في الذكرى الـ 33 لانطلاقة الجهاد الإسلامي

البطش: ماضون في مشروعنا على نهج الشقاقي وشلح ولا تغيير في الموقف السياسي

الساعة 12:20 ص|06 أكتوبر 2020

فلسطين اليوم

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في الذكرى الثالثة والثلاثين لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، على مواصلة الدرب على نهج الشهيد القائد المؤسس د. فتحي الشقاقي، ود. رمضان عبدالله شلح، مشدداً على أنه لا تغيير في الموقف السياسي للحركة، وأنها تؤكد على أن الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق الفلسطينية من المحتل الإسرائيلي هو طريق المقاومة والجهاد، وأن الأساس في استعادة الوحدة الفلسطينية قائم على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس اتفاق 2011م.

وتحدث البطش في حديث لـ صوت القدس، في الذكرى الثالثة والثلاثين لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي التي تصادف في السادس من أكتوبر، أن الأمة كانت عل موعد جديد مع التحول نحو المقاومة والجهاد ورفض المشروع الصهيوني، مشيراً إلى أن دماء أبناء الشجاعية في يوم السادس من أكتوبر عام 1987م يأذن بمرحلة جديدة من المواجهة الاحتلال الاسرائيلي دشنتها حركة الجهاد الاسلامي ببناء أطهر أبناءها مصباح الصوري ومحمد الجمل وسامي الشيخ خليل وزهدي قريقع وأحمد حلس وغيرهم الكثير الكثير من أبناء شعبنا الذين استشهدوا في ساحات المواجهة.

وأكد أن هذه الذكرى أسست لمرحلة جديدة من الجهاد والمقاومة، كان عنوانها حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، وكان عنوانها البداية الحقيقية لمواجهة شعبية عارمة مع العدو الصهيوني، عندما انطلقت جماهير شعبنا الفلسطيني في انتفاضة الحجارة 87 على إثر حادث المقطورة شرق جباليا، الذي جاء نتيجة لعملية طعن نفذها أحد أبطال الجهاد الاسلامي في الرابع من ديسمبر 87 أدى ذلك لرد فعل صهيوني عنيف باتجاه العمال بعد قدومهم من العمل داخل الخط الاخضر.

وشدد القيادي البطش في الذكرى الـ 33 لانطلاقة الحركة، على أن الحركة ماضية في المقاومة ومشروعها الجهادي، وأن الفرق الكبير في موازين القوى لن يغير في قناعة الحركة شيئاً وأثبتت الأيام مدى صدق توجه الجهاد الاسلامي وطهارة سلاحه، وأنه لا تغيير على الطريق التي سار عليها القائد المؤسس فتحي الشقاقي ومن بعده الدكتور رمضان شلح، وبهاء أبو العطا وهنادي جرادات ومحمود طوالبة، مشدداً على أن حركة الجهاد لن تكون جزءاً من أي مشروع سياسي ينتقص من فلسطين ويعطي شرعية للمحتل.

القدس موعدنا شعار احياء الذكرى الثالثة والثلاثين

وعن اختيار الحركة شعار القدس موعدنا لإحياء الذكرى الثالثة والثلاثين لانطلاقتها، قال البطش:" إن القدس كانت ومازالت هي عنوان كرامة الأمة ورفعتها، مشيراً إلى أنها كانت القبلة الأولى والمسجد الثالث للمسلمين في كل مكان، وشكلت على مدى التاريخ عنوان لكرامة الامة أو انحدارها، بالإضافة إلى ما تمثله القدس من رحلة الاسراء والمعراج، حيث شكلت نقطة اللقاء بين الارض والسماء، إضافة إلى أن القدس التي تحدث عنها القران الكريم، لذلك فإن القدس أرض مباركة بنص القران الكريم. ولا يجوز التنازل عنها او تجاوزها. وعليه قامت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق اسم سرايا القدس على جناحها العسكري، كون القدس جزء من ثقافة حركة الجهاد الإسلامي، وعنوان الدين والكرامة وهي قبلة السماء وعاصمة الأرض.

