أكد محمد حميد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن الشهيد القائد بهاء أبو العطا في ذكرى استشهاده الاولى حظى بقبول شعبي وفصائلي كبيرين وبات أيقونة للشاب الثائر ومثالاً للرجل العنيد الصلب المتمسك بالمواقف والمبادئ حافظًا للعهد والوعد لكل من سبقوه في الشهادة.
وأضاف حميد خلال تصريحات لصحيفة "الاستقلال" الشهيد أبو سليم كان الأمين على دم الشهداء ووصاياهم، رجل تشرب فكر الجهاد الإسلامي وطبقه واقعًا وعملاً هذا ما جعله يتبوأ هذه المكانة لينال ثقة الجميع فهو القائد الإنسان والقائد المتواضع الذي تراه في كل المناسبات يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم، فهو رجل تعجز الكلمات عن وصفه ".
مع الذكرى السنوية الاولى لاستشهاده يستذكر حميد مناقب الشهيد أبو العطا فيقول" فكان أخاً كريماً وقائداً شامخاً غيّبته عنا الشهادة، فهذا القائد الكبير كان دوما إلى جانب حضوره العسكري اللافت والمميز توليه القائد الأول للمنطقة الشمالية في السرايا، إلا أنه كان إنساناً مهذّبا شيمته التواضع وحب إخوانه، وأيقونة جمعت الكثير من السمات التي يستحق الاحتذاء بها
ولفت الى أن الشهيد (أبو سليم) لم تغره رتبته العسكرية الرفيعة فكان دوما بالقرب من القاعدة الجماهيرية للحركة، تجده يستمع إلى لسانها ويتطلع إلى حل مشكلاتها، فتجسدت به الكثير من المعاني الإنسانية والإسلامية والأخلاقية، فكان في قلبه من الشفقة والرحمة والحب لإخوانه المجاهدين ولشعبه الصابر المرابط ولأهالي الشهداء والأسرى ولكل الجرحى، وبذلك امتلك حالة توأمة فريدة بين عمله العسكري و تواصله الاجتماعي مع إخوانه، وهذا يدلل على صلاح قبله.
وعن علاقته الشخصية بالشهيد (أبو سليم) يقول: "إنها لم تكن علاقة عادية، بل كانت علاقة عميقة بوفاء الشهيد القائد وإخلاصه، فقد كان نعم الأخ والقائد الجاد والمتعاون في العمل، الذي يوقر إخوانه في قيادة الحركة، والملتزم بضوابط العمل الحركي وقراراتها ومرجعياتها وبجانب هذه الصفات فقد كان الشهيد أبو سليم على درجةٍ عاليةٍ من العلم والخبرة العسكرية، فتلقى التدريبات المختلفة في فنون العمل العسكري، وتحصل على دورات عسكرية مختلفة في كافة مجالات العلم العسكري.
وتابع القيادي بالجهاد، أن القيادة العسكرية والسياسية سعت لتزويد الشهيد القائد (أبو سليم) بالقدر الكافي من العلم المتخصص لمواكبة التطورات العسكرية حسب الظروف البيئية المحيطة، وانعكس ذلك داخلياً على أداء الوحدات القتالية لسرايا القدس، فقد كان يتابع سير مشاريع البنية التحتية عن كثب مثل الأنفاق، وقد بث الإعلام الحربي التابع لسرايا القدس عدة مقاطع تظهر الشهيد القائد وهو يتابع عمليات حفر الأنفاق ميدانياً إلى جانب إخوانه المجاهدين.
جاهزيةٍ عالية للجهاد
وشدد على ان الشهيد أبو سليم كان دوما يتابع عن كثب العتاد العسكري للمقاومة كالصواريخ النوعية التي تطورت في عهد بحيث أصبحت أكثر دقة وازداد مداها لتصل كافة أراضينا المحتلة، إضافةً إلى امتلاكه جاهزيةٍ عالية للجهاد والمقاومة فاق فيها الكثير من أقرانه، فكان متلهفاً دوماً نحو الإثخان في العدو الصهيوني، ويتقدم في الأوقات التي تبلغ فيها الحناجر وتزوغ فيها الأبصار، ما دفع الاحتلال إلى تصنيفه بالأخطر في قطاع غزة وسعيه نحو اغتياله.
وبين عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن الشهيد القائد أبو العطا هو أحد أبناء وتلامذة الجهاد الإسلامي وأحد قاداتها، فتشرب فكر الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي الذي تبلور في الحركة التي ترى العدو الصهيوني كياناً طارئاً لا مكان له ولا مستقبل، ولا صيغة له إلا بالزوال، فكان مشحوذ الهمة على الدوام لمناوئته ومقاومته، و ينتهز الفرصة تلو الأخرى لتكبده أكثر الخسائر، فهو يعي أن هذا الاحتلال مصيره الى زوال بالأمر القرآني.
وشدد على أن القائد أبو سليم شكل حالةً نوعيةً وفريدة في العمل الجهادي، فلم يكن يساوره الشك أو التردد أو من ردات فعل العدو رغم الفارق الكبير في التجهيزات العسكرية بين المقاومة والاحتلال، فكان مؤمناً أن ما سيحدث هو قدر الله على أرضه، وأنه يجب أن نكون رجالاً لا نطأطأ الرؤوس، فينبغي أن نقف بالمرصاد لهذا العدو المجرم ومن خلفه.
تغير قواعد الاشتباك
ولفت الى أنه لم تكن مسيرات العودة وشهدائها لتوقف (أبو سليم) وإخوانه عن الرد على جرائم الاحتلال بحق المدنين، فلم يسمح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك وقواعد النار لديه بشكلٍ أو بآخر، فرد المقاومة وعلى راسها سرايا القدس كان يضع حدا للاحتلال في الايغال في المدنيين .
ووجه القيادي بالجهاد رسالة إلى جماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم، ودعاهم إلى التمسك بإرث الشهيد القائد (أبو سليم) وبساعته التي أبقت جذوة الصراع مشتعلة (الساعة التاسعة) مع هذا العدو وأن يتمسكوا بسلاح البهاء وحده الذي يعطينا القوة فالمقاومةَ فهذا هو نهج البهاء وطريقه الذي اختاره وسار به حتى استشهد.
وختم حميد حديثه برسالة للعدو الصهيوني، قائلا " فلا تحسب أيها المحتل الغاصب أن استشهاد الشهيد القائد بهاء أبو العطا سيمنحك الهدوء، بل إن دماءه الزكية السائلة هي وقود جديد يضاف إلى فاتورة ظلمك وجورك التي ستنقلب وبالاً عليك، وستقتص منك عاجلاً أم آجلاً، دماء الشهيد أبو سليم حركت مئات المقاتلين من سرايا القدس وغيرها من الفصائل المقاومة نحو القصاص منك، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون".