خبر خيمتا « أم كامل » و « حي البستان » تُسببان القلق لقادة الاحتلال وتفضحهما عالمياً

الساعة 08:16 ص|01 مارس 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

كشفت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي المختلفة عن مدى القلق الذي تشعر به قيادات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة، نتيجة الضجة الإعلامية الكبرى التي أحدثتها وتحدثها خيمة 'أم كامل' في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، وخيمة 'حي البستان' في بلدة سلوان بالقرب من الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، والتي فضحت أساليبهم ضد مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وضد المواطنين المدنيين العزل.

 

وأوضحت أن العالم يتساءل: بأي منطق يتم هدم حيٍ بأكمله وتشريد أكثر من ألف وخمسمائة من سكانه من أجل إنشاء حدائق..؟! وعن المنطق الذي يدفع سلطات الاحتلال اقتلاع المواطنين الفلسطينيين من منازلهم في أحياء القدس المختلفة وإحلال يهود متطرفين مكانهم، كما حصل في بيت السيدة أم كامل الكرد في حي الشيخ جراح وغيره.

 

وفي هذا السياق، ذكرت أسبوعية 'يروشلايم' العبرية أن عاصفة صاخبة عمّت بلدة سلوان المجاورة لأسوار البلدة القديمة بالقدس، وزارت عشرات طواقم تلفزة من العالم أجمع، خيمة الاعتصام الكبيرة التي أقامها سكان البلدة، كما زار الخيمة دبلوماسيون عرب وأجانب من مصر، الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، بهدف الإعراب عن تضامنهم مع سكانها.

 

وكانت أنباء عبريه سابقة ذكرت أن وزارة خارجية الاحتلال تضغط على شرطة الاحتلال وبلدية القدس العبرية للتخلص من خيمة 'أم كامل' لما سببته هذه الخيمة من إحراجٍ للكيان الصهيوني، وتفضح أساليبه ومخططاته التي تستهدف القدس ومواطنيها الفلسطينيين، وهو الأمر الذي فسّر إقدام سلطات الاحتلال على هدم الخيمة ست مرات متتالية.

 

وبخصوص حي البستان..فقد أثارت تصريحات ما يسمى بمسؤول ملف القدس الشرقية في بلدية القدس سكان الحي، والذي أخطر لجنة الحي بضرورة إخلاء 88 مواطناً منازلهم لهدمها لصالح إقامة حدائق تلمودية، مقابل الحصول على أراضٍ بديلة، أي أنه نوع من الترانسفير الطوعي في المدينة المقدسة، فضلاً عن الأمر الثاني الذي تمثل برفض بلدية الاحتلال للمخطط الهيكلي الذي قدمه السكان إلى اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة للبلدية، والذي استمر إعداده أربعة أعوام بتشجيع من البلدية وبتمويل السكان لإضفاء شرعية على المباني التي أقيمت بدون ترخيص في البلدة ومنع هدمها.

 

وجاء في وسائل الإعلام العبرية، أن مختلف الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، أجرت لقاءات من خلال المراسلين الإعلاميين من داخل الخيمة، بدءاً من السعودية مروراً بهولندا وبريطانيا وحتى البحرين، ولفتوا إلى مكان الحي 'البستان' بالقرب من المسجد الأقصى المبارك، والى ما تصفه سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة بـ 'مدينة داوود' مقابل باب المغاربة في البلدة القديمة، وأشاروا إلى الأسفل إلى الوادي المجاور الذي يوجد فيه 96 مبنى يقطن فيها حوالي 1500 مواطن مقدسي، ولفتوا إلى قرار البلدية بإقامة متنزه 'وطني'  على أنقاض المنازل، وسلطوا الضوء على تأكيدات السكان المتكررة والمتتالية بأنه ستُهدم منازلهم فقط على جثثهم.

 

وأضافت الصحيفة العبرية: 'لقد ذكّر الاحتجاج الحالي سكان سلوان بالاحتجاج السابق قبل أربعة أعوام ونصف العام، إذ اعتقدوا حينذاك بأنهم انتصروا بالمعركة، لكن اتضح لهم الأسبوع الماضي هزيمتهم بالحرب، لقد جلسوا حينذاك ثمانية أشهر في خيمة الاعتصام بعد توجيه 'اوري شطريت' مهندس المدينة في حينه، تعليمات بهدم المباني غير المرخصة في وادي الملوك، أي في حي البستان في سلوان، والتي يطلق عليه ايهود شيلوخ ويطلق عليها المستوطنون 'مدينة داود'.

 

وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن جمال رشدي قنصل مصر في 'إسرائيل' التقى يوم الاثنين الماضي 'مئير مرغليت' عضو مجلس بلدية القدس العبرية في مطعم في فندق كينغ ديفيد، وكانت الوجبة الرئيسة هي خرائط 'حي البستان' في بلدة سلوان، وكان القنصل متوتراً، إذ أن العناوين الرئيسة في الصحف المصرية تناولت مخطط البلدية الخاص بهدم المنازل في الحي.

 

كما توجه إلى حي البستان يوم الأربعاء الماضي أربعة دبلوماسيين مصريين من اجل التضامن مع السكان، وقال 'مرغليت' الذي يقوم بمهمتين: رئيس اللجنة الإسرائيلية ضد هدم المنازل، وعضو الائتلاف البلدي في القدس الذي يطبق سياسة هدم نفس المنازل التي تحاول اللجنة ضد الهدم الحفاظ عليها، بأنه تلقى اتصالات هاتفية من دبلوماسيين أجانب ابدوا اهتماما بما سيحل بالمباني'.

 

 وقال مرغليت': 'دبلوماسيون بريطانيون، نمساويون، روس وفرنسيون، توجهوا إلينا هذا الأسبوع وسألوا عن حي البستان. لقد اتصلوا بي من مكتب وزير خارجية اسبانيا، كما فوجئت بتلقي اتصالات هاتفية أيضا من رؤساء الجاليات اليهودية في العالم، الذين أكدوا بأن هذه الأمور تضاعف من حدة اللاسامية وذلك في الوقت الذي ما زالوا يواجهون فيه آثار  الحرب على قطاع غزة وفقط في 'إسرائيل' لا تثير هذه القضية اهتمام أحد، رغم إدراك الجميع بأن سلوان هي التي ستحدد نجاح أو فشل التسوية حول القدس .

 

من جهة ثانية، بدت بلدية الاحتلال متخبطة في قراراتها التي أثارت سكان القدس، فبعد أن كانت تُبدي انزعاجاً كبيراً من خيمة الصمود 'خيمة أم كامل' الكرد بحي الشيخ جراح، فتحت عليها جبهة أخرى احتلت عناوين الأخبار في مختلف الفضائيات ووسائل الإعلام، وتظهر سلطات الاحتلال بوجهها الحقيقي وتفضحه أمام العالم، فضلاً عن إثارة الشارعين العربي والإسلامي إلى جانب الشارع الفلسطيني وخاصة في القدس، والذي لن يسمح بأي حالٍ من الأحوال تهويد أحياء القدس التاريخية المحاذية والمتاخمة والملاصقة للمسجد الأقصى المبارك لوعيه الكامل لحقيقة المخططات اليهودية الخبيثة والخطيرة.