تحليل إخباري: بايدن رئيساً: أعطني تاجاً وثياباً أعطك ملكاً

الساعة 11:03 ص|08 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

كتب أحمد أبو عيشة

يبدو العنوان غريباً للوهلة الأولى ولكن هذه مقولة للكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس في مسرحية "الملك هو الملك" والتي تتحدث فكرتها باختصار أن تغير الأشخاص لا يعني تغير الأنظمة، فالأنظمة يجب أن تتغير من قواعدها، فلقد تقمصت شخصية أبوعزة في المسرحية كافة تصرفات الملك وأصبح يأمر وينهى ويظلم الناس كما سابقه.

فاز جو بايدن إذاً بانتخابات الرئاسة الأمريكية لكن ليس من المعلوم كيف ستكون سياسته ونواياه تجاه قضايا الشرق الأوسط ؟

تساؤلات عدة مطروحة للإجابة وهي:

- كيف سيكون موقف بايدن من القدس وصفقة القرن؟

- ما هو موقفه تجاه سوريا واستمرار التضييق عليها من عدمه؟

- ما هو موقفه من العراق وتواجد الجيش الأمريكي هناك؟

تساؤلات كثيرة تحتاج للإجابة عليها بعد صعود بايدن لسدة الحكم في البيت الأبيض، فالشارع العربي ينتظر ما سينتج عن سياسة بايدن بعد حالة الإحباط التي سادت خلال حكم ترامب.

هل ستتغير سياسة بايدن أم سيكون كسابقيه؟

للإجابة عن هذا السؤال هناك عدة معطيات يجب التعرف عليها:

أولاً: الموقف من القضية الفلسطينية

يمكن القول، بأنه على مدار كافة الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض لم تتغير سياسة النظام الأمريكي الذي ظهر دوره المنحاز بشكل كامل لإسرائيل وأطماعها في فلسطين التاريخية.

حتى في كافة الاتفاقات التي تمت بين السلطة الفلسطينية والاحتلال "الإسرائيلي" مارست الإدارة الامريكية برؤسائها المختلفين من كلينتون إلى بوش الأب إلى بوش الابن إلى أوباما إلى ترامب وأخيراً بايدن ضغوطا على الفلسطينيين للقبول باتفاقات أقل ما يقال عنها ذليلة.

حدث ذلك مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في أوسلو سبتمبر 1993 وكذلك الأمر مع أبو مازن في أنابوليس نوفمبر 2007 وغيرها من الاتفاقات التي رعتها أمريكا، والتي كانت أمريكا بمثابة الأب لـ"إسرائيل" وكان الهدف الحفاظ على "إسرائيل" من أي تهديد واستمرار تمتعها بالتفوق على كافة القوى الموجودة بالمنطقة.

ثانياً: الموقف من سوريا

على مدار ثلاثة عقود لم تختلف سياسة أيًّ من الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاه سوريا المعروفة بموقفها الممانع لـ"إسرائيل" والداعم للمقاومة الفلسطينية واللبنانية.

لقد سعى النظام الأمريكي لإثارة الفتن والقلاقل داخل سوريا ولبنان، وكان الحدث الأبرز تدبير عملية اغتيال الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير 2005 للضغط على الجيش السوري للخروج من لبنان خصوصا بعد انتصار المقاومة اللبنانية على العدو "الإسرائيلي" وانسحابه من جنوب لبنان في أيار2000.

تبع ذلك الحرب الكونية في مارس 2011 التي سماها البعض بالثورة والتي شنت على سوريا برعاية أمريكا ودول أوروبا وعلى رأسها فرنسا وبتنفيذ أذرعهما بالمنطقة والمتمثلة بدول الخليج والتي أوجدت داعش والنصرة ودمرت مدن سورية بالكامل بفعل حرب الوكالة هذه.

وقامت أمريكا باحتلال مناطق في شمال سوريا غنية بالنفط بحجة أنه كانت تسيطر عليها داعش سابقاً.

ثالثاً: الموقف من العراق

لا يختلف كثيراً عن سوريا، حيث يحكم حزب البعث التي سعت كافة الإدارات الأمريكية إلى تدمير حزب البعث العراقي من خلال الإطاحة بحكم صدام حسين في مارس 2003 أيضاً بمشاركة ودعم دول الخليج.

كذلك لم تكتفِ الادارة الأمريكية بهذا الحد بل قامت بارتكاب المجازر بحق العراقيين، وأثارت الفتنة الطائفية والمذهبية بين العراقيين لما يتمتع به الشعب العراقي من تنوع طائفي ومذهبي(سنة- شيعة- مسيحيين- أكراد- تركمان)، ونجحت في ذلك واتخذت من إيجادها لداعش ذريعة لبقاء القوات الامريكية في العراق.

واغتالت إدارة ترامب مؤخراً الشهيد الحاج قاسم سليماني يناير 2019 والذي كان له دور بارز في القضاء على تنظيم داعش شمال العاراق.

ختاماً، لا يسعنا إلا أن نقول بأن النظام الأمريكي هو واحد والسياسة الأمريكية هي واحدة، ولم تختلف ولم تتغير لأنها قائمة على الرأسمالية والامبريالية العالمية، لتتحقق بذلك المقولة كاملة (أعطني تاجاً وثياباً أعطك ملكاً)، فالتغيير يجب أن يتم على الأنظمة من قواعدها وليس على مستوى الأشخاص.

كلمات دلالية