بعد 33 عامًا على انطلاقتها..

مفكر لبناني: "الجهاد الاسلامي" حركة لها وزنها السياسي وباتت قوة "فكرية وعسكرية" لا يستهان بها

الساعة 06:44 م|05 أكتوبر 2020

فلسطين اليوم

أكد المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي أن حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين أصبحت حركة قوية لها وزنها السياسي وباتت قوة فكرية وعسكرية لا يمكن الاستهانة بها مطلقًا.

وأوضح د. عتريسي في حوار خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" أن ثبات "الجهاد الاسلامي" على نهجها ومواقفها وفكرتها جعلها حركة وازنة لا يمكن تجاهلها مطلقًا لا على المستوى المحلي داخل فلسطين ولا على المستوى الاقليمي في منطقة "الشرق الأوسط" للحديث عن قضية فلسطين.

وأشار، إلى أن حركة "الجهاد" متميزة عن حركات المقاومة الأخرى بالكثير من الأمور أهمها: "التمسك بالهدف وهو قتال العدو حتى تحرير كامل فلسطين – عدم الانجرار لمعارك جانبية – حرصها على اتمام الوحدة الوطنية في فلسطين – حرصها على فتح الأبواب مع القوى الاقليمية الداعمة للمقاومة – حرصها على عدم قطع أي علاقة مع أي قوة داعمة للمقاومة حفاظًا على مصلحة فلسطين".

وشدد د. عتريسي على أن الرؤية الصحيحة لفكر ونهج حركة الجهاد ومرونتها في التعامل مع الواقع من جهة، وتشديد التمسك بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى منح الجهاد الاسلامي شخصيتها الخاصة المميزة والتي جعل العدو والصديق يعترفون بقوتها وذكائها في التعامل مع القضية الفلسطينية.

وقال: "حقيقة "الجهاد الاسلامي" قبل 33 عامًا فتح الباب أمام قوى المقاومة الأخرى من أجل المبادرة والمشاركة في العمل العسكري المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف: "خلال الـ 33 عامًا الماضية بذلت حركة الجهاد تضحيات كبيرة وحققت انجازات كبيرة من الصمود والثبات على الموقف والمبادئ فيما يتعلق بتحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر".

وأشار إلى أن "الجهاد" مرت في أوضاع صعبة وتطورات خطيرة على مدى 33 عامًا الماضية لا سيما المرحلة السابقة سواء بالفوضى التي سادت المنطقة والبلدان الداعمة للمقاومة أو بالحروب التي خاضتها الجهاد الاسلامي اضافة إلى مرحلة التطبيع الخطيرة بين العرب والاحتلال الإسرائيلي.

ولفت إلى أنه رغم كل الاوضاع الصعبة والمراحل الخطيرة إلا أن حركة الجهاد تعتبر من الحركات التي حافظت على الهدف، وبوصلتها بقيت واضحة والمواقف ثابتة ولم يحصل أي تراجع أو تغير في تلك المبادئ الاصيلة للمقاومة.

وحول مدى تأثير غياب الأمين العام الراحل الدكتور رمضان عبدالله شلح، على حركة الجهاد الاسلامي، قال المفكر اللبناني: "تعلمنا من خلال تجارب حركات المقاومة في منطقتنا وفلسطين تحديدا أن غياب القادة خسارة كبيرة نظرا للالتفاف الشعبي حول هذه الشخصية القوية، وبالفعل فإن غياب د. شلح كان خسارة كبيرة لحركة الجهاد الاسلامي ولحركات المقاومة في فلسطين وخارج فلسطين لكن عزاؤنا أن القائد زياد النخالة هو الرفيق الصادق الصدوق للدكتور رمضان شلح".

واستذكر د. عتريس يوم أن اغتيل مؤسس حركة الجهاد الاسلامي د. فتحي الشقاقي قائلًا: "كان الاحتلال الإسرائيلي يراهن على أن اغتيال الشقاقي سينهي حركة الجهاد ولن يكون لها كلمة لكن ما حصل عكس توقع الاحتلال تمامًا فاغتيال الشقاقي لم يمنع من استمرار الجهاد الاسلامي وتناميها وتمايزها وثباتها في مواجهة احلك الظروف".

وأضاف: "قبل اشهر عدة اغتال الاحتلال قائد اركان المقاومة بهاء أبو العطا وكان يعتقد العدو أن اغتيال ابو العطا يعني انتهاء عصر قوة الجهاد الاسلامي؛ لكن القائد زياد النخالة اثبت قوته وجدارته وعظمته وذكائه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت إلى أن حركات المقاومة تزداد قوة مع كل ضربة تتلقاها من العدو الاسرائيلي.

وحول ما يميز "سرايا القدس" عن الاذرع العسكرية للفصائل الاخرى، يرى المفكر اللبناني، أن جميع الاذرع العسكرية للمقاومة تتكامل من جهة المحافظة على أولوياتها سواء في الانتفاضة أو عمليات المقاومة بالطعن واطلاق النار والدهس، لكن ما يميز "سرايا القدس" هو الثبات لم تنشغل مطلقًا عن هدفها بمواجهة العدو الاسرائيلي حتى التحرير.

وشدد على أن العمل الميداني دون رؤية استراتيجية صحيحة ومنهجية ثاقبة لن يكتب له النجاح، لذلك فإن نجاح العمل العسكري وتميزه لسرايا القدس هو نجاح في تمسك الذراع السياسي بمواقفه وثباته على المنهجية والفكر والبوصلة التي انطلقت من أجلها حركة "الجهاد"

 

الجهاد عليها مسؤوليات كبيرة

وأكد د. عتريس أن "الجهاد الإسلامي" أمامها تحديات كبيرة جدًا في المرحلة المقبلة أخطرها مواجهة التطبيع العربي مع العدو الاسرائيلي.

وقال المفكر اللبناني: "التطبيع يُلقي عبئًا كبيرًا على حركة الجهاد وحركات المقاومة الاخرى لمواجهتها اعلاميًا وسياسيا، داعيًا للتركيز في مواجهة التطبيع على وعي الشعوب العربية والاسلامية بأولوية الصراع مع العدو وأن التطبيع لن ينتج عنه أي نتائج ايجابية لمصلحة الدول المطبعة.

وشدد على أن ابقاء جذوة النضال والمقاومة مشتعلة في فلسطين هو الرد الأمثل على التطبيع الاسرائيلي وهو القادر على استعادة وعي الشعوب العربية بقضية فلسطين كونها قضية مركزية للأمة العربية والاسلامية.

كلمات دلالية