الطبع، أخذت ظاهرة دونالد ترامب الكثير من الجدل الثقافي والسياسي، اذ اعتبر الروائي الاميركي بول أوستر أنه "لا يقل خطراً عن الكورونا"، فهو يرفض المنظمات الصحية العالمية والمعاعدات البيئية، ولا ضرورة للتعريف بالظاهرة الترامبية التي شغلت العالم واربكته وزعزت استقراره وباتت كابوساً عليه، هنا بعض التغريدات الفايسبوكية لكتاب وشعراء عرب حول سقوط ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية:
عباس بيضون(شاعر لبناني): ما يؤخذ على ترامب، استخدامه للقصر الرئاسي كبيت شخصي، اعتماده على عائلته الخاصة، اتهاماته بدون دليل، هو ما لا نجد غضاضة في ان يحدث عندنا بدون ان يثير اعتراضاً. يبدو ترامب لمنتقديه اقرب الى زعمائنا هذا ما يجعل قادة حزبه يتجنبون دعمه.
بشير المفتي(روائي جزائري): لا أدري لماذا ذكرني فشل ترامب بفشل ساركوزي، كلاهما كان وبالاً على صورة بلده في العالم.
زياد ماجد(كاتب لبناني): هزيمة دونالد ترامب هي الخبر السياسي المفرح الوحيد منذ فترة غير قصيرة. ولا عزاء لمن ظنّوا أن كائناً مثله، يجسّد أبشع الأمراض التي تصيب مجتمعات العالم اليوم، يمكن أن يكون عوناً أو منقذاً من أشرارٍ آخرين...
فخري صالح(ناقد أردني): ذهب ترامب غير مأسوف عليه. لكن أتباعه ومن يحملون أفكاره وقناعاته لن يتبخروا من المجتمع الأميركي. تخيلوا أن ستيف بانون Stephen Bannon، مستشار ترامب في البيت الأبيض 2017 وأحد المخططين الاستراتيجيين في حملته الانتخابية عام 2016، يدعو في تغريدة له على تويتر إلى قطع رأس أنطوني فاوتشي، عالم الوبائيات والأمراض المعدية، وتعليق رأسه على حربة في البيت الأبيض! هذا مثال فاقع ومرعب على المجموعة الفاشية التي عملت مع ترامب وتعتنق أفكاره أو أنه في الحقيقة يعتنق أفكارها. الترامبيون باقون، وهم يشكلون خطراً على أميركا والعالم.
أكرم قطريب(شاعر سوري مقيم في اميركا): هذا المساء الخريفي، أتسمر أمام التلفزيون، الذي أعلن فوز جون بايدن في الإنتخابات الأميركية، وأشعر أنني لم أتعلم من المثل القديم الذي يشع بالحكم والوصايا النبيلة. أسمع صيحات الجيران: لا رجل برتقالياً بعد اليوم. شيء مريح جداً أن يخرج الرجل البرتقالي من الصورة. الرجل الذي تخاله من ذلك العالم الذي هربت منه. قبل كل شيء أحاول أن أتذكر تلك الأيام السحيقة، واللافتات التي كانت تغطي أبنية دمشق. أبكي بصوتٍ خفيض، وأتظاهر بالسعادة وأنا أقطع شارع محطة الحجاز القريب من مكتب البريد . أذهب إلى نادي الصحافيين في طلعة العفيف. أشرب ليتر نبيذ بصحبة صديقي الموريتاني بخاري، ثم أبدأ رحلة البحث عن بيتي. أخيراً أصل. غرفتي في باب توما صغيرة جداً، وحانة ميشيل صغيرة أيضاً. وهي قريبة من سكني. نشرب نبيذاً مع صحبة قليلة. مطلع الفجر أمشي لوحدي تحت صورة الديكتاتور. كان الطفل يبكي في قلبي.
حبيب سروري (روائي يمني): لكل الأقليات (السوداء أو لا، المسلمة أو لا) التي تعذّبت من غطرسة وعنصرية ترامب؛ لكل من يسعدهم أن إبنة مهاجرة هندية وافرواميركي تصبح نائبة رئيس أميركا؛ لكل من يسعدهم عودة أميركا لاتفاق حماية كوكبنا الأزرق من الخلل والخراب البيئي؛ لكل أعداء "الحقيقة البديلة"، "الأرقام البديلة"...
لكل من أقلقهم المعتوه ترامب الذي ذكّرنا كثيرا ببدايات معتوه آخر،
صعد للرئاسة في المانيا في ثلاثينات القرن الماضي...
