في ذكرى الانطلاقة الثالثة والثلاثين.. بقلم/ أ. محمد حميد

الساعة 01:37 م|06 أكتوبر 2020

كتب

تحل علينا ذكرى الانطلاقة الجهادية في تشرين الأول من كل عام، انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الحركة التي مالت إليها قلوبنا واستقرت في رحالها أفكارنا، كيف لا وهي الحركة التي مثلت قفزة كبيرةً في العمل الإسلامي المجاهد والمقاوم في فلسطين، فقد نقلت العُبّاد والنُسّاك والتربويين من صوامعهم وحِلقِهم وندواتهم إلى ميدان الجهاد والمقاومة، فبعثت الحياة في العمل الإسلامي المجاهد الذي غاب عن إدارة الصراع بين تمام الحق وتمام الباطل بعد استشهاد الشهيد الشيخ/ عز الدين القسام، فانطلقت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فكرةً مشرقةً لإعادة الاعتبار للتوجه الإسلامي في الحياة الجهادية لشعب فلسطين، فكانت هذه الفكرة محراباً وصومعة وجهاداً في مزيج استطاع أن يقدم نموذجاً متكاملاً عن الفكرة الإسلامية التي تهتم بالتربية والدعوة ولا تُغْفِل الجهاد والمقاومة، فانطلقت من المفكر والمقاوم الأول الشهيد المؤسس د. فتحي الشقاقي إلى حافظ القرآن الشهيد القائد مصباح الصوري ورفاقه وصولاً إلى الشهيد القائد المجاهد بهاء أبو العطا، وإلى كل شهداء فلسطين.

مسيرةٌ طويلةٌ من الدعوة والدماء تخللها آلاف الشهداء والجرحى والأسرى في صفوف الحركة وسراياها المظفرة سرايا القدس التي ما فتئت تقدم الغالي والنفيس من قادتها وجندها ومجاهديها، وتقدم التضحيات تلو التضحيات امتثالاً لقول الله تعالى: "فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" النساء (74).

في ذكرى الانطلاقة ندعو الله بالرحمة والقبول للشهيد القائد المؤسس/ د. فتحي الشقاقي وللأمين العام السابق/ د. رمضان شلح، ونسأل الله الثبات والصمود د/ للأمين العام الحالي القائد/ أ. أبو طارق، ولا يفوتنا أن نتوجه بالتحية إلى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات الذي احتضن هذه الحركة بين ثناياه طيلة سنوات عملها، والتحية أيضاً إلى أهالي الشهداء والجرحى، وإلى الأسرى الذين ينزفون دماً وألماً في سجون الاحتلال، وإلى المرابطين في المسجد الأقصى وأكنافه، والتحية إلى كل الحالمين بغدٍ أفضل ومستقبل زاهرٍ من القابضين على جمرتي الوطن والدين.