الموقف السياسي لحركة الجهاد الإسلامي

وحول موقف الحركة منذ انطلاقتها في ظل التطورات والتغيرات محلياً واقليمياً ودولياً، أوضح القيادي البطش، أن الصراع مع المشروع الصهيوني ثابت ولا تغيير فيه، وهناك رؤية لدى الحركة لها علاقة بالتمسك بالثوابت وفلسطين والارض واللاجئين. ومناهضة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، والآن صار الأمريكي أصيل في الصراع مع الفلسطينيين والعرب في مواجهة مشروع الاستسلام والتطبيع والارتخاء الاعتراف المتبادل والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والدول التي تقول بوضوح أننا نعترف بشرعية "إسرائيل" على القدس.

وأوضح البطش، أن هناك صراع بين مشروعين ورؤيتين ومحورين، محور يسعى لإنهاء الاحتلال، ومحور آخر يسعى لخدمة المشروع الصهيوني، وأن هذين المشروعين في حالة صراع، وكل ما يدور في المنطقة من حراك سلبي أو إيجابي له علاقة بهذه الرؤية إما أن تبقى فلسطين تحت الاحتلال، أو التحرر من الاحتلال.

وأضاف، أن حركة الجهاد ومن معها في المقاومة وعلى رأسها حركة حماس وقوى المقاومة، تسعى لتثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه، وإنهاء الاحتلال عن القدس، بينما المحور الآخر وأصحابه الاكثر مالاً ونفيراً هم مع "إسرائيل" ومشروعها.

وشدد على أن الموقف السياسي لحركة الجهاد الإسلامي يقول، أن الطريق لاستعادة القدس لا تمر بالمفاوضات ولا التطبيع ولا الاعتراف بشرعية المحتل، ولا تحت أي ذريعة أو قانون دولي يعطي العدو حق في فلسطين، وإنما استعادة الحقوق يمر عبر طريق المقاومة وكسر المحتل وأن المحتل لابد أن يدفع ثمنا كبيرا لبقائه على أرضنا.

وتابع، ان حركة الجهاد الإسلامي تدير علاقاتها مع الكل الوطني والعالم العربي والاسلامي، على قاعدة الانحياز للمقاومة وفلسطين، وأن الحركة تسعى مع الكل الوطني على للحفاظ على علاقات وطنية متقدمة وجيدة مع الكل الفلسطيني على قاعدة أننا نريد اكمال المشروع معاً في مواجهة المشروع الصهيوني، ومن يتفق مع الحركة تكون العلاقة معه أسهل، ومن اختلف مع الحركة يتم التعامل معه على قاعدة الاختلاف والاتفاق على محاربة العدو الصهيوني.

وبخصوص علاقة الحركة مع الدول والأنظمة، أوضح البطش أن العلاقة تكون بمقدار قربها وبعدها عن فلسطين، ومن يقدم الدعم لشعبنا نرحب به، ومن يبتعد عنا نعاديه، مستدركاً أن النظام العربي الذي لا يعادي فلسطين ولكنه ضعيف الأداء نتفهمه.

موقف الحركة الثابت وصوابية الرؤية

وبشأن ثبات موقف الحركة كما قال المؤسس الشقاقي رحمه الله، أن الاحتلال هو العدو المركزي وما دون ذلك هوامش، وما تبعه من موقف للحركة من اتفاق أوسلو، أوضح القيادي البطش أن هناك منطلقات للحركة دفعتها لموقفها الثابت، موضحاً أن رؤية الحركة التاريخي والديني والثقافي والحضاري، يؤكد أن "إسرائيل" دولة مارقة ومعتدية على فلسطين، ولا مكان لهذا الكيان على أرض فلسطين، وهو كيان محتل بالدرجة الاولى، وهجر مليون فلسطيني في العام 1947م، والان يقتل أبناء شعبنا، لذلك الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي المقاومة.

وأضاف، أن  القران الكريم لم يعط "اسرائيل" حقا على أرض فلسطين، والصهاينة جاءوا واحتلوا ارضنا، ونحن كحركة نقاتل محتل، لأن كل الوثائق السماوية تعطينا الاولوية في أن هذه الأرض للعرب.

وفيما يتعلق بالمنطلق الحضاري، فإسرائيل تم تجميع شتات اليهود من أوروبا الشرقية والغربية والأمريكيتين وجاءوا بهم لفلسطين، وهؤلاء لا يلتقون مع العرب في التاريخ والدين واللغة والثقافة، وبالتالي هم غرباء عن المنطقة، وهم جاءوا بصيغة احتلال وطرد السكان الاصليين، وهذا ما أعطانا منطلقاً لقتال العدو الصهيوني.

