المقاومة تلتزم الصمت

ما بعد "نفق خانيونس": إعداد لرد "صادم".. أم سيناريو يسبق الهدوء !؟

الساعة 10:32 ص|21 أكتوبر 2020

فلسطين اليوم

انشغلت وسائل الإعلام العبرية بخبر عثور جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على نفق للمقاومة الفلسطينية، على حدود قطاع غزة، ونشرت صوراً وأخباراً متعددة حول استعدادات وصولات وجولات للمقاومة، في حيث وجهت تحذيرات لسكان المستوطنات.

هذه الأخبار والصور تناقلتها وسائل الإعلام العبري وسط حذر شديد من قبل الإعلام الفلسطيني وتحديداً المقاومة الفلسطينية التي التزمت الصمت حيال ما يعلنه عنه من وجود نفق للمقاومة.

وقد أظهر الاحتلال خلال إعلامه وجود توتراً على الحدود منذ يومين، فقد فرض جيش الاحتلال قيوداً على تحركات المستوطنين في محيط قطاع غزة، دون أن يكشف أن الحديث يجري عن اكتشاف نفق.

ثم توالت الأخبار من المتحدث باسم جيش الاحتلال، الذي زعم أن جيش الاحتلال اكتشف نفقاً ينطلق من خانيونس جنوب قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف.

وقال المتحدث: " لقد تم اكتشاف مسار النفق في إطار الجهود المتواصلة لكشف الأنفاق وإحباطها ونظرًا للقدرات التكنولوجية التي يوفرها العائق الأمني الاستشعاري على حدود قطاع غزة. النفق لم يجتاز العائق التحت أرضي ولم يشكل أي تهديد للبلدات في المحيط".

وتابع: "لقد قامت قوات هندسية تابعة لجيش الدفاع بأعمال في منطقة السياج الأمني في الأيام الأخيرة في أعقاب مؤشرات وردت في العائق الاستشعاري وكشفت النفق".

وقد كان النفق محور حديث وسائل الإعلام والمحللين "الإسرائيليين" فقال يوآف ليمور من صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن كشف النفق هو من الناحية الاستراتيجية دليل على أن غزة تستعد للحرب - ومن الناحية العملية دليل أن المنظمات في قطاع غزة، لم تتخل عن فكرة الأنفاق.

وزعم ليمور أن بناء النفق يأتي على الرغم من قرب الانتهاء من بناء الحاجز على حدود القطاع، مضيفاً:"يبدو أنهم مؤمنون بقدرتهم على حفر واختراق الحاجز، وهم مصممون على القيام بذلك بأي ثمن تقريبا."

اكتشاف النفق المزعوم جاء تحت أزيز الطائرات التي تحلق بكثافة في سماء قطاع غزة وسبق قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في وسط قطاع غزة، ليزيد من حالة التوتر على ساحة قطاع غزة.

وقد رأى المحلل السياسي حسن لافي، أن السلوك العسكري "الإسرائيلي" في التعامل مع غزة ليس طبيعياً، مؤكداً حديثه بعدة احتمالات وتفسيرات.

وبين لافي أن الاحتمال الأول يتمثل في أن هناك مساعي معينة في إطار تفاهمات طويلة نسبياً تضمن الهدوء حتى الانتهاء من أزمة الكورونا في دولة الاحتلال، ولا تريد دولة الاحتلال الرد بطريقة ممكن أن تعرقل تلك المساعي أو تضع معيقات جديدة أمامها.

أما الاحتمال الثاني، فرأى لافي أن هناك خطة "إسرائيلية" لمواجهة مع غزة، لذا جيش الاحتلال لا يريد أن ينجر لمواجهة دون إكمال وضمان تحقيق كامل خطته، وخاصة أخذ زمام المبادرة من خلال لحظة بدء المواجهة "إسرائيلياً".

فيما يعتقد لافي، أن الدمج بين الخيار الأول والثاني، بمعنى أنه إذا فشل الوصول للتفاهمات على الهدوء، يكون الخيار الثاني جاهز ومعد مسبقا، وعدم رد الاحتلال بالشكل المعتاد يخدم كل الاحتمالات.

لكنه أكد على وجوب الحيطة والحذر واجب والزامي على الجميع.

من جهته، أوضح المختص في الشؤون الأمنية محمد أبو هربيد، أن الاحتلال إذا صدق في روايته المتمثلة باختراق النفق المكتشف للجدار الأرضي فهو انتصار يسجل للمقاومة.

لكنه أبو هربيد اعتبر في حديث لإذاعة القدس حول مزاعم الاحتلال اكتشاف نفق على حدود غزة، أن الاحتلال يحاول أن يعظم من قدراته وتحويل ثغراته إلى انتصار.

وقال:"إن ما تناوله الإعلام العبري عن وجود حدث أمني على حدود غزة قبيل الإعلان عن اكتشاف النفق أثّر على معنويات سكان غلاف غزة وجعلهم في خوف حقيقي، فالإعلام العبري حاول بث صورة انتصار للجيش الصهيوني من خلال الإعلان عن اكتشاف النفق."

ورأى أبو هربيد أن صمت المقاومة على رواية اكتشاف النفق هو أفضل رد على الاحتلال، لافتاً إلى أن المقاومة تعمل بصمت ولا تقوم بالرد على روايات الاحتلال حتى لا يستفيد من أي معلومة يسعى للحصول عليها. 

واعتبر أن الاحتلال يحاول من خلال إعلانه اكتشاف النفق جر المقاومة إلى الرد على مزاعمه.

وأوضح أبو هربيد، أن المقاومة استطاعت من خلال صمتها إرباك الجبهة الداخلية الصهيونية وقادة الجيش وعلى رأسهم وزير الحرب بيني غانتس ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ورأى المحلل السياسي، أن المقاومة هي التي تحدد متى تتحدث ومتى تصمت للرد على روايات الاحتلال.

كلمات دلالية