تقرير سوق الفلاحين... العودة إلى الأرض من قلب المدينة

الساعة 03:46 م|11 أكتوبر 2020

فلسطين اليوم

تجمع الحاجة "أم عمر حداد" ما تجنيه من أرضها في بلدة بيتونيا غربي رام الله، صباح يومي السبت والأحد وتتجه إلى سوق الفلاحين في رام الله و البيرة. تعرض البامية واللوبياء وثمار التين واليقطين، وتنتظر زبائنها الذين اعتادوا على لقائها في السوق أسبوعيا.

وفي السوق، ساحة مبنى بلدنا في البيرة يوم السبت، ومركز خليل السكاكيني الأحد، تجتمع "أم عمر" مع بائعات أخريات من كل قرى محافظة رام الله و البيرة اللواتي يجدن في السوق مساحة لهن لتسويق منتجاتهن.

وسوق الفلاحين هو نشاط تجاري ينظم خلال شهور الصيف بمدينتي رام الله والبيرة من خلال بسطات متواضعة يتاح لسيدات ورجال من مناطق ريفية مختلفة، بعضها مهدد بالمصادرة من الاحتلال الإسرائيلي، بيع منتجاتهم الزراعية والغذائية بدعم من مبادرات تطوعية وجمعيات نسوية.

ويقوم على السوق، الذي بدأ في أول نشاطاته في العام 2013 شركة شراكة المجتمعية، وبالتعاون مع البلديات والمؤسسات المحلية في المحافظة، بهدف دعم المزارعين وذوي الاحتياجات الصغيرة في تسويق منتجاتهم بسورة أوسع.

وكان السوق ينظم مرة بالأسبوع، ولكن بسبب الأقبال عليه أصبح ينظم مرتين أسبوعيا يومي السبت والأحد، إلى جانب نسخ الفكرة بتنظيم "سوق البابورية" في بلدة بيرزيت شمال رام الله، وسوق الفلاحيين في مدينة نابلس شمال الضفة.

تقول "أم عمر" والتي اعتادت على بيع منتجاتها الزراعية في سوق الخضار المركزي، الحسبةـ، إن سوق الفلاحيين يوفر لها مكانا وظروف أفضل للبيع، إلى جانب الأقبال الجيد و أسعار البيع المناسبة.

وبحسب أم عمر، فإن هذا السوق ساعدها على التعرف على مزارعات وصاحبات مشاريع من قرى وبلدات أخرى كان من الصعب عليها التعرف إليهن، وخلق علاقات وتبادل خبرات بينهن، مما ساعدها على الاستمرار بمعلمها الذي يشكل المصدر الرئيس لها ولزوجها.

وليس ببعيد عن أم عمر تنتقل السيدة "بلانكا بركات" 56 عاما، بين البسطات حاملة قدر "ورفق العنب" الذي أعدته بيدها وتدعو أصحاب البسطات و الزائرين لتذوقه، وزارة بسطتها التي تبيع عليها بإنتاجه من خبز بلدي أمام أعينهم ومطبق الزعتر والزيتون الذي أعدته "بكل حب" كما تقول.

تتابع بركات أنها بدأت بمشروعها بدعم من جمعية أصالة وكانت تبيع ما تقوم بإنتاجه "تواصل" ولكن مشاركتها بهذا السوق سمح لها بتوسيع عملها، التعرف على زبائن أكثر.

وتقوم بركات بعجن طحين القمح البلدي وخبزه على فرن الحطب أمام الزائرين للسوق، إلى جانب أعدادا الخبز بورق الزعتر الأخضر والمطبق البلدي.

وتشير بركات إلى حجم إقبال كبير على منتجاتها بسبب " الجودة" والطعم الأصلي الذي حافظت عليه نقلا عن والدتها ومن قبلها جدتها، وهو ما يسعى إليه الكثيرين.

وقالت بركات أنها كونت عارف وشبكة علاقات واسعة في السوق، إلى جانب الراحة النفسية بالعمل في مكان مرتب ونظاف بعيدا عن ضوضاء الأسواق الكبيرة.

سوق الفلاحين 1
سوق الفلاحين
سوق الفلاحين 4
سوق الفلاحين 6
سوق الفلاحين 5
سوق الفلاحين 4
سوق الفلاحين 2