خبر « كلينتون » أعطت « ضوءا أخضر » لإسرائيل بشنّ عمليات عسكرية في قطاع غزة

الساعة 09:07 م|04 مارس 2009

فلسطين اليوم- غزة

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، مارست ضغوطا على وزير الحر ب الإسرائيلي،، ايهود باراك خلال لقائهما في القدس، مساء أمس، من أجل فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة.

 وعبرت كلينتون خلال اللقاء مع باراك عن قلقها من إغلاق المعابر في القطاع وشددت على وجوب فتحها من أجل تخفيف الضائقة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون هناك. ولفت موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني إلى أن المسؤولين الإسرائيليين الذين التقت معهم كلينتون، وهم الرئيس شمعون بيرس ورئيس الحكومة، ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ورئيس حزب الليكود المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، بنيامين نتنياهو،  لم يشيروا إلى أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطا عليهم من خلال كلينتون.

 

واعتمدت كلينتون في طلبها فتح المعابر على تقرير أعده السيناتور الديمقراطي جون كيري، الذي زار قطاع غزة قبل اسبوعين. من جانبه قال باراك إنه يتم فتح المعابر التي تعمل بنسبة 30%، كما أن بيرس وليفني ونتنياهو قالوا خلال لقاءاتهم معها إن إسرائيل تعتزم مواصلة إدخال المساعدات إلى غزة.

 

أولمرت

 

وعقدت كلينتون آخر لقاءاتها في إسرائيل، مساء أمس، مع رئيس أولمرت، الذي قال خلال مؤتمر صحفي مع كلينتون، وقبل بدء عشاء عمل، إن "إسرائيل لا يمكنها أن تتحمل إيران نووية". وتبين مما رشح عن اللقاءات التي عقدتها كلينتون مع القيادة الإسرائيلية أنها تركزت بالأساس حول مطالبة إسرائيل الإدارة الأميركية الجديدة بالعمل على وقف البرنامج النووي.

 

وأوضح أولمرت أنه يعتزم أن يبحث مع كلينتون في الموضوع الإيراني بشكل واسع وفي سبل دفع العملية السياسية مع الفلسطينيين وفقا لمبدأ "دولتين للشعبين" وأنه سيطلع كلينتون على المحادثات غير المباشرة التي أجراها مع سورية بوساطة تركيا وفي استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل.

وقال أولمرت إنه "واضح لي أن (الرئيس الأميركي باراك) أوباما وكلينتون يقاسمان إسرائيل القلق في الموضوع الإيراني".

 

وحول العملية السياسية رأى أولمرت أن الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو "بقيام دولتين للشعبين وهذه مصلحة إسرائيلية بارزة، وينبغي إسهام أكبر عدد من الدول في العملية السياسية وتحييد الجهات المتطرفة في المنطقة". وقال أولمرت إن "معرفة كلينتون بإسرائيل تعود إلى سنوات طويلة إلى الوراء، ومصلحتك ومصلحة العالم كله هي تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وهذا هو الهدف الذي نتقاسمه جميعا".

 

من جانبها قالت كلينتون "إننا نقف أمام عدد من التحديات الكبيرة وثمة أهمية بالنسبة لي أن أكون هنا مع المبعوثين (الأميركيين) إلى الشرق الأوسط". وكررت كلينتون التزامها بأنه "يجب أن يحيا جميع مواطني إسرائيل في محيط هادئ وبسلام وأمن". 

 

باراك

 

والتقت كلينتون مع باراك الذي دعا إلى تشديد العقوبات على إيران وذلك في موازاة الحوار الذي تعتزم الإدارة الأميركية إجراءه معها. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله لكلينتون إنه "ينبغي تشديد العقوبات على إيران وضم روسيا والهند والصين إلى مجموعة الدول التي تعمل ضد البرنامج النووي الذي تطوره طهران".

وطالب "بتحديد فترة المحادثات مع طهران وفي موازاة ذلك دراسة إمكانية فرض عقوبات شديدة عليها". وشدد على أن "إسرائيل لا ترفع أي خيار عن الطاولة لأنه لا يوجد شك لدينا في أن الإيرانيين يستغلون المحادثات معهم من أجل كسب الوقت".

وأضاف باراك على أنه "في حال لم تنجح المحادثات (بوقف البرنامج النووي الإيراني) فإنه ينبغي فرض عقوبات شديدة للغاية على إيران وفي صلبها عقوبات اقتصادية".

 

واستعرض باراك أمام كلينتون التهديدات التي ترى إسرائيل أنها تشكل خطرا عليها وقال إن "إسرائيل لن توافق على استمرار إطلاق القذائف والصواريخ من قطاع غزة". وأضاف أن "إسرائيل تسمح بعبور مساعدات إنسانية للقطاع، ومنذ انتهاء القتال (في إشارة إلى الحرب على غزة) تم إدخال كميات كبيرة من البضائع والوقود".

