هل يغيّر جو بايدن خطوات ترامب تجاه (إسرائيل)؟

الساعة 09:19 ص|03 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

بقلم : حمزة إسماعيل أبو شنب

أيام قليلة تفصلنا عن معرفة الرئيس الأمريكي القادم، فإما أن يفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بولاية ثانية، أو يعود المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، لكن هذه المرة بصفته رئيساً وليس نائباً، ولأهمية العلاقة بين العدو الصهيوني والولايات المتحدة فإن رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو يعيش حالة من الترقب والانتظار، وكل آماله أن يبقى ترامب في البيت الأبيض.

 

  السؤال الذي يُطرح: ما مصير قرارات ترامب التي تم اتخاذها لصالح العدو الصهيوني في حال فاز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة؟ والتي من أبرزها الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وتبني السياسة الإسرائيلية بالضغط المتواصل على إيران بالعقوبات المشددة، كما اتخذ مجموعة من القرارات كالاعتراف بالقدس عاصمة ـ(لدولة إسرائيل) ونقل السفارة من (تل أبيب) "يافا الكبرى".

 

بالإضافة إلى الاعتراف بسيادة (إسرائيل) على هضبة الجولان، أما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني فقد أغلق مقر منظمة التحرير، وفرض ما يعرف بصفقة القرن، وشرعنة الاستيطان في الضفة الغربية، وقيادة حملة التطبيع العربية مع (إسرائيل) وتجاهل تقديم حلول للسلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 

قبل الإجابة على السؤال حول سلوك بايدن المتوقع، علينا أن نوضح بأن ثمة ثوابت لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاه (إسرائيل) لا يمكن لأي رئيس أمريكي يجلس في البيت الأبيض أن يحيد عنها، تتمثل أولاً في ضمان التفوق الأمني والعسكري الإسرائيلي في المنطقة، ثانياً أن لا عودة للاجئين الفلسطينيين الذي هُجِّروا من فلسطين المحتلة عام 48، ثالثها أن لا حدود واضحة المعالم لدولة فلسطينية.

 

وبالعودة لمواقف بايدن؛ فالرجل صاحب تجربة سابقة مع (إسرائيل) ونتنياهو لاسيما خلال توليه موقع نائب الرئيس الأمريكي أوباما، فقد فشلت الإدارة الأمريكية في فرض رؤيته للعودة للمفاوضات في ذلك الوقت، ونجح نتنياهو في التهرب وفرض أجندته على الميدان على حساب التوجه الأمريكي، وقد أفشل كل جهود جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي لعملية السلام، ولم يستجب لطلب أوباما بوقف الاستيطان موقتاً.

 

لن يتراجع جو بايدن عن القرارات التي تم اتخاذها بشأن القدس والجولان، لكن الخلاف سيتمحور حول قضيتين؛ الأولى: الملف النووي الإيراني، وطريقة  الإدارة الجديدة لإدارة الملف في حال كانت ديمقراطية، فـ(إسرائيل) تخشى من عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي أو العمل على التوصل إلى اتفاق جديد، خاصة أن العديد من الأوساط تقدر بأن إيران لم تتراجع وواصلت عنادها أمام إجراءات ترامب.

 

أما الملف الثاني هو التعامل مع السلطة الفلسطينية والرئيس عباس، فمن المتوقع أن يكون سلوك بايدن مغايراً تماماً لسلوك الإدارة الحالية بزعامة ترامب، فمن المرجح إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، والعمل على إعادة تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية وهنا للعلم لم توقف أمريكا دعم الأجهزة الأمنية وإعادة طرح مقاربات جديدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

أما على صعيد التطبيع مع الدول العربية فلن يحمل بايدن العصا كما فعل ترامب، بل سيترك القرار لكل دولة عربية وسلوكها وطبيعة أوضاعها، وإن كان بايدن يتمنى أن يتفوق عما يحققه ترامب من الاختراق في الجبهة العربية لصالح (إسرائيل)، لكن طريقة تعامله ستكون مختلفة من حيث الأسلوب والوسائل، فأمن (إسرائيل) واستقرارها كما سبق وذكرنا هو ثابت من الثوابت لكل من يجلس في البيت الأبيض.

 

لا شك بأن فوز بايدن يمثل إشكالية لنتنياهو واليمين الإسرائيلي، خاصة مع الأزمة الداخلية السياسية الإسرائيلية، وملاحقة نتنياهو قضائياً، لكن ثمة مقاربة لا يمكن تجاهلها بأن بايدن لا يمتلك النفس الكافي والقدرة للضغط على (إسرائيل)، ولن ينجح فيما فشل فيه الرئيس الأمريكي السابق أوباما، عوامل نجاحه ربما ترتبط بخسارة اليمين الإسرائيلي الحكم، وهذا حسب كافة المؤشرات مازال صعباً، حتى لو رحل نتنياهو، مازالت قوة اليمين حاضرة.

كلمات دلالية