رسالة السنوار لأصحاب القرار

الساعة 11:39 ص|01 نوفمبر 2020

فلسطين اليوم

بقلم الكاتب : خالد صادق

الرسالة التي وجهها القائد الكبير يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة تأتي استكمالا للحوار الذي تشرع به حركة حماس في الداخل والخارج لاطلاع الجميع على ما يجري وما يستجد من احداث في ظل خطورة الوضع الذي تمر به القضية الفلسطينية, وقد وجهت الرسالة لنحو خمسة الاف شخصية فلسطينية من الشخصيات العامة وذلك لاطلاعهم على مسار الحوار الوطني الذي يجمع بين فتح وحماس واللقاءات الثنائية بينهما, فهناك تحديات تفرض على الجميع تحمل المسؤولية والمشاركة فيما يجرى على الساحة الداخلية .

اولها: وباء التطبيع الذي اصاب عددا من الدول العربية التي ترى في التحالف مع الكيان الصهيوني المجرم وتبديل الاعداء وتجريم الفلسطينيين والتخلص من عبء القضية الفلسطينية سبيلا لأمنها واستقرارها, وهذا انعكس سلبا على التعاطي مع القضية الفلسطينية مما خلق تحديا امام الفلسطينيين بضرورة اعادة القضية الى مكانتها الطبيعية عربيا واسلاميا وهذا لن يتم الا بوحدة الفلسطينيين وتوافقهم واجتماع مواقفهم.

ثانيا: التهديدات الاسرائيلية لشن عملية عسكرية على قطاع غزة بهدف وقف اطلاق الصواريخ كما يزعمون واجبار حماس على الافراج عن الجنود الصهاينة الاسرى لديها, واستهداف البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية, واي عملية عسكرية على غزة تتطلب موقفا وطنيا وحدويا وعمل ميداني مشترك وتوافق داخلي.

ثالثا: مواجهة سياسة الحصار والتنصل الصهيوني من تنفيذ التفاهمات التي تم التوافق عليها,  وقرب انتهاء المهلة التي منحتها الفصائل للاحتلال لتنفيذ التفاهمات, دون ان يلتزم الاحتلال بذلك وهذا يعني التوجه نحو التصعيد الشعبي من خلال البالونات الحارقة والتدرج بالتصعيد لإجبار الاحتلال على العودة للالتزام بالتفاهمات وهذا ايضا يتطلب موقفا فلسطينيا موحدا لان النتائج غير مضمونة وقد يؤدي لتصعيد عسكري خطير.

القائد  يحيى السنوار "ابا ابراهيم " مشهود له انه دائما يحاول اشراك شرائح كبيرة من مجتمعنا في الحوارات واطلاعهم على المستجدات فهو اجتمع مرات عديدة مع الاعلاميين والكتاب والصحفيين والمخاتير وشريحة الشباب وطلبة الجامعات واستمع لهم ولمواقفهم وحاول ان ينقب عن التوافقات من خلال هذه الحوارات, وهو عندما قام بتوزيع هذه الرسالة على اكثر من خمسة الاف شخصية عامة كان يهدف لاطلاعهم على مستجدات الحوار الفتحاوي الحمساوي, وان هذا الحوار سيتواصل خلال المرحلة المقبلة والامر يتطلب قراءة المواقف من الجميع والمشاركة في القرارات والاستماع الى وجهات النظر المختلفة.

الرسالة توضح ايضا موقف حماس الحريص على انجاز المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام وان حماس قدمت كل ما يلزم لإنجاح جهود المصالحة, وترى ان اهم منجز ينتظره شعبنا الفلسطيني اليوم هو تحقيق المصالحة وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات, وان حماس حريصة كل الحرص على تحقيق ذلك ومتمسكة بالمصالحة الفلسطينية التي ترى انها الخطوة الاهم لتدشين مرحلة مواجهة متعددة الاشكال مع الاحتلال.

الرسالة اكدت حرص حماس على اشراك الفصائل الفلسطينية المقاومة في الحوارات الثنائية واطلاعهم على كل المستجدات ادراكا منها بأهمية هذه الفصائل ودورها النضالي في معركة التحرر وعطاءاتها التي لا تنضب فهى تؤمن بالشراكة الفصائلية وتتحدث عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني وفق التمثيل النسبي لكي تأخذ الفصائل دورها وتشارك في صنع القرار, وفتحت حوارات كثيرة مع الفصائل.

القائد يحيى السنوار دعا الشخصيات العامة والوجهاء إلى دعم جهود الوحدة الوطنية وإسنادها من خلال مواقعهم المؤثرة في المجتمع، مبيّناً أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من اللقاءات على المستوى الوطني للبناء على ما تم في المسارات المختلفة، وهو ما يتطلب تضافر الجهود الوطنية والشعبية كافة.

وأكد أن قيادة حماس ستبقى في قلب كل جهد وموقف فلسطيني وطني يرفض ويقاوم خطط ومؤامرات الضم والتطبيع، وستبقى حماس عونا وسنداً لكل من يريد التسلح بمواقفها  تجاه العدو الصهيوني, فالرسالة ببعدها الداخلي تؤكد على الوحدة وانهاء الانقسام, وفي بعدها الخارجي مواجهة تحديات التطبيع وتهديدات الاحتلال.

 

كلمات دلالية