رسالة من الأمين إلى المؤتمن/ بقلم: خالد صادق

الساعة 09:33 ص|18 أكتوبر 2020

فلسطين اليوم

لأنه الراعي المسؤول عن رعيته والمتلاحم مع قضايا شعبه, والمدافع عن المناضلين والاحرار والشرفاء, لأنه الامين على حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين, هذه الحركة الضاربة جذورها عميقا في جوف الارض والانتماء لهذه الامة المجيدة وللشعب الفلسطيني الصامد في وجه الطغيان, اراد الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة ان يشحذ الهمم ويعزز خطوات المناضلين الاحرار ويحفظ للرجال صنيعهم الذي يفوق الامكانات, كانت رسالته للشيخ المناضل خضر عدنان نصير الاسرى وخط الدفاع الاول عنهم وحامل لواءهم الرجل المؤتمن على قضية الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني, والذي نذر نفسه لتبني قضاياهم والدفاع عنهم مهما كلفه ذلك من تضحيات, تحرك المجاهد خضر عدنان منذ البداية لنصرة الاسير البطل ماهر الاخرس المضرب عن الطعام منذ 83 يوما, تحرك وحده ليعلن تضامنه مع الاسير ماهر الاخرس ليشكل النموذج الاول دائما والذي يقتدي به الشرفاء والاطهار, ازدادت فعاليات التضامن نصرة لماهر البطل وتوسعت واعتصم العديد من المناضلين والاحرار داخل مفار الصليب الاحمر استجابة لنداء ماهر الاخرس واعلنوا اضرابهم المفتوح عن الطعام, واقام الشيخ خضر عدنان في مقر الصليب الاحمر مع ذوي الاسير ماهر ليخوضوا معركة الاضراب عن الطعام مطالبين بإطلاق سراحه فورا بلا قيد او شرط, واعتصم المناضلين الشرفاء فيمقر الصليب برام الله وطولكرم وجنين وغزة وغيرها استجابة لدعوة ماهر الذي يواجه الموت.

لم يرق هذا لاتباع "ابن سلول " من عناصر اجهزة امن دايتون الذين اقتحموا مقار الصليب الاحمر واعتدوا على المعتصمين وفضوا اعتصامهم بالقوة, فكانت صرخة خضر عدنان في وجه الجماهير ان تخرج لتعلن تضامنها مع الاسير البطل ماهر الاخرس, وكانت رسالة الامين العام التي جاءت لتعزز من دعوات وخطوات ونداءات واستغاثات خضر عدنان الذي يتحدث بلسان ماهر الاخرس, وكانت الكلمة الاولى للأمين العام في رسالته للمؤتمن على حمل الرسالة خضر عدنان أن " تابعت على مدار الوقت وباهتمام شديد، ما تقومون به أنت وثلة من إخوانك الشجعان، نصرة وتضامنا مع المجاهد الكبير والأيقونة المصلوبة منذ أكثر من ثمانين يوما على سارية الكيان الصهيوني، الشيخ ماهر الأخرس ,الذي يتقدم الصفوف مجاهدا لا ينكسر ولا ينثني ويقدم نموذجا لكل الراغبين بالحرية، بهذا الإصرار العنيد على رفض الظلم وسعيا للحرية التي يفتقدها شعبنا الفلسطيني المظلوم". الامين العام اراد ان يوحي للجميع انه في عمق المعركة يراقبها لحظة بلحظة ويستعد لكل الاحتمالات غير ابه بتهديدات الاحتلال وتحذيراته, وانه يقف في ظهر الرجال من امثال خضر عدنان ورفاقه ليحدثهم قائلا "كنت تتقدم الصفوف أنت وإخوانك مؤيدا ومساندا، تحاول أن تحمل الناس إلى المجد للتحرك من أجل حرية الشيخ المجاهد والصنديد ماهر الأخرس، وللأسف كان البعض من الأجهزة الأمنية يحملهم أداؤهم إلى المزيد من الضعف والمزيد من الخذلان", لكننا معك لا تلتفت خلفك نحن نحميك في معركة النصرة لأخيك المجاهد ماهر الاخرس ولن نتركك وحيدا, فنحن على اتم الجهوزية للمواجهة مع المحتل.

لا تلتفت خلفك ايها العدنان فإن الذين تحركوا تحت دعاوي باطلة للمساس بكم والاعتداء عليكم وأنتم تعلنون التضامن وتستنهضون الناس للوقوف بجانب الأخ العزيز والمظلوم الشيخ ماهر ، في معركته التي يخوضها ليرفع قليلا من الظلم المتراكم على شعبنا، شعبنا يعرفهم أنهم اعتادوا أن يقهروا أرواح المجاهدين على مدار الوقت، فاعتدوا عليكم وكأنكم تجتاحون عليهم نومهم ومناطق نفوذهم، فلا تلتفت إليهم، إنهم يحاولون تبرير سلوكهم بحماية مقرات الصليب الأحمر التي تجلسون فيها تعبيرا عن الاحتجاج وحثا لهذه المؤسسة لأن تتحرك بحكم اختصاصها للدفاع عن الأسير المظلوم والمصلوب قهرا الشيخ المجاهد ماهر، بحكم اختصاصها. اننا نقدر وقوفك وإخوانك ومثابرتكم التي لا تعرف الكلل ضد العنجهية الصهيونية، وضد الصمت الذي يحاولون تعميمه، ويصمون آذانهم عن أنين الشيخ ماهر الذي يصنع لشعبنا وأسرانا مسار حرية برفضه الظلم وبرفضه الاستسلام لإرادة وقهر العدو, استمر في نداءاتك على النائمين ليستيقظوا ويدركوا أن ماهر ليس شخصا وإنما عنوان مرحلة تأتي في مواجهة الاحتلال واستعادة للروح الوثابة المقاومة المختزنة لدى الناس التي ترفض الظلم والإذلال, انها ثقة كبيرة من الامين في المؤتمن الذي يخوض معركة متعددة الجبهات." أعرف أيضا أنك وإخوانك ومن يقف معكم من الشعب الأصيل والمقاوم تكسرون الموج العاتي الذي يريد أن يأخذ ما تبقى منا من مقاومة، ورفضا للظلم. وعلى مسافة أكثر من ثمانين يوما تجوبون شوارع المدن والقرى وتهتفون بالناس أن تحركوا، فصمود ماهر سيأتي في قادم الأيام اشتعالا وثورة في مواجهة الاحتلال" يا له من تناغم في المفاهيم بين الامين والمؤتمن يوحي بان المقاومة بالسلاح والكلمة والصورة والفعل النضالي هي لغة تتقنها حركة الجهاد الاسلامي التي تدرك طبيعة هذا العدو الصهيوني وتجابهه بالطريقة التي تناسب طبيعته العدائية.