لهم جميعا: الف مبروك!
عدا ذلك، لا أمل أكثر من اللازم، فَأميركا هي أميركا، الرأسمالية هي الرأسمالية، صلاة الجمعة هي صلاة الجمعة، وملعون الوالدين هو ملعون الوالدين (كما يقال في اليمن).لا شيء يُنتزع في هذه الحياة إلا بنضال الإنسان فقط لأجل حريته وكرامته...
شبلي الملاط(قانوني لبناني): متعة اعادة الارتباط مع اميركا بدون ترامب. الاولوية التي يعبر عنها بايدن تستحق الدعم الكامل: قيادة الولايات المتحدة في مكافحة كوفيد. هزم بوش المساعدات في افريقيا. بايدن هو الزعيم الوحيد في العالم الذي يمكنه التغلب على كوفيد.
عمرو العظم(باحث سوري): حسنا الآن، حان الوقت لبعض الافكار الرصينة بين كل هذا الاحتفال. آسف على المنشور الطويل، ربما خسر ترامب الانتخابات ولكن ترامب لم ينته بعد.
ماركة ترامب تركز على الفوز دائما، لا تخسر ابدا او تتنازل. العديد من مؤيدي ترامب قد اشتروا فكرة انه باعتناق ترامب اصبحوا الان فائزين دائماً ايضا. انه جزء اساسي من الغراء الذي يمسك القاعدة معا. هذه النقطة اساسية لفهم ما يحدث الان على الجانب الاخر.
لهذا السبب لن ولن يستطيع ترامب التنازل عن هذه الانتخابات مهما حدث. بخلاف ذلك فان "العلامة التجارية" خاسر ايضا وهذا يضرب في صميم ما يدور حوله ترامب. لبقاء ترامب واستمرارية العلامة التجارية امر حيوي. اكد ترامب بالفعل مرارا وتكرارا ان "الطريقة الوحيدة لخسارة هذه الانتخابات هي إذاً غش الطرف الاخر". هذه هي النتيجة الوحيدة التي يمكن لترامب قبولها.
لذلك خلال السنوات الخمس القادمة على الاقل سيزدهر ترامب ويستمر بلا هوادة على الاقل بين اكثر من 70 مليون اميركي صوتوا له. ترامب ليس لديه اي نية للتخلي عن السيطرة على هذه القاعدة في اي وقت قريب ايضا. سيستغل ترامب / يستغلها كأداة حادة تغذيها / تغذيتها مع كوكتيل سامة لا تنتهي من الكراهية، والمؤامرات الغريبة، والتعصب، وكره الاجانب، وما الى ذلك.
هذه القاعدة سيتم ابقاؤها سليمة وتسليحها ومتفجرة من قبل ترامب لنفسه اذا اختار الترشح مرة اخرى خلال اربع سنوات (اذا كان فقط يثبت انه ليس خاسراً) او على الارجح لوريثه وخليفته المختار (اموالي على ابنه اريك) انا لا اهتم ابدا.
لا ينبغي ان نتوقع ان نرى رفض ترامب بالجملة او علامته التجارية السامة من قبل المؤسسة الجمهوريين ايضا. سيضمن قبضة ترامب الحديدية على قاعدته ان العديد من الجمهوريين، وخاصة اولئك الذين لديهم ناخبين في الريف/ ترامب سيحتاج الى البقاء على الجانب الجيد لترامب او خطر الهزيمة.
تذكر صعود حزب الشاي والسموم كرد فعل لفوز اوباما 2008 هذا هو الفصل التالي مع ترامب وعلامته التجارية التي يقودها للسنوات الاربع القادمة على الاقل.
وائل ميرزا(كاتب سوري): المشهد الذي يُعبر بشكلٍ هائل عن مشاعر مئات الملايين في العالم بعد خسارة ترامب للانتخابات.
رئيسٌ أنهكَ أميركا والعالم، ونكأ كل الجروح الموجودة في الإنسانية المُعاصرة، وكان بمثابة المرآة الجليّة لكل ما في البشرية من مساوئ فردية وجماعية، فكرية وروحية، أخلاقية وسياسية واقتصادية واجتماعية ومذهبية.
ورغمَ أنه أخرجَ أبشعَ ما في هذا البلد، وفي العالم بأسره، إلى السطح وإلى النور، فإن حضورهُ في التاريخ كان ضرورةً لابدَّ منها لاستمرارية أي خيرٍ قادمٍ يمكن أن يترتبَ على وجود الإنسان في هذه الأرض.