تفاصيل ليلة قاسية عاشها سكان خربة "حمصة الفوقا"..ما الحكاية؟

الساعة 12:50 م|05 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

ليلة قاسية بكل تفاصيلها عاشها سكان خربة حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية، بعد أن أمضوها في العراء تحت زخات الأمطار وفي البرد القارص، بعدما هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخربة، وتركت السكان أطفالا ونساء وشيوخا ومواشيهم في العراء.

لأكثر من 12 ساعة متواصلة من الهدم، قامت خلالها جرافات الاحتلال بتسوية كل شيء بالأرض، واختلطت أعلاف المواشي وقمح العائلة ببعضها البعض وبالتراب.

لم يسلم أي شيء داخل الخربة من الهدم والتخريب، ومصادرة ما يمكن مصادرته، من خلايا شمسية ومعدات وآليات وخزانات مياه تساعد المواطنين على مواجهة قساوة الحياة في الخربة.

ليلة قاسية

وحسب مصادر رسمية في محافظة طوباس فإن حجم الخسائر التي لحقت بالخربة من جراء الهدم والتجريف والمصادرة قدّرت بـ 100 ألف شيقل.

وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال صادرت مركبة زراعية "تركتور" تبلغ قيمتها 8 آلاف دينار أردني، إضافة إلى الملابس وبعض المقتنيات، وقتل بعض المواشي الخاصة بالسكان.

وأكد الناشط الحقوقي في الأغوار الشمالية عارف دراغمة، أن سكان خربة "حمصة الفوقا" أمضوا ليلة قاسية تحت زخات المطر، بعد هدم الاحتلال مساكنهم أول أمس الثلاثاء.

وأشار دراغمة إلى أن الاحتلال يريد بهذه العمليات المتكررة من الهدم إلى جانب التدريبات العسكرية في المنطقة تهجير السكان بشكل قسري من المنطقة بشكل كامل، لصالح بناء المستوطنات والمعسكرات الخاصة بالجيش.

وأوضح دراغمة أن الاحتلال يواصل تجواله في المنطقة المهدمة، في محاولة منه للتربص بأي سيارة قادمة تحمل أي مساعدات للسكان والاستيلاء عليها.

وبيّن دراغمة أن الاحتلال داهم كذلك خربة ابزيق أول من أمس، التي تقع شمال محافظة طوباس، ويعيش فيها حوالي 43 عائلة فلسطينية من البدو وأصحاب الأراضي، وصادر 9 "تركتورات زراعية" و5 "عربات جر" وسيارتين مدنيتين للمواطنين.

سياسة تهجير

ويقول إن الاحتلال يتبع هذه السياسة "القديمة جديدة"، من أجل تهجير السكان ومنعهم من التواجد في المنطقة، مشيراً إلى أنهم يتعرضون لعمليات هدم واسعة وصلت لأكثر من 100 مرة خلال السنوات الأربع الأخيرة.

ويذكر أن 6 جرافات إسرائيلية توجهت بعد ذلك لمنطقة "حمصة الفوقا" الواقعة شرق محافظة طوباس، وهدمت حوالي 80 منشأة بذريعة أن تلك المناطق عسكرية، وكانت قد سلّمت أصحابها إخطارات مسبقة قبل حوالي عامين.

ويلفت الانتباه إلى أن مساحة الخربة حوالي 30 ألف دونم سهلية، لسكان بلدتي طوباس وطمون وتقطنها عائلات من منطقة الخليل أيضاً، مشيرا إلى أن هدف الاحتلال واضح بأنه يريد ضم قرابة 40 ألف دونم لمستوطنة حمدات القريبة.

وسعت سلطات الاحتلال منذ احتلالها الضفة الغربية لضم وتهويد الأغوار الفلسطينية التي تقع على خزان ضخم من المياه.

وتعتبر الأغوار سلة فلسطين الغذائية وهي أكثر المناطق تضرراً من مشروع الضم الذي يلتهم عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.

وتتعرض عدة مناطق في الضفة الغربية وخاصة في الأغوار والقرى المحاذية للمستوطنات لهجمة متواصلة بهدف مصادرة مزيد من الأراضي وشق طريق استيطانية وتهجير السكان.

وبحسب تقرير يصدره المكتب الإعلامي لحركة "حماس" بالضفة، هدمت قوات الاحتلال (16) منازلا منها (9) منازل بالقدس خلال شهر أكتوبر الماضي، فضلا عن عشرات المنازل التي أخطر أهلها بالهدم.

وبلغ عدد الممتلكات المدمرة من محال تجارية ومنشآت زراعية وبركسات وغيرها (32) منشأة، فيما بلغ عدد الممتلكات المصادرة (20) تنوعت بين مصادرة معدات ومركبات وآليات ومواد بناء وخيام.

وأحصى التقرير (71) اعتداء ارتكبها المستوطنون، و(27) نشاطًا استيطانيًا تنوعت ما بين مصادرة وتجريف أراضٍ وشق طرق والمصادقة على بناء وحدات استيطانية.

كلمات دلالية