"بومبيو" يشرب نبيذاً من دم الفلسطينيين

الساعة 10:22 ص|18 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

عندما يزور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مستوطنة "بساغوت" الإسرائيلية المقامة على أراضي مدينة البيرة الفلسطينية وسط الضفة المحتلة، لا شك بأنه سيتذوق بعض الخمر الذي ينتجه مصنع النبيذ المُقام عليها.

لكن بومبيو، قد لا يكون على علم بأن هذا النبيذ أُنتج من كروم عنب سرقها المستوطنون من أصحابها الفلسطينيين.

من شرفة منزله الواقع في مدينة البيرة، يشاهد المسن الفلسطيني عبد الجواد صالح (89 عاما) صباح كل يوم أرض عائلته المصادرة التي يحتلها مستوطنو “بساغوت”، وقلبه يمتلأ بالحسرة.

يعود "صالح" بذاكرته إلى سنوات مضت، ويقول: “كنت أعمل في الأرض حيث كروم العنب (..) سُرقت الأرض وتحولت لمساكن للمستوطنين.

ويضيف: "احتلوا الأرض وشيّدوا عليها مستوطنة، ومصنعا للنبيذ".

ويُطلق الفلسطينيون على المستوطنة التي شُيدت سنة 1968، بعد عام واحد من احتلال إسرائيل للضفة الغربية، اسم "مستوطنة جبل الطويل"، وهو الاسم العربي للمنطقة.

ويعتزم وزير الخارجية الأمريكي، الأربعاء، زيارة إسرائيل وتفقد مستوطنة "بساغوت" ومستوطنات في مرتفعات الجولان المحتل.

وبذلك يعتبر بومبيو أول وزير خارجية أمريكي يزور المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية.

وتأتي زيارة بومبيو اتساقا مع سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي خسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بحسب “وسائل إعلام أمريكية”، والذي قال في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019 إن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات مخالفة للقانون الدولي.

وخاطب المُسن "صالح" وزير الخارجية الأمريكي قائلا: “هذه أرض أجدادي، سرقها أصدقاؤك، لن نغفر لك هذا السلوك”.

وتابع: "قد تشرب من نبيذ المستوطنة، وعنبها، هذا (النبيذ) دم الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "عُمْر كروم العنب التي تعود لعائلتي أكبر من عُمر دولة الاحتلال".

وندد العجوز الفلسطيني بالزيارة، ودعا الدول العربية لمقاطعة الولايات المتحدة.

واعتبر صالح أن “الزيارة تأييد للضم الإسرائيلي للضفة الغربية”.

وتمتلك عائلة صالح أراضي مزروعة بالعنب، قبل السيطرة عليها من قبل السلطات الإسرائيلية.

وتُجاور المستوطنة، المساكن الفلسطينية في مدينة البيرة.

وبالإضافة إلى صالح، يقول الفلسطيني فائق عليص (77 عاما) إنه يمتلك أربعة دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع) صادرتها إسرائيل لصالح المستوطنين في “بساغوت”.

ويضيف “عليص”، إن "زيارة بومبيو مرفوضة، وغير قانونية، ومخالفة للشرعية الدولية".

وتابع: “المستوطنة مقامة على أرض فلسطينية خاصة، والزيارة لن تجعل الاستيطان شرعيا”.

وأشار إلى أن عائلته حصلت في عام 1970 على قرار من محكمة إسرائيلية، بملكيتها للأرض المصادرة، وهو ما لم يتم تنفيذه حتى الآن.

ويضيف أن الحاكم العسكري الإسرائيلي، أصدر عام 2000 قرارا بمصادرة كل أراضي العائلة في المنطقة.

وشرح عليص مراحل بناء المستوطنة، وقال: "في البداية تم وضع نقطة عسكرية على جبل الطويل، ونقطة مراقبة، ثم تحولت لبؤرة استيطانية ثم مستوطنة سرقت مساحات شاسعة من أراضي المدينة".

ووجّه حديثه لوزير الخارجية الأمريكي قائلا: "أنا فلسطيني أحمل الجنسية الأمريكية، والأرض التي تعتزم زيارتها ملك شخصي لعائلتي".

وقال: "بأي حق تَعطي وتُؤيد المستوطنين بسرقة أرضي".

وفي وقت سابق، استنكر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إعلان بومبيو، عزمه زيارة مستوطنات في الضفة الغربية.

وقال أبو ردينة في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن خطة بومبيو “استفزازية للشعب الفلسطيني وقيادته”.

وأضاف أن الإعلان الأمريكي يُعد سابقة خطيرة، تؤكد تحدي أمريكا لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار رقم 2334 الذي دان الاستيطان بموافقة الإدارة الأمريكية السابقة".

وتابع: "إسرائيل تحاول الاستفادة من الدعم اللامحدود من قبل الإدارة الأمريكية الحالية، التي قدمت لها كل دعم ممكن من أجل التوسع الاستيطاني والاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية".

وقال: "إن هذا الإعلان يعني أن هذه الإدارة الأميركية أصبحت شريكا أساسيا في احتلال الأراضي الفلسطينية".

ويؤكد سكان مدينة البيرة، أن السلطات الإسرائيلية سرقت نحو 500 دونم لصالح مستوطنة "بساغوت".

ويشير الفلسطينيون إلى أن وتيرة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية تسير بشكل متسارع، فيما تشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية “غير مرخصة من الحكومة "الإسرائيلية".

كلمات دلالية