والمنطلق الثالث، هو أن أرض فلسطين هي أرض عربية ممتدة، ليس فيها نتوءات، واليهود جاءوا واحتلوا أرضنا، لذلك الطريق لاستعادة الارض هو القتال والجهاد.

وأوضح أن هذه المنطلقات الثلاثة هي التي تعطي حركة الجهاد الاسلامي مدعمات للتمسك برؤيته أن هذه الارض تحت الاحتلال، وأننا نعيش مرحلة تحرر وطني، والاولوية للتحرير، مستدركاً أن أسوأ ما في المرحلة أن يقتنع فريق فلسطيني أو عربي، أن هذه المحتل اصبح شرعي واننا كفلسطينيين نعترف بشرعية من احتل أرضك.

وطالب القيادي البطش منظمة التحرير الفلسطينية بسحب الاعتراف بإسرائيل وممارسة المقاومة والجهاد، بغض النظر عن أن موازين القوى ليست في مصلحة الفلسطينيين الآن، ولكن الأمر لن يبقى على ما هو عليه.

وأكد على أن الأرض سيتم استعادتها ويجب أن لا نعطي اعتراف للاحتلال، ولا وثيقة واحدة بالاعتراف بشرعية للاحتلال، لكي لا يكون معيقاً عند تحريرها.

التأسيس لمشروع وطني فلسطيني يتجاوز أوسلو

وعن إمكانية التأسيس لمشروع وطني فلسطيني يتجاوز اتفاق أوسلو، أكد البطش على أهمية انعقاد اجتماع الامناء العامين للفصائل الفلسطينية بدعوة من الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، مشدداً على أن اللقاء على مواجهة المحتل أفضل السبل وأسهلها ولا تكلف أحداً موقفا سياسيا، وإنما هي ربح صافي للكل الفلسطيني.

وأكد على أهمية اللقاءات بين حركتي فتح وحماس التي أعقبت اجتماع الامناء العامين للفصائل، سواء في تركيا او الدوحة أو القاهرة، وأي لقاءات تصب في مواجهة الضم والتطبيع، لأن مشروع التسوية أفضى لضياع الضفة، وفتح التطبيع مع العرب بالمجان، إلى جانب أن الرئيس أبو مازن في حالة من التضييق عليه، بعد أن كان يتحدث عن التسوية والسلام وانهاء الصراع بأقل الخسائر، ولم يتم إعطاؤه شيئاً.

وكشف البطش، أن مخرجان الاجتماعات بين حركتي فتح وحماس، لم تطلع عليها حركة الجهاد الإسلامي بعد، متوقعاً أن يتم عقد اجتماع لاحق للامناء العامين للفصائل بعد أن أقرت مرجعيات حركتي فتح وحماس على ما تم التوافق عليه في اسطنبول، وقد يكون الاجتماع في القاهرة التي رحبت باستضافة لقاء يجمع الفلسطينيين. مؤكداً على أهمية أي خطوة من شأنها أن تنهي الانقسام وتستعيد الوحدة تواجه الضم والتطبيع. مستدركاً أن أي اتفاق أو حراك لم ينعكس على الأرض في رفع الحصار عن قطاع غزة ورفع العقوبات يبقى منقوصاً.

رؤية الجهاد من الانتخابات القادمة

وعن موقف حركة الجهاد من التوافق على الانتخابات للخروج من الانقسام، قال البطش:" الجهاد الإسلامي تسعى أن تكون جزءاً من المجلس الوطني، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والأولوية لدى حركة الجهاد الاسلامي هو بناء المرجعية الوطنية على قاعدة إعادة بناء المشروع الوطني وسحب الاعتراف بإسرائيل، وعصيان شعبي في غزة والضفة وفي كل مكان.

وأضاف، أنه إذا اتفقت فتح وحماس على ان الانتخابات هي السبيل للحل، فلن تعرقل حركة الجهاد وهي مع كل خطوة إيجابية من شأنها تعزيز الوحدة، لكن الجهاد ترى أن الطريق هي إعادة بناء المنظمة على أساس اتفاق 2011م.