"لميس" تُطرق باب مدرستها بقلب يعتصره الشوق

الساعة 08:30 ص|07 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

"متى راح نرجع على المدارس؟ والله ازهقت يا إمي .. ردت عليها بس تلتزم الناس وينتهي هالوباء، يبدو راح انضل نجع روسنا في الدار يا بنتي".

وضعت رأسها بين فتحات باب مدرستها تنظُر إلى ساحة المدرسة الجميلة وتقول بشوق: "والله اشتقتلك يا مدرستي، راح ننتصر على كورونا وأرجع اشوف صديقاتي والعب معهم في ساحة المدرسة واشتري من المقصف"، لترد عليها والدتها بابتسامة "لو أبواب المدرسة فاتحة كان ما اسمعنا هالكلام الحلو".

دار هذا الحديث اثناء مرور الطفلة لميس (7 أعوام) إلى جانب والدتها من أمام مدرستها في منطقة التركمان داخل حي الشجاعية إلى الشرق من مدينة غزة والذي تم اعتباره منطقة حمراء نتيجة تسجيل عدد مرتفع من الاصابات بفيروس كورونا.

كانت لميس ترتدي ملابسها بشكل انيق متجهة إلى منزل خالتها في نفس منطقة التركمان وما أن رأت مدرستها حتى تحرك شريط ذاكرتها إلى الوراء عندما كانت في الصف الأول لتتذكر صديقاتها داخل المدرسة وتشجيع المدرسات لها اثناء الدراسة.

تركت لميس والدتها وذهبت فورًا لتتفقد ساحة مدرستها من خلال "ثقب الباب" لترى من خلاله ما حل بالمكان الذي يُعد المصنع الثاني بعد البيت للأجيال القادمة، لكن لميس عادت إلى والدتها بحزن كبير وتقول: "ساحة المدرسة مش نظيفة أوراق الشجر متساقطة أول ما تفتح المدرسة راح انظفها".

أكملت لميس طريقها باتجاه خالتها وتركت باب المدرسة بانتظار قرارٍ من وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة التي تُدير أزمة فيروس كورونا لفتح المدارس أسوة بغيرها من المناطق، إلا أن زيادة تسجيل الاصابات في المنطقة يمنع الجهات المختصة من السماح لفتح ابواب المدارس فيها والابقاء على التعليم الالكتروني "عن بُعد"

وتعاني والدة لميس كغيرها من الامهات من التعليم الالكتروني الذي يسبب لهن صداعًا كبيرًا، بعدما أُلقيت عليهن مسؤولية كبيرة جدًا لتعليم أبنائهن عن "بُعد" وبوسائل الاتصال الحديثة.

وقالت والدت لميس لمراسلنا: "إن التعليم الالكتروني أسوأ من التعليم الوجاهي بدرجات كبيرة لا يوجد هناك أوجه مقارنة بين الطريقتين"، مشيرةً إلى أن التعليم الإلكتروني يلقي عليهن –الامهات- مسؤوليات كبيرة من خلال المتابعة مع جميع المُعلمات (العربي والانجليزي والرياضيات والوطنية ..).

ولفتت إلى أن الأم تصبح تائه في البيت ما بين "متابعة التعليم مع المُدرسة عبر منصات التواصل أو ترتب البيت أو طهي الطعام لزوجها وأولادها" متسائلة "كم من الوقت ستقضي أم تُعلم 4 أبنائها في مراحل التعليم المختلفة؟".

ودعت أم لميس وزارة التربية والتعليم لإيجاد طريقة أفضل من التعليم الالكتروني، مطالبة بفتح المدراس لثلاثة ايام فقط في الاسبوع لكافة المراحل.

وزارة التربية والتعليم العالي في غزة كانت قد أكدت يوم الجمعة 6-11-2020، انتظام الدوام المدرسي من الصف السابع حتى الثاني عشر في جميع المناطق عدا المناطق المصنفة حمراء.

وقال رائد صالحية، مدير عام الشؤون الإدارية، في تصريحات اذاعية: "نؤكد على انتظام الدوام المدرسي من الصف السابع حتى الثاني عشر في جميع المناطق عدا المناطق المصنفة حمراء، تكون الدراسة فيها للثانوية العامة فقط"، مؤكداً ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة.

وسجلت وزارة الصحة في قطاع غزة 8019 اصابة بفيروس كورونا منذ بداية انتشار الفيروس في شهر مارس الماضي منها 5074 اصابة نشطة، و37 حالة وفاة.

 

كلمات دلالية