تفاصيل مُبكية: هكذا استقبل والدا الأسير أبو وعر نبأ استشهاده

الساعة 08:01 ص|11 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

لم تصدق عائلة الأسير المريض بالسرطان كمال نجيب أبو وعر (46 عاماً) من بلدة قباطية جنوب جنين بالضفة المحتلة، نبأ استشهاده في سجون الاحتلال، فوالداه المسنان وشقيقاته عاشوا دوماً على أمل حريته وعودته إليهم حياً.

فوالدته الستينية نوال قاسم أبو وعر، لزمت في اللحظات الاولى الصمت، وصامت عن الكلام في ظل حالة الذعر والرعب التي عاشتها بعد تلقيها الخبر، وقال نجلها محمد، " إن والدتي رفضت أن تصدق الخبر من هول الفاجعة، جلست تنتظر في ساحة المنزل، وتقول: " كمال حي .. كمال حي "، وبعد توافد الأهل والاقارب وشد أزرها، بدأت تردد الأدعية وتقرأ القرءان الكريم، وقالت: " تمنى الشهادة منذ سنوات ونالها ... اللهم تقبل شهادته وكرمه وامنحه المقام المحمود بين الانبياء والشهداء والصالحين ".

وخيمت أجواء الصدمة والحزن على بلدة قباطية، وعم الحداد والإضراب التجاري، كما في كافة السجون التي شهد بعضها مسيرات غاضبة داخل الأقسام.

الشهيد أبو وعر ارتقى شهيداً مساء اليوم في مشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، بعد صراع طويل مع مرض السرطان الذي تفشى في كافة أنحاء جسده مؤخراً، بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد من مصلحة سجون الاحتلال التي رفضت إطلاق سراحه رغم النداءات العديدة التي أطلقت بسبب خطورة حالته الصحية، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة لـ 226 شهيداً.

ظروف استشهاده ..

وقال شقيقه محمد لـ "لقدس"، إن الاحتلال رفض السماح لشقيقه كمال بالاستقرار ومتابعة العلاج في المشفى حيث يخضع لجلسات إشعاع كيماوي بسبب إصابته بسرطان في الحنجرة رغم إجماع الأطباء على خطورة حالته الصحية، مضيفاً: " في الفترة الاخيرة، تنقل بين عيادة سجن الرملة ومشفى "أساف هروفيه" وتلقينا منه اتصالاً قبل أسبوعين، أبلغنا أن حالته عادية ويواصل الجلسات بانتظام، وقد اعتدنا على إخفاء حقيقة حالته لقلقه وحرصه على مشاعر العائلة".

وتابع:" قبل 4 أيام، وصلتنا أخبار عن تعرضه لمضاعفات وآلام حادة ولا تحتمل مما يؤكد انتشار السرطان في كافة أنحاء جسده، وحاولنا الاتصال معه والحصول على موافقة لزيارته لكن الاحتلال رفض"، وتابع " علمنا من الأسرى أن الحالة الصحية التي عانى منها قبل أيام قليلة غير مسبوقة، مما اضطر الإدارة لنقله للمشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما قتلوه بدم بارد".

حزن وصدمة ..

وقال عمه الدكتور خالد أبو وعر لـ"لقدس": "صدمة والديه المسنين وشقيقاته كانت قوية ومؤثرة وقاسية، حتى أنهم لم يصدقوا رغم إعلان الخبر بشكل رسمي، فقد عاشوا دوماً على أمل حريته وعودته اليهم حياً ".

ويضيف: " والده الذي قضى سنوات عمره على بوابة السجون، تسَّمر في مكانه ورفض مغادرة المنزل وهو يقول لي: أشعر أن كمال معنا حي، لا أريد تركه .. ان شاء الله يكون الخبر غير صحيح ".

جريمة إعدام..

اتهمت عائلة أبو وعر، الاحتلال بقتل ابنها، وقال شقيق الشهيد كمال: " منذ سنوات والاحتلال يمارس القتل وجريمة اعدام شقيقي، لم نسمع صوت مؤسسات حقوق الانسان والمتباكين على العدالة والديمقراطية ؟، كل لحظة وثانية في حياة شقيقي كانت تفرق وتؤثراً كثيراً، طالبنا الجميع بإعادته إلينا حياً وإنقاذه من الموت البطيء، لكن الاحتلال قرر ونفذ، فإلى متى يبقى العالم صامتاً أمام هذه الجرائم التي تنفذ على مرأى ومسمع من العالم ".

من جانبه، قال اللواء قدري أبو بكر: " هذا هو الوجة الحقيقي للاحتلال الذي يتفنن في إعدام شعبنا في كل مكان وزمان وحتى خلف القضبان يضرب عرض الحائط كافة الأعراف والقوانين الدولية، ويمارس هذه الجريمة الشاهدة على عنصريته وحقده وسعيه لإعدام أسرانا ومناضلينا بكل الأدوات والطرق".

وأضاف: " هذه الجريمة التي ارتكبت مع سبق الإصرار من إدراة السجون التي كانت تعلم جدياً بخطورة الحالة الصحية للأسير كمال والتي كانت تتطلب ضرورة الإفراج الفوري عنه، لكنها رفضت وأفشلت كافة محاولات انقاذ حياته.

وذكر أبو بكر، أن طاقم محامي الهيئة وخلال الفترة الماضية قدموا عدداَ من الطلبات للإفراج الفوري عنه، ونقله إلى المستشفيات الفلسطينية حتى يتم تقديم العلاج الطبي له، ولكن الطلبات رفضت جميعها في المحاكم الإسرائيلية التي تتلقى التعليمات من المخابرات الإسرائيلية "الشاباك".

وتابع: " القضاء الاسرائيلي شريكاً في هذه الجريمة التي تتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها والتي تفضح مدى تقصير المجتمع الدولي ومؤسساته في محاسبة ومساءلة إسرائيل التي تجاوزت كل الحدود وداست المعايير وحقوق الانسان ".

كلمات دلالية