عطايا: الأسير الأخرس ينتصر ويثبت أن إرادته أقوى من السجان

الساعة 02:13 م|08 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

هنأ ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا، "الأسير البطل ماهر الأخرس لانتصاره في معركته الأمعاء الخاوية على إرادة السجان الصهيوني وجبروته، والذي أظهر للعالم مدى الإجرام والظلم الذي يمارسه هذا العدو بحق الأسرى الفلسطينيين"، لافتاً إلى أن "تجربة الأسير الأخرس تعلمنا أن الإرادة والصبر أساس الانتصار، وأن الحرية لا تعطى منحة بل تنتزع انتزاعاً"، مؤكداً أن "الأسرى والمعتقلين في زنازين الاحتلال هم من يمتلكون الحرية، وأن المطبعين مع الكيان الصهيوني هم الأسرى والمرتهنون للأعداء".

ونوه عطايا في مداخلة له على قناة "الكوثر" بهذا "الصمود الأسطوري الذي أبداه الأسير الصبور ماهر الأخرس، ليثبت قدرته على تحقيق الانتصار عبر إضرابه عن الطعام لما يقرب من ثلاثة أشهر ونصف، وقد استطاع أن يثبت للجميع بأن إرادته أقوى من السجان الصهيوني، وبأن هذا النصر الذي حققه هو نموذج لكل الأسرى، ورسالة لفصائل المقاومة الفلسطينية بأن يبذلوا جهداً أكبر من أجل أسر جنود صهاينة لإجراء عمليات تبادل، أو من خلال تحريرهم بوسائل أخرى".

وأكد بأن "هدف العدو الصهيوني من زج أبناء شعبنا الفلسطيني ومقاومينا في سجون الاحتلال هو كسر معنوياتهم وإراداتهم وتوهين عزائمهم".

وأضاف: "ما قام به الأخرس رسالة إلى كل العالم الذي لا يريد أن يرى الهمجية الصهيونية في التعاطي مع الشعب الفلسطيني الأعزل، وفي التعاطي مع الأسرى والمعتقلين بممارسته الضغط المعنوي والنفسي واستخدامه وسائل التعذيب المختلفة بحقهم".

وعن سؤاله إذا ما كان هناك فرص للسلطة الفلسطينية لفتح باب التفاوض مع العدو الصهيوني، رأى عطايا بأن "أي حديث عن تسوية أو مفاوضات مع العدو الصهيوني هو مضيعة للوقت، وعبث بتضحيات الشعب الفلسطيني ونضاله الطويل على طريق تحرير فلسطين. وهذا ما أثبتته تجربة اتفاق أوسلو الذي استغله العدو الصهيوني في كسب الوقت، فقام بزيادة المستوطنات وقضم الأراضي وتهويد فلسطين، وعمل على تذويب قضية اللاجئين الفلسطينيين ومنعهم من حق العودة إلى ديارهم التي اقتلعوا منها".

وأردف: "العدو الصهيوني يستثمر دائماً في الوقت، ويعمل على تحقيق أهدافه، ومن المؤسف أن يتوهم البعض أنه يمكن تحقيق إنجاز وطني عبر التفاوض مع هذا العدو المجرم، لذلك نقول إن التجارب أثبتت بأن هذا المسار فاشل، ولا يمكن أن يؤدي إلى تحرير فلسطين، وعودة اللاجئين، وخروج الأسرى من زنازين الاحتلال، ومنع الاعتداءات والجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني والمقاومين".

ولفت عطايا إلى أن "الشعب الفلسطيني دائماً يبدع في المقاومة، وفي ابتكار الوسائل المناسبة، ولديه القدرات والإمكانيات العالية، والشجاعة اللازمة، وبإمكانه أن يغتنم الوقت المناسب ويحول الأزمات إلى فرص، وهذا ما رأيناه من أهلنا في غزة الذين استطاعوا إرباك العدو الصهيوني من خلال مسيرات العودة الكبرى، وعبر البالونات الحارقة، وقد استطاعت المقاومة في غزة أن تصنع معادلات القوة عبر سلاحها وصواريخها".

وأشار إلى أن "العدو الصهيوني عاجز أمام قدرات الشعب الفلسطيني الإبداعية التي تؤثر على مسار وجوده، وقد استطاع المقاومون نقل المعركة مع العدو وتحويلها من مواجهات وعمليات بطولية إلى معركة وجود ومصير على أرض فلسطين المباركة".

وحول تأثير الانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية، أجاب عطايا بأنه "لا فرق بالنسبة لنا بين رئيس ورئيس، لأن الإدارة الأمريكية منحازة بشكل كامل للعدو الصهيوني، وتتعاطى مع الشعب الفلسطيني بصلف وعنجهية واستخفاف، وهي الوجه الآخر لهذا العدو".

وأكد عطايا بأن "العدو لن يخرج من أرضنا الفلسطينية والعربية المحتلة إلا بالقوة، فهو لم يخرج من غزة ومن جنوب لبنان إلا بفعل ضربات المقاومة، لذلك على الفلسطينيين أن يوحدوا صفوفهم، ويعززوا قوتهم، ويطوروا قدراتهم، ولا يتنازلوا لعدوهم أو يحيدوا عن ثوابتهم الوطنية، ويستفيدوا من نموذج غزة في المقاومة".

وأتم عطايا كلامه قائلاً: "المطلوب من شعبنا الفلسطيني في الضفة والداخل المحتل أن يأخذ دوره، ويتصدر المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، حتى نستطيع تحقيق إنجاز وطني كبير، ونكون رأس حربة للمقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني".