاهد" بالزيارة كل شهر، وكما مع أشقائه يتحامل معتصم على مرضه وأوجاعه حتى لا يشعر والدته بما يعيشه من ألم، وهو الذي لا يستطيع النوم أكثر من ثلاث ساعات في الليل من شدة أوجاعه.

ويحتجز في عيادة سجن "الرملة" 16 أسيرا، بينهم سبعة أسرى يقبعون بشكلٍ دائم منذ سنوات من بينهم رداد، وأيضا منصور موقدة المحكوم 30 عاما، خالد الشاويش المحكوم بالمؤبد، ناهض الأقرع المحكوم ثلاثة مؤبدات، وصالح صالح المحكوم خمسة سنوات، وكل من نضال أبو عاهور ومحمد طقاطقه، الموقوفان بلا محاكمة حتى الأن.

بالإضافة إلى سته أسرى بشكل مؤقت، وثلاثة من الأسرى الذين تطوعوا للقيام بخدمتهم والاعتناء بهم، كما تقول مسؤوله الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة ل" فلسطين اليوم".

وتابعت سراحنة:" الأسرى المرضى ليسوا هم الأخطر من بين حالات الأسرى المرضى في السجون، ولكنهم الأسرى الذين يحتاجون لعلاج ومتابعة دائمة، ومن الصعب نقلهم باستمرار الى العيادة".

وبحسب أرقام نادي الأسير فإن عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال قرابة (700) أسير منهم (300) يعانون من أمراض مزمنة، بينهم عشرة أسرى يعانون من السرطان بدرجات متفاوتة.

وحول حالة الأسير رداد قالت سراحنة إن حالته من الحالات التي لا يقدم له العلاج أي تحسن، على العكس، حالته في تدهور مستمر، وكل عام تكون أصعب من العام الذي قبله، "معتصم يعيش دقائق يومه على الأدوية التي تبقيه على قيد الحياة ولا تحسن على حالته" تابعت.

وبحسب سراحنة ما يزيد من معاناة الأسير رداد هو تواجده في الرملة، حيث تقدم بطلبات للنقل أكثر من مرة ولكن إدارة السجون ترفض، " الحالة النفسية للأسرى المرضى بشكل دائم صعبة، وخاصة أن كل عام يستشهد منهم أحد".