خبر اليوم العالمي للمرأة يختبئ تحت الخيام وبين ركام غزة

الساعة 06:27 ص|08 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

تساءلت سعاد عبد ربه عن يوم الـمرأة العالـمي ، وقالت ساخرة: نحن لا نعرف الثامن من آذار ولا العاشر من رمضان، نحن نعرف أن مأساتنا تضاعفت وويلاتنا توزعت بين الركام والدمار وباتت تختبئ تحت الخيام.

ودعت الأم الـمكلومة نساء العالـم أجمع إلى التضامن مع الـمرأة الفلسطينية في هذه الـمناسبة، وأن يدافعن حقاً عن النساء ويبحثن عن ويلاتهن في مختلف البلدان، مشيرة إلى أن معاناة الـمرأة الفلسطينية تضاعفت بشكل هائل خلال الحصار وبعد الحرب.

ولـم تخجل الـمرأة البالغة من العمر (65 عاماً)، والتي شهدت ويلات حروب عدة شنها الاحتلال، من القول: إن بناتها وزوجات أبنائها ما زلن يعشن كوابيس ليلية ويخشين الخروج للحمام ليلاً، مؤكدة أن الحرب تعيش في ذهنها وتحتاج لوقت طويل وجهد كبير كي تتعافى منها.

ووفقاً للإحصاءات الـمختلفة، يزيد عدد النساء الشهيدات خلال الحرب على غزة عن 158 امرأة، علاوة على إصابة الـمئات منهن بإصابات جسدية مباشرة.

ولـم تجد أم محمد مقاط (48 عاماً) كلـمات تقولها في يوم الـمرأة العالـمي سوى "أنقذونا نحن النساء من ويلات الحصار وما ترتب على الحرب على غزة من ويلات جعلت حياتنا شبه مشلولة".

وأوضحت مقاط التي فقدت بيتها خلال الحرب على غزة: أن معاناتها تضاعفت مئات الـمرات بعد الحرب، وباتت أسيرة ويلاتها وجرائم الحصار التي لـم تنقشع منذ عامين.

وأشارت الأم التي تسكن منطقة العطاطرة إلى أن معاناتها الـمتمثلة بافتقاد الغاز والكاز وانقطاع التيار الكهربائي ونقص الغذاء والكساء جراء الحصار، تضاعفت مع افتقادها بيتها وتشتت أسرتها وقضاء أيام طويلة خلال الحرب وبعدها بلا مأوى أو في خيمة.

وأوضحت السيدة التي تعيل ستة أبناء، أنها لـم تكن تتخيل يوماً أن تقضي الثامن من آذار من هذا العام تحت الخيمة ووسط التشرد، مشيرة إلى أن اليوم العالـمي للـمرأة يعني الدفاع عن حقوقها وإنصافها لا إعادتها للـمعاناة في القرن الحادي والعشرين.

وخفتت فعاليات اليوم العالـمي للـمرأة هذا العام في غزة، ولـم يتبن العديد من الـمؤسسات النسوية برامج مختلفة كعادتها من كل عام، حتى أن عامي الحصار الـماضيين شملا فعاليات لـم يشملها هذا العام.

وتشير الفتاة نسمة مطير (19 عاماً) إلى أن معاناة الـمرأة الفلسطينية تزداد عاماً بعد عام وتتراجع حقوقها يوماً بعد يوم، مشيرة إلى أن ويلات الحرب على الـمرأة لـم تقف عند حد الدمار والتشتت والاستشهاد بل وصلت حد التراجع في حقوقها وأفكارها.

وقالت الفتاة التي تسكن منطقة التوام بغزة: إن الجهات الدولية الـمانحة التي عززت برامج توعية النساء وتعريفهن بحقوقهن هي ذات الجهات الغربية التي تقف اليوم مكتوفة الأيدي أمام ما تعرضت له الـمرأة في غزة.

وبين ويلات الحرب على غزة تعيش الـمرأة هذا العام يومها بطعم الـمر والقسوة، بآمال خافتة، بيوم أفضل!.