 

نتنياهو

 

وقبل لقائها باراك التقت كلينتون مع نتنياهو وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أنهما لم يبحثا موضوع "الدولتين للشعبين" خلال لقائهما. ووصف نتنياهو لقاءه مع كلينتون بأنه كان "هاما وعميقا وجيدا للغاية" ورأى أن "الهدف المشترك هو الحاجة لتفكير خلاق من أجل التقدم والخروج من المتاهة" في إشارة إلى العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. واستمر اللقاء أكثر من الوقت المحدد وطال لأكثر من ساعة، وشارك فيه المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، ومستشارو نتنياهو، رون ديرمر وآري هارو وعوزي اراد ويتسحاق مولخو.

 

تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من ادعاء نتنياهو ومستشاريه أنه لم يتم بحث موضوع "الدولتين للشعبين" خلال اللقاء، إلا أن كلينتون أكدت خلال لقائها مع كل بيرس وليفني أن هذا هو الحل الوحيد المطروح للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "موضوع الدولتين للشعبين مطروح على الطاولة وسيتم بحثه في الوقت المناسب، والآن، قبل تأليف حكومة إسرائيلية، لا جدوى من طرحه، ورغم ذلك فإنه مما لا شك فيه أنه مثلما قالت وزيرة الخارجية (كلينتون) فإنه 'بين الأصدقاء ينبغي قول الحقيقة والتحدث بصراحة' وهذا الأمر يؤكد على أنه سيتم طرح الموضوع لاحقا".

 

وقال نتنياهو لوسائل الإعلام في ختام لقائه مع كلينتون إن "المحادثة تناولت إيران والموضوع الفلسطيني ومواضيع أخرى في منطقتنا، وبالتأكيد سيتعين علينا بعد تشكيل الحكومة أن نعمل من خلال تعاون وثيق من أجل تحقيق الازدهار والسلام والأمن في منطقتنا. أعتقد أن الأمور التي سمعتها (من كلينتون) وتلك التي قلتها تعبر عن هذه الرغبة وقد قيلت بصراحة وود بالغين من قبل كلا الجانبين وهذا هو مفتاح دفع هذه الأهداف وسوف نسير في هذه الطريق. وسرني أن أسمع أن هذه هي أيضا سياسة الإدارة (الأميركية) الجديدة، الرئيس (باراك) أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون".

 

ليفني

 

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قالت في ختام لقائها مع نظيرتها الإسرائيلية ليفني في القدس إن الولايات المتحدة قلقة من سعي إيران لحيازة سلاح نووي وتمويل حركة حماس وحزب الله، مشيرة الى أن محادثات أميركية – سورية ستبدأ بعد التشاور مع "دول صديقة" وأن واشنطن سترسل مبعوثين الى دمشق.

 

وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ليفني "إننا نشارك إسرائيل قلقها فيما يتعلق بسعي إيران لحيازة سلاح نووي واستمرار التمويل الإيراني لمنظمات "إرهابية" مثل حماس وحزب الله". وأضافت "سوف نفعل كل شيء من أجل منع إيران من التسلّح بسلاح نووي، وهذا هدف تكتيكي لكل خطوة نقوم بها، والاتصالات التي نجريها مع إيران لا تغيّر هدفنا بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي ودعم المنظمات الإرهابية".

 

وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت، أمس، أن ليفني وأولمرت وباراك سيركزون خلال اجتماعاتهم مع كلينتون على الموضوع الإيراني واستعراض "خطوط حمراء" إسرائيلية أمامها، تتضمّن تحفظات على الحوار الذي تعتزم إدارة أوباما إجراءه مع إيران حول برنامجها النووي. وتستند التحفظات الإسرائيلية إلى وثيقة أعدتها وزارة الخارجية وجهاز الأمن، تشمل أربع نقاط تطالب الإدارة الأميركية بتحديد فترة الحوار وفرض عقوبات دولية على إيران قبل وخلال الحوار وتشديد هذه العقوبات بصورة بالغة جدا في حال فشل الحوار، بالتنسيق مع الدول العظمى الأخرى، بالاضافة الى أن تدرس الإدارة الأميركية توقيت بدء الحوار بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران المقبل.

 

وأشارت كلينتون إلى أن الولايات المتحدة ستدافع عن حلفائها، معلقة على موضوع خطة الدفاع من الصواريخ بالقول "جميعنا لدينا مصلحة بمنع تهديد صاروخي إيراني وقد أوضحنا ذلك للروس في الماضي وما زلنا نؤمن بأن علينا تنفيذ خطوات من أجل حماية حلفائنا وأصدقائنا من تهديد الصواريخ الإيرانية". وتطرّقت كلينتون إلى الخطوات التي تنوي الإدارة الأميركية تنفيذها تجاه سورية بعدما التقت خلال مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة الذي عقد أمس الأول الاثنين في شرم الشيخ في مصر، نظيرها السوري وليد المعلم.

 

وقالت كلينتون "سوف نوفد مبعوثين إلى سورية فهناك مشاكل إقليمية تضطلع سورية فيها، وأنتم تعرفون عن زيارة عدد من أعضاء الكونغرس لسورية مؤخراً، وسوف نوفد مندوبين عن وزارة الخارجية والبيت الأبيض من أجل التحقيق في مواضيع بين دولتينا". لكنها أضافت "لن نلتزم بهذه المحادثات وينبغي أن تكون هناك أهداف ويجب تنفيذها بالتشاور مع دول صديقة لكننا نعتقد بكل تأكيد أنه ينبغي إجراء محادثات أولية مع الإدارة في سورية وهذا ما سنفعله".

