خبر عصبة المنتقمين وسرب المشجعين.. يديعوت

الساعة 09:33 ص|08 مارس 2009

بقلم: ايتان هابر

قبل وقت ما، في برنامج اذاعي ما، قلت امورا قاسية عن سلوك موشيه دايان (ولن أنفي فاني لم اقلها في عهد حياته). وقبل أن ينتهي البرنامج ، وصل عدد كبير من المكالمات الهاتفية التي تحتج على المس بدايان الذي توفي قبل 28 سنة.

أسمح لنفسي بان افترض بان ظاهرة مشابهة كانت ستحصل لو قلت امورا قاسية عن دافيد بن غوريون، وان كان ابناء جيله، في معظمهم، لم يعودوا احياء. في ذات اللحظة حسم الامر لدي: كم من الناس كانوا سيهاتفونني، لن اني تصرفت هكذا مع ايهود باراك، منذ اليوم او بعد 120؟ كم من الناس في هذه البلاد كانوا سيثورون على اقوال تندد به؟

الحسم الذي اتخذ عندي في تلك الفرصة ، يعبر كما يخيل لي عن عقب أخيل، عن النقيصة الكبرى، لايهود باراك حتى الان: فهو ليس مخلصا للناس، وعليه فان الناس ليسوا مخلصين له. لا يوجد للناس أي التزام تجاهه.

الناس، ولا سيما السياسيين، لا يحبون ان يشعروا بانهم استغلوا وانه على ظهرهم يشق احد ما طريقه الى القمة، دون ان ينظر الى الوراء. وعندما يشعرون انهم استغلوا والقي بهم على قارعة الطريق، فان انتقامهم في حالات عديدة يكون شديدا وعلى مدى الزمن.

الدليل: كبار المعجبين بباراك، اولئك الذين ساروا خلفه بالنار وبالماء، بل وبعيون مغمضة، هم اليوم كبار اعدائه والكامنين لاسقاطه. يكاد يكون كل شركائه في النصر الكبير في العام 1999 هم اليوم اعداؤه الالد. دليل آخر: يولي تمير جلبها باراك الى السياسة وهي الان "تنتظره في الزاوية".

مثال آخر: في برنامج تلفزيوني سياسي قبل سنوات، محاكمة تلفزيونية باسم "المتهم"، برنامج دان شيلون، تطوع عوزي برعام للظهور كالمحامي المتحمس لايهود باراك. اليوم؟ ممنوع ذكر اسم باراك في محيط برعام.

ايضا بن غوريون، بيغن، دايان وزعماء كثيرون آخرون درجوا على أن يستخدموا الناس "ويلقون بهم بعد الاستخدام"، ولكن دوما، ولكن دوما ايضا، كان لهذه العصبة من الزعماء جماعة داعمة، سارت خلفه في الخير وفي الشر. ومن كل الزعماء باراك فقط، الذي يعترف حتى ألد خصومه بانه كفؤ بشكل استثنائي، بقي وحده مع شريط طويل من خائبي الامل والمنتقمين.

سيكون على أي حال في المستقبل غير قليل من الباحثين الذين سيحاولون ان يفحصوا كيف حصل ان قائدا عسكريا يزين صدره باوسمة المجد، جرف وراءه كتائب ، الوية وفرق، ساروا خلفه دون منازع، فشل في بناء عصبة حوله، في اقامة حزبه وفي جرف جماهير المقترعين له.  ليست كل الاسباب لذلك معروفة وظاهرة للعيان. ولكن في البحوث التي ستكون ذات مرة ستحتل مكان الشرف الظاهرة التي يشترك فيها كل الزعماء السياسيين هنا وفي ايامنا: الشك. كل واحد وواحدة، ولا سيما في القيادة وفي العصبة القريبة هو مثابة مشبوه ويريد "شيء" لا يعرفه الزعيم بعد.

في مثل هذه الحالة، في العصبة القريبا مثلا يحصل كل "مقرب" فقط على مهمة ما دون أن يعرف ما هي الصورة باسرها. ولا يعرف الصورة باسرها سوى الزعيم الذي يكلف الاخرين بالمهام. النتيجة: فوضى، استياء، خيبة أمل وانتقام.

من اجل النظام السليم: بنيامين نتنياهو ايضا كان كذلك، الى هذا الحد او ذاك. المحيطون به وصفوه كغير انساني على نحو ظاهر، وهو ايضا لم ينظر الى الوراء حين ابعد عن محيطه اولئك الذين "ضحوا بارواحهم" في سبيله.

ولكن بيبي تعلم الدرس واستخلص الاستنتاجات. النتيجة: فهو محوط بعدد كبير من المستشارين و "المقربين" كل واحد منهم يقاتل اليوم في سبيل مكان طيب الى جانب كتف رئيس الوزراء المرشح. وحقيقة أنه لا يمكنه أن يتخلص الان من بعض من المحيطين به ستكون في طالحه في سياق الطريق. غدا – بعد غد سيتوقع كل واحد وواحدة منهم لمنصب ما. ولكن ما وصوله الى مكتب رئيس الوزراء سرعان ما سيكتشف نتنياهو بان عدد الوظائف قليل جدا وانه لا يمكنه أن يعوض الجميع. وهو يعد إذن البنية التحتية للارهاب ضده.

هاكم العصا من طرفيها: باراك وعصبة "المنتقمين" المتعذرة، ونتنياهو مع سرب "المشجعين" غير المريح.