بالصور صيد السمان بغزة: موسم رزق زهيد وهواية يتوارثها الأبناء

فلسطين اليوم

منذ الصباح الباكر يخرج وطفله لشاطئ بحر دير البلح وسط قطاع غزة، عله يجد صيده الثمين في انتظاره، فينصب شباكه، ويقف ينتظره البشرى، ليس من قاع البحر ولكن من سماه التي يطير فيه.

فصيادو السمان، ينتظرون شهر سبتمبر/ أيلول كل عام، حيث موسم رزقهم الذي اعتادوا عليه، خاصةً في المناطق الساحلية في قطاع غزة، نظراً لهروب السمان من البلاد الأوروبية ذات الطقس البارد، إلى المناطق الأكثر دفئاً.

ففي ساعات الفجر ، يخرج أبو محمد وطفله الذي لا يزيد عمره عن 13 عاماً، لنصب شباكه التي عادةً يكون لونها من لون الرمل لمساحة كبيرة، حيث يصطدم فيها طير السمان ليرتاح من رحلة هجرته الطويلة فيستقر في شباك الصيادين.

ويوضح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه ينصب شباكه منذ الساعة الخامسة فجراً حيث ينتظر صيده الذي يرتطم بالشباك وتتلقفه حيث يكون قادماً من ناحية البحر الذي تستقبله شباك الصيادين التي تنتشر بكثرة في ذات الوقت.

وأكد أن العام الحالي يشهد عدد أقل من الأعوام الماضية في عدد طيور السمان التي اصطادها، حيث تتوافر بشكل يومي 9 حبات من الطيور، إلا أن الأعوام الماضية كانت تتوفر 20 في اليوم الواحد.

ويعتبر هذا الطير المهاجر مصدر رزق بسيط وموسمي للكثير من العائلات التي اعتادت على اصطياده بشكل سنوي، إلا البعض يعتبره مجرد هواية لأنه لا يكفي لسد الرمق ولا يمكن الارتكاز عليه خاصةً أنه لا يدر أكثر من 100 شيكل في الموسم كله.

ويعاني الفلسطينيون في قطاع غزة تحديداً من أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة بسبب الحصار المفروض عليه منذ 13 عاماً، أثر على كافة مناحي الحياة وقلل من فرص العمل .

ويُعد السمان الطائر الوحيد من رتبة طيور الدجاجيات الذي له المقدرة على الطيران والهجرة، يقضى فصل الصيف في أوربا ويهاجر إلى أفريقيا أو آسيا في فصل الشتاء ثم يعود مرة أخرى إلي موطنه.

كما يُعتبر السمان من الطيور التي استأنسها الإنسان وبدأ بتربيتها لأغراض تجارية، كمصدر لإنتاج اللحم والبيض، ومصدر رزق.