 

وفي موضوع آخر قالت كلينتون إنها تحدثت مع ليفني حول الوضع في قطاع غزة وجنوب إسرائيل ورأت أن "الخطوة الأولى الآن، ومن دون انتظار الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة، يجب أن يكون تحقيق وقف إطلاق نار مستقر". وتابعت أنه "بالإمكان تحقيق ذلك إذا توقفت حماس عن إطلاق الصواريخ، ولا ينبغي التوقع من أية دولة أن تجلس مكتوفة الأيدي والسماح بإطلاق الصواريخ على سكانها وأراضيها"، وهو ما فسرته وسائل إعلام إسرائيلية على أن كلينتون تعطي "ضوءا أخضر" لإسرائيل بشنّ عمليات عسكرية في قطاع غزة في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة.

 وقالت وزيرة الخارجية الأميركية إن "إطلاق الصواريخ يجب أن يتوقف وكذلك عمليات تهريب الأسلحة الى غزة، لأن هذه النشاطات تؤدي إلى مقتل إسرائيليين وفلسطينيين أيضا". وحول المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قالت كلينتون "إننا ملتزمون بالسلام وأمن إسرائيل وقد تحدثنا حول السلام مع الفلسطينيين وفقا لالتزام دولتين للشعبين". لكنها اعتبرت أن "الخطوة الأولى المطلوبة الآن هي وقف إطلاق الصواريخ، وبعد ذلك سنواصل العمل مع المجتمع الدولي من أجل توفير الاحتياجات الإنسانية لغزة". وأضافت كلينتون "سنعمل أيضا من أجل قيام دولة فلسطينية مع أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) وفياض (رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض) وكل واحدة من الخطوات هي من أجل تحقيق دولتين للشعبين، ولا يوجد وقت لإهداره رغم أن كل خطوة ستكون صعبة".

 

من ناحيتها قالت ليفني إن "كلينتون هي صديقة جيدة لإسرائيل وتدرك التهديدات الموجودة في المنطقة، وهناك إدارة جديدة في الولايات المتحدة وحكومة في إسرائيل سيتم تنصيبها في الأيام القريبة، لكن ينبغي التشديد على أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تستند إلى ذات القيم والتحديات". وأضافت ليفني أن "الولايات المتحدة هي زعيمة العالم الحرّ وهي التي تقود الصراعات ضد التطرّف والمتطرّفين، وإسرائيل تعتزّ بمشاركة الولايات المتحدة في هذه القيم كما هي الحاجة أيضا إلى مواجهة العداء للسامية، بما في ذلك عدم المشاركة في مؤتمر دوربان الثاني (ضد العنصرية الذي أعلنت الولايات المتحدة عن عدم المشاركة فيه) وقد كان هذا قرار رمزي وآمل أن تتخذ دول أخرى قرارات مثله".

 

وفيما يتعلق بإيران قالت ليفني إن "الوقت آخذ بالانتهاء وبينما نحن نتحدث هنا تواصل إيران العمل لصنع سلاح نووي والعقوبات غير فعّالة بالشكل الكافي، وعلى الولايات المتحدة (...) أن تدرك أن إيران هي خطر عالمي ويجب اتخاذ إجراءات ضدها من أجل مصلحة العالم كل والولايات المتحدة من ضمنه".

 

بيرس

 

وكانت كلينتون قالت خلال لقائها بيرس إن "الولايات المتحدة تحترم العملية الديمقراطية في إسرائيل وستقف على جانب أية حكومة يتم تأليفها في إسرائيل". وأوضحت أن ثمة حاجة لحل سلمي بين إسرائيل والفلسطينيين يستند الى مبدأ "دولتين للشعبين"، وهو ما يرفضه رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو حتى الآن ويرى أن عملية أنابوليس قد ماتت. واستمر لقاء كلينتون مع بيرس 45 دقيقة وشارك فيه المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل. من ناحيته، قال بيرس إن "المائة يوم الأولى مهمّة لأية حكومة إسرائيلية" وادّعى أن "الحكومة التي ستؤلف ملتزمة بعملية السلام والاتفاقيات السابقة".

 

وكانت كلينتون زارت "متحف المحرقة" في القدس وقالت إنه لا يمكن نسيان عِبَر المحرقة اليهودية خلال الحكم النازي في ألمانيا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن كلينتون قولها إن متحف "يد فشيم" لتخليد ذكرى المحرقة اليهودية "يذكر كل الناس بأن عِبَر المحرقة ليست قابلة للنسيان وليبارك الرب دولة إسرائيل ومستقبلها". وأضافت أن "يد فشيم" هو "دليل على قوة الحقيقة الماثلة أمام النفي وقوة صراع بقاء النفس البشرية في وجه اليأس وانتصار الشعب اليهودي على القتل والدمار".