لم تمر ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين دون ان يكون لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين كلمتها, كيف لا وهى المنوط بها دائما تحويل الكلمات الى واقع, وتجسيدها فعلا ثوريا على الارض, فدائما كلمة المقاومة مسموعة ويترصدها العدو قبل الصديق, لان ما تقوله المقاومة ممثلا في تغريدات الناطق باسم السرايا المجاهد ابو حمزة هو ما يذكره اللسان ويصدقه العمل, فالمقاومة تدرك امانة الكلمة وثقلها وعظمتها وتقيسها بميزان من ذهب قبل ان تنطق بها على قاعدة "لا تحرك به لسانك لتعجل به", ولان المقاومة لها صدقيتها ولا ترفع سيفا اطول من هامتها, ولا تنطق بالأهواء انما بالقدرات والطاقات, لان هذا يكسبها المزيد من الثقة لدى الفلسطينيين, ولدى الناس ويدفعها لان يقترن قولها بالفعل دائما, فقد غرد ابو حمزة ليخاطب الجميع بكلمات واثقة وبصدقية عالية فقال "أن المعركة المقبلة ستكون بتكتيكات مختلفة تمامًا سيشهدها الميدان واقعًا، مؤكدًا بأن السرايا لن تزيد الافصاح أكثر من ذلك". فهذه الرسالة موجهة للاحتلال وفيها تحذير واضح وصريح ان أي حماقة يقدم عليها الاحتلال الصهيوني ستكون عواقبها وخيمة عليه وسيكون ثمنها باهظا, وفيها طمأنينة لشعبنا بان المقاومة تقوى ويشتد عودها رغم الحصار والخذلان والاوضاع الصعبة والتطبيع العربي والانحياز السافر للكيان الصهيوني, وتزايد الجبهات لمواجهة الفلسطينيين وتعددها وتنوعها للنيل من صمودهم وارادتهم وعزيمتهم.
وغرد ابو حمزة قائلا الاماكن الحيوية والمنشآت الحساسة في كيان الاحتلال ستكون في دائرة الاستهداف في أي معركة قد تتخذ فيها المقاومة هذا القرار, وهذه الرسالة تحمل معاني كثيرة ففيها فهم واضح بان قدرات المقاومة العسكرية تتطور وتتعاظم رغم الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 14 عاما, وان في هذا التعاظم لقدرات المقاومة دور كبير لشعبنا الفلسطيني الذي يحمي مقاومته ويحتضنها ويتحمل كل الازمات لأجلها فالشعب يحمي مقاومته والمقاومة تحمي شعبنا, وهذه الخاصية هي التي تكسب المقاومة المزيد من الثقة والقدرات لتنمية قدراتها وتسخير الميدان لخدمتها بعد ان اكتسب شرعية الفعل من الشعب الفلسطيني العظيم الذي يدرك دوره تماما في حماية المقاومة لأنها تحمل على عاتقها تحقيق اماله وتطلعاته, لذلك غرد ابو حمزة ليقول" إن الهدف الاستراتيجي والدقيق لجهادنا المستمر في حركة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس، هو تحرير فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر"، مشيرًا إلى أن السرايا ستبذل في سبيل هذا جهدها الكبير لاستهداف العدو أينما كان بحرًا أو برًا أو جوًا، ولن ينعم بالأمن مهما كلفنا ذلك من تضحيات, فهذا الخطاب هو الذي يؤمن به شعبنا, ويتحمل كل شيء لتحقيق حلم الحرية والاستقلال والعودة, ويعلم ان هذا يتطلب صير وتضحية وبذل وعطاء, والمقاومة تحتاج لكل الدعم والمساندة للمضي على هذا الدرب .
أبو حمزة جدد العهد مع شعبنا الفلسطيني على تمسك سرايا القدس بالثوابت التي انطلقت بها حركة الجهاد الاسلامي وهي "الأسرى، والقدس، وعودة اللاجئين ودحر المحتل عن كل شبر من فلسطين، مشددًا على أن السرايا ستحفظ أمانة الدم وستواصل المسير حتى النصر أو التحرير, وهذا الخطاب مواجهة الى الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني والمتحالفة مع قوى الشر التي تتربص بشعبنا فحركة الجهاد وسط حالة الخذلان والقهر تؤكد على تمسكها بثوابتها وثوابت شعبنا مهما عظمت المؤامرات وتكالب الاشرار على قضيتنا العادلة, وأضاف: "إن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي شكلت حدثًا نوعيًا فارقًا عنوانه "الإسلام، الجهاد، فلسطين" منذ 33 عامًا على انطلاقتها ستستمر بفكرة القائد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي كمنظومةً مضادة للمشروع الاستعماري الصهيوني, وهذا يعني ان الجهاد لديه ثوابت وقواعد راسخة لا يتخلى عنها وان منطلقاته التي قامت عليها الحركة لا تتغير بتغير قادتها وامنائها العامين, صحيح ان التكتيك والاولويات تتغير لكن الثوابت تبقى راسخة ومتجذرة فهي القواعد التي يتم البناء عليها, ففلسطين التاريخية من نهرها لبحرها ثابت لا يتغير, والمقاومة بكافة اشكالها ثابت لا يتغير, وكذلك حق العودة للاجئين الفلسطينيين, فالأرض, والانسان والعقيدة والمقدس هي ثوابت لدى الجهاد الاسلامي غير قابلة للمساومة والتفاوض والحوار.
وانهى ابو حمزة تغريداته بالحديث عن انجازات حركة الجهاد الاسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس بعد ثلاثة وثلاثين عاما من انطلاقتها وركز على العمليات الاستشهادية النوعية وقصف تل ابيب وقنص الجنود الصهاينة واستهداف اليات الاحتلال بالطائرات المسيرة والضربات الامنية للاحتلال واخرها بيت العنكبوت مؤكدا على ان التاريخ سيبقى شاهدا على دماء المجاهدين والقادة من ابناء الحركة, الذي أوجعنا به المحتل منذ التأسيس وحتى اللحظة التي ما زلنا نواصل فيها مشاغلة العدو ومراكمة القوة, فسرايا القدس وحركة الجهاد الاسلامي ستواصل تصديها لكل المؤامرات الشيطانية الهادفة لطمس قضيته وتركيعه والنيل من عزيمته, انه بداية الحصاد وليس نهايته, ولن يكتمل حصادنا الا بتحرير ارضنا واقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.