ذهبوا للتطبيع خشية من الربيع العربي

المرزوقي: بن زايد كان بمثابة " كومبارس" في حفل توقيع اتفاقية التطبيع

الساعة 09:55 ص|19 سبتمبر 2020

فلسطين اليوم

وصف الرئيس التونسي الأسبق، ورئيس حزب "حراك تونس الإرادة"، د. محمد المنصف المرزوقي، وزير الخارجية الإماراتي خلال حفل التوقيع على اتفاقية التطبيع في البيت الأبيض، بالكومبارس، وأن كلاً من الرئيس الإماراتي وملك البحرين لم يمتلكان الشجاعة للوقوف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حفل التوقيع في البيت الأبيض،

ووصف المرزوقي، اتفاقيتي التطبيع التي وقعت في 15 سبتمبر بين دولتي الإمارات والبحرين مع "إسرائيل"، لتطبيع كامل للعلاقات، لا يمكن إلا أن يطلق عليها بالعملية الهزلية. لافتاً إلا أن ترامب الذي أصبح محل سخرية في العالم ، يطمح للمزيد من السخرية بحصوله على جائزة نوبل للسلام، كذلك حال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال المتهم بقضايا فساد وخيانة الأمانة أيضاً مثير للسخرية. بحسب ما صرح لفضائية النجاح المحلية.

وأوضح أن الهدف من العملية الهزلية "التطبيع الاماراتي البحريني مع الاحتلال" هو سعي نتنياهو إلى أن يقدم شيئا للمستوطنين في دولة الاحتلال من أجل استمراره في السلطة، كما رأى أن ترامب يسعى من وراء الاتفاقية لإنقاذ نفسه في الانتخابات الرئاسة الاميركية بعد الانزلاقات الكبيرة التي تعرض لها، بالرغم من أنه قد يكون الخاسر، لعدم ثقة الشعب الأميركي به وإيمانهم أنه أصبح يشكل خطرا عليهم.

وأشار إلى أن الأنظمة الحاكمة في الامارات والبحرين والسعودية، تشعر بالتهديد الناجم عن الثورات العربية، وما يفعلونه يعكس مدى خوفهم من العيش فوق بركان ثورات الربيع العربي، وأضاف، بالتالي هم يبحثون عن حماية لعروشهم المهددة من الخطرين "خارجي وداخلي"، موضحا أن الهدف من اللهث خلف التطبيع هو البحث عن حماية لهم.

وأوضح أن دول التطبيع (الامارات والبحرين) مع الاحتلال تسعى لتحقيق مصالحها عبر الفلسطينيين، ووصف اتفاقية التطبيع بين دولة الاحتلال والامارات والبحرين بالهزلية، والسحرية التي تتجاهل الواقع وأن هذا الشعب الثابت على حقوقه منذ قرن ولن يسمح لأحد بالتلاعب في مصيره، مشيرا إلى أن الأنظمة العربية تناست أنها تنحدر نحو الزوال، وأضاف، أنهم حاولوا تجاهل الواقع الذي لا يتغير حقه ويتشبث به أشد التشبيث.

وبين أن كبير مستشاري ترامب، جاريد كوشنر إما أنه لا يعرف التاريخ، أو أنه يعيش في عقلية "سحرية"، موضحا أن التطبيع يكون مع الدول والشعوب، مشيرا أن ما تم من تطبيع كان بين أنظمة عربية فاسدة، على وشك التغيير والزوال، كما أنها على وشك الانفجار الثوري الذي يتمدد يوما بعد يوم، مشيراً إلى أن الامارات التي حاولت وقف الربيع العربي في عام 2016، تفاجأت بأن الربيع العربي يتجدد في الجزائر والسودان.

وأشار إلى أن الأنظمة التي هرولت للتطبيع مع الاحتلال تستقي نجاحها من نجاحها الاقتصادي وتلبية احتياجات مواطنيها، ودعا الفلسطينيين إلى عدم كره الشعوب العربية، ولكن يجب عليكم محاربة الأنظمة التي تهرول إلى التطبيع مع الاحتلال، وطالبها بعدم المزج بين الأنظمة العربية وشعوبها.

