منذ فترة من الزمن تواجه خربة "ابزيق" في منطقة الأغوار الشمالية، مخططات الاحتلال الاسرائيلي الهادفة لتهجير ساكنيها، والتضييق على حياتهم وملاحقتهم، هذا إلى جانب التدريبات العسكرية المتواصلة لقوات الاحتلال بين خيمها التي تهدد حياتهم.
ويعاني سكان هذه الخربة من الانتهاكات المتواصلة لقوات الاحتلال والتي تهددهم بالتهجير والضم ضمن منطقة الأغوار.
ويَحرِم الاحتلال سكانها من كل مقومات الحياة الأساسية والبسيطة، ويسرق كل ممتلكاتهم الحيوية التي تعزز صمود أهلها وسكانها.
تهجير صامت
أفاد الناشط الحقوقي في الأغوار الشمالية عارف دراغمة اليوم الاثنين أن الاحتلال ينفذ تهجيرا صامتا بحق ساكني خربة "ابزيق"، موضحاً أن الاحتلال يواصل انتهاكاته المتكررة والمتواصلة بأساليب مختلفة تروق للاحتلال ومستوطنيه.
وأشار دراغمة إلى أن الثالث من نوفمبر الحالي كان يوم نكبه بالنسبة لأهالي "ابزيق"، حيث لم يترك الاحتلال لهم وسيلة تنقلهم إلى حيث يريدون، وصادرت قوات الاحتلال جرارات زراعية "تراكتورات" وصهاريج مياه وعربات مجرورة وسيارات خاصة، وكل ذلك للضغط على السكان وتهجيرهم.
وبيّن أن التركتورات هي الذراع الأيمن للفلسطيني وخاصة مربو الماشية والذين يسكنون في مناطق نائية، فينقلون عبرها مياههم وحاجياتهم وأطفالهم أيضا إلى العيادات للعلاج.
وأكد دراغمة على أن أطماع الاحتلال في الخربة كبيرة، وبقاء سكانها ودعمهم والوقوف مع شرقائها السبيل الوحيد لحماية الأرض والإنسان فيها.
ظروف صعبة
وأوضح دراغمة أنه كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت خربة "ابزيق" منتصف ليلة الثلاثاء الماضي، وفرضت طوقا عسكريا على المكان وصادرت 9 تراكتورات زراعية و5 صهاريج مجرورة للمياه و5 عربات جر وسيارتين خاصتين للسكان من أمام خيامهم ومضاربهم.
حيث استمرت عملية الاقتحام عدة ساعات، وأثارت الرعب لدى السكان وصادرت ممتلكاتهم الحيوية، وسط إجراءات عسكرية احتلالية بات السكان يعيشون خلالها ظروفا حياتية صعبة.
ولفت إلى أن قرية "ابزيق" هي خربة، تقع شمال شرق مدينة طوباس، ويبلغ عدد سكانها نحو 180 شخصا، غالبيتهم من "البدو" الرُّحّل الباحثين عن المراعي والماء، ويبلغ عدد العائلات فيها 38 عائلة، منهم 16 عائلة تقيم في المنطقة بشكل دائم، وما تبقى عبارة عن عائلات بدوية متنقلة يتنقلون بحثاً عن الماء والمراعي.
وتتبع "ابزيق" لمحافظة طوباس، وصادرت قوات الاحتلال جزءًا من أراضيها وأقامت على جزء آخر مقاطع من جدار الفصل العنصري.
وأضاف أن ابزيق تتعرض كبقية مناطق الأغوار إلى مداهمات مستمرة من قبل الاحتلال، وفي كل مرة يتم فيها عملية مداهمة توزع فيها سلطات الاحتلال إخطارات هدم جديدة لسكانها.
وذكر دراغمة أنه منذ حوالي عامين أُنشأت فيها مدرسة للتخفيف على الطلبة عناء التنقل إلى مدارس بعيدة، خصوصاً في ظل إغلاق الاحتلال للخربة مرات كثيرة لأغراض إجراء مناورات عسكرية في المنطقة، حيث كان يتوجب على طلبة القرية السير على الأقدام أو ركوب الحيوانات، مسافة تزيد عن 18 كيلومترا، لتلقي دروسهم في مدرسة بلدة "عقابا" المجاورة.
وختم قائلا :"تعتبر "ابزيق" من القرى الفلسطينية المهددة بالضم في حال نفّذت سلطات الاحتلال تهديداتها بضم الأغوار والمستوطنات.