متحدثون يناقشون التحديات والاستراتيجيات لمجابهة كورونا في غزة

الساعة 10:34 م|07 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

ناقش متحدثون أهمية تطبيق العديد من الاستراتيجيات للحد من مخاطر انتشار الفيروس كورونا المستجد في قطاع غزة، لاسيما مع قدوم شهر الشتاء، وذلك عبر اتباع إجراءات وقائية فعّالة تضمن منع استمرار تفشي الوباء، منها: التباعد الاجتماعي وتوعية الجمهور عن مخاطر المرض وغيره.

وأكدوا عبر ندوة حوارية بعنوان "الموجة الثانية لكورونا في قطاع غزة.. التحدي والاستراتيجية"، نظمها مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات وبالشراكة مع المجلس العربي للاكاديميين والكفاءات، على أن تنفيذ تلك الاستراتيجيات سيخفض من اعداد الإصابات، وتقليل تداعيات الجائحة التي طالت المنظومة الاقتصادية والاجتماعية.

وفي أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية فقد وصل اجمالي اعداد الإصابات بفيروس كورونا نحو 70 ألف حالة، فيما بلغ اعداد الوفيات 583 حالة وفاة.

الدكتور عبد الرؤوف المناعمة، أستاذ الجراثيم والأوبئة، أوضح أنه يوجد استراتيجيتين في مجابهة وباء كورونا، وهي منع انتشار المرض، وعلاجه، مبينًا أن جميع دول العالم فشلت في نجاعة الاستراتيجية الأولى، بعدما تخطى اعداد الإصابات 50 مليون حالة، مع صدور مؤشرات، تشير الى ارتفاع الرقم خاصة مع قدوم فصل الشتاء.   

وأكد المناعمة، أن وزارة الصحة في قطاع غزة، نجحت إلى حدٍ ما بوضع خطط وإجراءات للحد من تفشي الجائحة، في بقعة تعتبر من اكثر المناطق في العالم اكتظاظا بالسكان،فضلا عن قلة الامكانات الطبية التي تشهدها الوزارة منذ سنوات.

توعية الجمهور من خطورة الوباء

وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية المطبقة، أشاد استشاري  وزارة الصحة بغزة في جائحة كورونا، بتلك الإجراءات وأبرزها الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وإغلاق المنافذ الحدودية، مشدّدًا على أهمية توعية الجمهور في تغير سلوكه للأفضل في مجابهة الوباء.

وعن الاستراتيجية الثانية المتمثلة في علاج المرض قال المناعمة إن "الصحة في غزة عاجزة عن إيجاد علاج أو عقاقير ضد فيروس كورونا حتى الان"، علمًا أن أزمة انتاج اللقاح عالمية، إذ لم تعلن أي دولة عن انتاج لقاح فعّال وفق المواصفات الدولية.

وأضاف الدكتور، أن انتاج اللقاح قد يستغرق سنوات عدة، يصل إلى عشرة سنوات.

ونبه المناعمة من أن انتشار الفيروس في غزة المكتظ بالسكان قد يجعلها أشبه بالقنبلة الموقوتة، لاسيما أن القطاع يشهد تدهورًا كبيرًا في المنظومة الصحية وقلة الإمكانات المتاحة في مواجهة الجائحة، بسبب الحصار الاسرائيلي.

وأشار إلى أن ليس بالضرورة أن تكون أعراض الفيروس متكاملة الظهور، أي أن بعض العلامات قد لا تظهر على حامل المرض، لافتًا إلى أن الأشخاص المتقدمين في العمر والمرضى، هم أكثر الفئات عرضة للخطر,

وقدم المناعة توصيات عدة، أهمها ضرورة الحفاظ على خدمات الوقاية والصحية للفئات الهشة والامراض المزمنة زيادة توفير إمكانية الوصول لاختبار كوفيد 19، واستمرار تدريب وتعليم الاطقم الطبية، مع توفير إمكانية الاستشارات الصحية عن بعد، في إطار منع انتشار الفيروس.

وأوضحت الصحة في أحدث إحصائية لها، أن اجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا ارتفع إلى 8269 إصابة، منها: 2955 حالة نشطة، فيما بلغ اعد اد الوفيات 36 حالة وفاة

وشدّد الطبيب محمد الكاشف، على أهمية التركيز على نشر رسائل لتطمين المواطنين من المرض العالمي، موضحًا أن الصحة تتحرك وفق الإمكانات والأدوات المتاحة لها.

ولفت الكاشف، إلى أنه لا يوجد حاليًا مؤشرًا لدى وزارة الصحة في غزة، لتوضيح نسبة حاملي الفيروس الذين لم تظهر عليهم إرهاصات المرض.      

وشدّد على أهمية انتاج أبحاث حول الفيروس، لاستخلاص العبرة في التعامل مع أي طارئ صحي عالمي في المستقبل، يشبه مرض( كوفيد 19).

وتفرض سلطات الاحتلال حصارًا شاملاً منذ أكثر من 13 عامًا على قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير المنظومة الصحية والاقتصادية، لتضيف جائحة كورونا على تلك المعاناة أهل غزة هم بغنى عنها.

وأكد أ. رائد المزين، استشاري إدارة أزمات، أن أزمة جائحة كورونا ليست مشكلة صحية صرفة إنما طالت تداعيتها على المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما لامسه المواطنين فترة تطبيق الإجراءات والوقائية والسلامة، وإغلاق الأسواق والمحلات التجارية والمعابر.

وأوضح المزين، أن الامر يتطلب من الجهات الرسمية تنفيذ عملية توازن دقيقة تراعي استمرار عمل جميع القطاعات بما فيها قطاع الصحة والتعليم.

وبيّن أن الهدف من تطبيق تلك الاستراتيجيات الشاملة هو السيطرة على الوباء ومنع حدوث خسائر كبيرة، سواء على الصعيد صحة المجتمع أو على الاقتصاد شبه المنهار.

وأشار المزين، إلى أن تجربة الصين في احتواء الفيروس ومنع انتشاره منذُ بداية الجائحة مارس الماضي كانت إيجابية عبر تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي والحجر الصحي، رغم شكوك بعض الخبراء بتلك الاستراتيجية.

وشدّد على ضرورة تركيز كافة القطاعات حاليًا على الموارد الأكثر ندرةً لاسيما وزارة الصحة، من أجل التغلب على هذه الازمة القاتمة، مع التركيز على إعادة فتح بعض القطاعات وفق الطاقة الاستيعابية لها مع الحفاظ على الإجراءات الوقائية.

وكانت وزارة الصحة بغزة كانت قد حذرت مرارًا وتكرارًا من خطورة تفشي الوباء بين المواطنين، في ظل تراجع المنظومة الصحية، وشح الأدوات في مجابهة الفيروس.

كلمات دلالية