حسين يشاركهم حماستهم/ بقلم: خالد صادق

الساعة 11:37 ص|22 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

لا ادري ما هو سر السعادة الواضحة والفاضحة على وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ في اعقاب استئناف السلطة لعلاقتها مع الاحتلال الصهيوني وعودة "بالتنسيق الامني" دون أي مقدمات او اية اسباب واضحة تجعل السلطة تغير من استراتيجيتها في التعامل مع الكيان الصهيوني, حسين الشيخ الذي يتناغم مع حالة الانسجام الاماراتية والبحرينية المخيبة للآمال والمفجعة مع الاحتلال الصهيوني غرد قائلا " نحن ورغم كل ما تعرضنا له من ضغوط رفضنا العودة للتنسيق دون إسقاط مشروع الضم ودون إقرار إسرائيل بأن مرجعية العلاقة الثنائية هي الاتفاقيات الموقعة والتي بها نص صريح أنها تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ولن نقبل أي مرجعية أخرى وبالذات صفقة القرن". وهو نفس الكلام الذي تسوقه الامارات التي تحالفت مع "اسرائيل" ونفس الكلام الذي تردده البحرين التي تتماهى مع سياسة "اسرائيل" رغم ان اسرائيل اكدت مرارا وتكرارا ان صفقة القرن ماضية, ومخطط الضم لم ولن يتوقف, ولا ادري هو هناك توافق هل هناك توافق اماراتي بحريني سلطوي على تصديق الكذب الصهيوني والتسويق له ام ان هذا منطق المطبعين لتبرير علاقاتهم المشبوهة مع الاحتلال الصهيوني, انهم يمارسون العهر السياسي بأبشع صوره, ويحاولون تبرير جرائمهم البشعة بأكاذيب يروجون لها  وهم يعلمون جيدا انها مجرد اكاذيب مخادعة.

 

 حسين الشيخ قال متفاخرا "حصل تبادل رسائل نشرت في الأيام الأخيرة لمضمون هذه الرسائل، هذا ليس رداً على انتقادات الإخوة والأخوات التي ممكن تفهمها ولكن حقيقة ما دفعني للكتابة الموجزة هذه هو ازدواجية مواقف البعض واختلافها بين الغرف المغلقة والتصريحات العلنية، تحياتي للجميع وأتمنى التوفيق لنا جميعاً في خدمة شعبنا ووطننا", خدمة الشعب يا حسين من خلال التنسيق الامني, وخدمة الوطن يا حسين من خلال انتقاص حقنا فيه, وخدمة الجيب يا حسين من خلال استلام اموال المقاصة في محاولة يائسة لرشوة الناس بها كي يقبلوا بالعودة الى التفاوض مع الاحتلال الصهيوني, والمقامرة بقضيتنا العادلة, والانتقاص من حقوقنا المشروعة, حسين الشيخ مضى في تغريداته ليقول "الخيار الاستراتيجي لحركة فتح في ما يتعلق بالوضع الداخلي هو إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية والاستمرار بالحوار الوطني، وتثمن الحركة جهد وفدها في هذا الحوار، وتشكر كل الأشقاء المساهمين في إنجاح هذا الحوار الوطني، قوتنا في وحدتنا وطريقنا نحو النصر", لكننا على ارض الواقع لم نسمع تصريحا واحدا لحسين الشيخ يشجع المصالحة ويدعو لإنهاء الانقسام, ولم يغرد على مواقع التواصل الاجتماعي كما غرد عقب عودة التنسيق الامني, ولم يجر مقابلات مع محطات التلفزة لتذليل العقبات امام المصالحة الفلسطينية, ولم تبرز على ملامحه علامات الفرح والسعادة التي بدت واضحة تماما مع عودة التنسيق الامني ومسار المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني..

 

 ترامب عندما خرج بصفقة القرن ومخطط الضم الاستعماري قال هذا لأجل مصلحة الشعب الفلسطيني واحلال السلام, وتحسين الاوضاع الاقتصادية للفلسطينيين, وعيال زايد عندما تصهينوا وتساوقوا مع السياسات الاسرائيلية بشكل وقح وفاضح قالوا ان هذا من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني, وانهم استطاعوا ايقاف مخطط الضم, وهو ما نفاه الاحتلال فورا, ومملكة البحرين عندما مارست الفجر في علاقتها مع "اسرائيل" قالت انه من اجل دفع عملية "السلام" وعودة العلاقات بين السلطة و "اسرائيل", وحسين الشيخ والسلطة تبرر عودة التنسيق الامني مع الاحتلال الصهيوني بانها خطوة استباقية تقدمها لأجل عيون جوز بايدن الذي يؤيد حل الدولتين, ويرفض مخطط الضم, ولا يؤمن بصفقة القرن, رغم ان بايدن لم يتسلم مقاليد الادارة الامريكية بعد, ولن تتضح مواقفه فيما يخص القضية الفلسطينية, رغم علمنا ان امريكا لا يمكن ان تغير سياستها الداعمة "لإسرائيل" والمساندة لها في كل الاحوال, اذن هي ليست مجرد مواقف تحدث لمساندة "اسرائيل" ودعمها انها سياسة ينتهجها تيار ممتد من ترامب والادارة الامريكية, مرورا بدول التطبيع العربية, وصولا الى مقر المقاطعة برموزة المشهودة في رام الله, تعم عاد التنسيق الامني وعاد اعتقال المجاهدين في صفوف السلطة وملاحقة المطلوبين, وقطار التطبيع الاماراتي البحريني وصل اليوم الى مرحلة فتح السفارات وتبادل السفراء, واقامة الرحلات المتبادلة بينهما, لكن المسار الاعوج سيبق ينحرف حتى يصل الى نقطة النهاية, عكس المسار المستقيم الذي يمضي عليه شعبنا بفصائله المقاومة والذي لا يتوقف الى بإحداث النصر المبين.