ولفت إلى أن موقف الشعوب واضح من التطبيع، وأكد على أنها تحترم نضال الشعب الفلسطيني، وتعتبر قضيته هي الأولى عربيا.

ونبه إلى أن هذه الانظمة ترتكب أخطاء بحق القضية الفلسطينية وبحق شعوبها الرافضة للتطبيع مع الاحتلال.

ونبه إلى أن الانظمة التي ترتكب جريمة التطبيع مع الاحتلال، دون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ستخسر كل ما تملكه.

جامعة الدول العربية

وبين أن الجامعة العربية هي ملحق لوزارة الخارجية المصرية وتتلقى أوامرها منها، ولا تمثل النظام العربي والشعوب العربية، ومن تجربته في حضور المؤتمرات فيها، أكد على أنها انتهت، وقال: " إكرام الميت دفنه"، وأضاف، أن المطلوب أنظمة عربية غير تابعة لأحد من أجل تقرير مصير شعوبها.

وأضاف: اقترحت أكثر من مرة إنشاء اتحاد الدول العربية على شاكلة الاتحاد الاوروبي، كما دعا إلى إهمال جامعة الدول العربية.

وأكد أن المطلوب أنظمة عربية شرعية منتخبة ديمقراطيا، "غير تابعة"، كشرط أساسي لبناء اتحاد الدول العربية.

وقال: مبادرة السلام العربية "قُبرَت" كما قبرت معاهدة أوسلو، ولم يعد لها وجود، مشيراً إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" لم يعط الشعب الفلسطيني حقوقه عبر المفاوضات ولن يقبل بقيام الدولتين، موضحا أن الرهان على مبادرة السلام العربية خاسر، وأوضح أن انتزاع الحقوق لا يكون إلا بالمقاومة.

شرق أوسط جديد

وبالإشارة إلى حلم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بشرق أوسط جديد، أوضح أن ترامب يحلم ويتصور بأن الأنظمة العربية ستكون تابعة لأميركا، واسرائيل وستنسى القضية الفلسطينية لكن الواقع يختلف تماما، وعلى الجميع أن يفهم أن السلام ليس الاستسلام، موضحا أن السلام يبنى على قواعد صلبة ومتينة تحترم حقوق الناس وتحترم ذكاءهم وكرامتهم، لذلك يجب على الشعوب العربية أن تواصل مقاومتها، كما يجب على الشعب الفلسطيني أن يواصل مقاومته وصموده ضد الاحتلال.

وأضاف: يجب التفريق بين الدول العربية وشعوبها، موضحا أن الأنظمة العربية مستبدة، والشعوب دائما وأبدا مع فلسطين.

وأشار إلى أن الأنظمة القومية كرهت العرب في العرب، مثل النظام السوري والنظام الليبي" لافتا إلى أنهم دعوا إلى أمة واحدة، وكانوا يكرهون العرب في العرب.

وتابع أن من يبيعون القضية الفلسطينية، هم من يتاجرون بالقضايا العربية كافة، وليس لهم استراتيجية واضحة نحو السلام وما يقدمونه للشعب الفلسطيني.

وجدد تأكيده على أن الشعوب بصفة عامة لا تطبع مع اسرائيل، مؤكدا أن الأردن ومصر عقدتا اتفاقية سلام مع اسرائيل ولكن شعوبها لم تطبع مع الاحتلال، بل تكن التأييد لفلسطين وقضيتها العادلة، وأضاف، كذلك شعب البحرين الذي أعلن عن رفضه للتطبيع وخرج في تظاهرات تناهض التطبيع مع الاحتلال.

وأوضح أن أميركا ضعفت كثيرا لم تعد اللاعب الرئيسي في المنطقة، مع ظهور لاعبين جدد في الاقليم، مثل تركيا وإيران واسرائيل، مشيرا إلى أنه ليس هناك قطب عربي، وأن مصير الاقليم يتحدد بين هذه الدول الثلاث، ومن خلفهما روسيا والصين.