فلسطين اليوم-غزة
يفتتح الرئيس حسني مبارك غدا أعمال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة, في خطوة جديدة ناجحة للدبلوماسية المصرية في تعاملها مع الشأن الفلسطيني.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أمس أن المؤتمر ـ الذي يشارك فيه45 وزيرا للخارجية وأمناء عامون ومديرون لمنظمات وصناديق إقليمية ودولية, يندرج في إطار تحرك السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية, التي تسعي إلي الخروج بالوضع الفلسطيني الحالي من العثرة, التي يواجهها علي مدي الأسابيع والأشهر الماضية, إلي أفق أكثر رحابة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن المؤتمر ينبغي النظر إليه في سياق الجهد المصري المتكامل الذي انطلق عقب بدء العدوان الإسرائيلي علي غزة في27 ديسمبر الماضي, من خلال إطلاق الرئيس مبارك المبادرة المصرية بعناصرها الثلاثة, وهي: وقف إطلاق النار, وفتح المعابر لرفع الحصار عن القطاع, وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وذكر المتحدث أن المؤتمر لن ينشيء آليات جديدة لتمويل السلطة الوطنية, أو تمويل عمليات إعادة الإعمار, بعد أن كشفت المشاورات المصرية عن وجود توافق دولي حول استمرار الآليات الدولية المتبعة حاليا في ضخ الموارد اللازمة لإعادة الإعمار, مشيرا في هذا الإطار إلي أن تلك الآليات تتمثل في آلية المفوضية الأوروبية, وآلية البنك الدولي, وآلية الأمم المتحدة, بالإضافة إلي الصندوق الإسلامي للتنمية.
وأوضح المتحدث أنه من المتوقع أن يتطرق المشاركون في المؤتمر إلي الوضع السياسي القائم علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, مشيرا إلي أن الاتصالات المصرية المكثفة, التي جرت في إطار الإعداد للمؤتمر, أوضحت وجود توافق عام علي الأهمية القصوي لنجاح جهود المصالحة الفلسطينية, وتشكيل حكومة جديدة يتم التوافق عليها فلسطينيا لتسهيل عمليات إعادة الإعمار المطلوبة في قطاع غزة.
وأشار في هذا الإطار إلي أن الاتصالات المصرية أبرزت وجود اتفاق دولي واضح حول ضرورة حسم موضوع التوصل إلي تهدئة إسرائيلية ـ فلسطينية بشأن قطاع غزة, بهدف فتح المعابر الإسرائيلية مع القطاع, وتشغيلها بالشكل المعتاد, ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض علي القطاع, وذلك كشرط أساسي لنجاح عمليات إعادة الإعمار في غزة.
وقال: إن الجهد المصري ـ الذي لم يتوقف خلال أصعب الأوقات التي مرت بها الأوضاع الفلسطينية ـ سوف يتواصل دوليا وإقليميا من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني علي تحقيق هدف المشروع بالاستقلال من خلال العمل علي استعادة وحدة الصف الفلسطيني, وتمكين الفلسطينيين من استرجاع حقوقهم المشروعة عبر آليات التفاوض السياسي.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ـ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل الأعلي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا, إثر لقائهما في رام الله بالضفة الغربية ـ إنه يتوقع من مؤتمر شرم الشيخ دعما دوليا سريعا من كل الأطراف من أجل إعادة بناء غزة, مشددا علي وجوب أن تكون هناك آلية واحدة لهذه المساعدات, وهي من خلال السلطة الوطنية, والتنفيذ عبر المنظمات الدولية.
من ناحيته, قال سولانا ـ الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط تحضيرا لمؤتمر شرم الشيخ ـ لا أعتقد أننا بحاجة إلي آلية جديدة, الآلية الموجودة هي الأكثر فعالية لإيصال الأموال بسرعة.
ويشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, ورئيس وزراء إيطاليا سيلفيو بيرلسكوني, والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسي, ومفوضة العلاقات الخارجية بالمفوضية الأوروبية بنيتا فريرو فالدنر, والمنسق الأعلي للسياسات بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا, وعدد من رؤساء المنظمات والمؤسسات الدولية التي دعيت إلي المشاركة.
وتعد الولايات المتحدة أحد رعاة المؤتمر, حيث تشارك السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية علي رأس وفد رفيع المستوي.
وفي القاهرة, أكد وفد جامعة الدول العربية لتقصي الحقائق, وإعمار غزة ـ في مؤتمر صحفي عقب عودته من القطاع أمس ـ أن حجم الخسائر التي ألحقها العدوان الإسرائيلي بغزة تجاوز ثلاثة مليارات دولار.
كما استقبل أبوالغيط السيد نبيل عمرو السفير الفلسطيني في القاهرة, الذي نوه عقب اللقاء إلي حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس,مؤكدا سعادة الفلسطينيين البالغة بعد أن أصبح الملف الفلسطيني في أيد أمينة, مشيدا بدور مصر في جمع الصف الفلسطيني, وإعادة إعمار غزة, مؤكدا أن هذا الأمر محل إجماع الفلسطينيين الذين يرون أن مصر هي الجهة الأكثر نزاهة في التعامل مع الملفات الفلسطينية.
وقال: إنه بحث مع أبوالغيط ترتيبات المؤتمر.
وأشار إلي أن مصر تمارس ضغوطا هائلة علي الجانب الإسرائيلي, وتستخدم كل علاقاتها الدولية, لكيلا يمرر الإسرائيليون مؤامراتهم بشأن القدس