إعلان الشيخ يُجمد حوار القاهرة

الساعة 08:11 م|18 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

فجر إعلان السلطة الفلسطينية العودة للعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي بما فيها التنسيق الأمني، غضب الفصائل الفلسطينية كافة، واعتبرته قراراً مخالفاً للإجماع الوطني ولمخرجات اجتماع الامناء العامين للفصائل الفلسطينية، وأصاب الحوار الجاري في القاهرة بين وفدي حماس وفتح، بالتشنج.

وذكرت مصادر إعلامية محلية وعربية، أنه بمجرد إعلان حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية عن استئناف العلاقة مع إسرائيل، أصاب الحوار في القاهرة بالتجمد، وسط استغراب هذا الإعلان، وتحاول مصر التي تستضيف الحركتين الفلسطينيتين انقاذ المصالحة من الضياع هذه الجولة.

حماس تعتبرها طعنة للجهود الوطنية لبناء شراكة وطنية

ورفضت حركة حماس خطوة السلطة بإعادة العلاقة مع الاحتلال، واعتبرته ضرباً للقيم والمبادئ الوطنية ومخرجات الاجتماع التاريخي للأمناء العامين للفصائل عرض الحائط. بالإضافة إلى أنه قرار يشكل طعنة للجهود الوطنية نحو بناء شراكة وطنية، واستراتيجية نضالية لمواجهة الاحتلال والضم والتطبيع وصفقة القرن، ويأتي في ظل الإعلان عن آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة.

تعطيل لجهود المصالحة الداخلية

بدورها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن إعادة السلطة علاقاتها مع الاحتلال يعد انقلاباً على كل مساعي الشراكة الوطنية وتحالف مع الاحتلال بدلاً من التحالف الوطني، وهو خروج على مقررات الإجماع الوطني ومخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل وتعطيل لجهود تحقيق المصالحة الداخلية.

وشددت على أن استمرار الرهان الخاسر على الولايات المتحدة، والرهان على مسيرة الاستسلام التي أودت بقضيتنا إلى المهالك وشجعت على تحالف بعض الأنظمة العربية العميلة مع الاحتلال، يفتح الطريق أمام تمرير مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.

نسف لجهود المصالحة

في سياق متصل، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر أن عودة العلاقة بين السلطة والاحتلال ينسف كل جهود المصالحة، لأن عودة التنسيق يعني عودة برنامج "أسلو" الفاشل الذي تنتهجه السلطة منذ سنوات.

وقال مزهر في تصريح لـ "فلسطين اليوم": "إن عودة التنسيق يدلل على وجود نية مسبقة لدى قيادة السلطة بالعودة للمفاوضات العبثية مع "إسرائيل".

خدمة مجانية للعدو

فصائل المقاومة كافة، أكدت في بيان مشترك،  على أن ما قامت به السلطة من إعلان عن عودة العلاقات مع العدو الصهيوني هو انحراف عن المسار الوطني وانقلاب على مخرجات اجتماع الأمناء العامين ولا تمثل هذه الخطوة إلا مزيداً من الارتهان للهيمنة الصهيوأمريكية وإعادة تسويق الوهم المسمى بالتسوية السياسية من جديد وبذلك تكون السلطة قدمت خدمة مجانية للعدو الصهيوني ووضعت العراقيل في مسار المصالحة الفلسطينية، وتمثل خطوتها طعنة لآمال شعبنا في تحقيق الوحدة الحقيقية.

وأمام صمت وفدي فتح وحماس في القاهرة، ومواقف جميع الفصائل باستثناء حركة فتح برفض خطوة السلطة، يبقى ملف المصالحة يصارع الموت في غرفة الانعاش لعل ظروف أخرى تستطيع إنقاذه.