"كورونا".. شبح يهدد حياة الأسرى وسط تحذيرات فلسطينية وغياب دولي

الساعة 01:32 م|08 سبتمبر 2020

فلسطين اليوم

تشهد سجون الاحتلال الإسرائيلي مزيدًا من التوتر والقلق الشديدين بعد تفشي فيروس "كورونا" المستجد بين صفوف الأسرى الفلسطينيين من جديد، وسط ظروف إنسانية وصحية صعبة، لاسيما مع تعمد الاحتلال اتباع سياسة الإهمال الطبي اتجاه المعتقلين.

مئات الآلاف من  الأسرى الفلسطينيين يواجهون بمفردهم الوباء القاتل، دون أن أي ضغط يذكر من المؤسسات الرسمية أو المعنية على حكومة (إسرائيل)، لحمايتهم من الإصابة بعدوى (كوفيد-19) المتلازم للجهاز التنفسي، ما يزيد من فرص خطر وفاة بعض الأسرى، خاصة المرضى وكبار السن.

وقد أبغت إدارة سجن (عوفر) الإسرائيلي اليوم، عن إصابة سبعة حالات جديدة بين صفوف أسرى السجن بالفيروس، ما رفع اجمالي الإصابات إلى 24 حالة، منذُ مارس، فيما شكك بعض المهتمين في شؤون الأسرى بتلك الأرقام، خاصة أنها تُصدر من جهات (إسرائيلية).

خطورة الاوضاع الصحية

ونبه رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، من خطورة تفشي فيروس "كورونا" بين صفوف الاسرى المعتقلين لدى الاحتلال،  بالتزامن مع تدهور الأوضاع الصحية داخل المعتقلات، في ظل استمرار الإهمال الطبي المتعمد والاستهتار (الإسرائيلي) بحياة الاسرى وبأوضاعهم الصحية.

وأوضح فروانة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنّ المعطيات والوقائع تؤكد على أنّ الأمر لا يقتصر على تردي الأوضاع المعيشية واتباع نهج سياسية الإهمال الطبي وغيره داخل السجون، وانما هناك تعمد واضح لإلحاق الاذى بحياة الاسرى واوضاعهم الصحية، للنيل منهم.

وأكد أن إدارة سجون الاحتلال لم تتخذ الإجراءات الوقائية وتدابير السلامة بتعقيم غرف السجون منذُ بدء أزمة "كورونا" في المنطقة، ما فاقم الأوضاع من سوء لأسوء الامر الذي ساعد على تسلل الفيروس إلى أجساد الأسرى العزل.

ومع ازدياد الإصابات بالفيروس في سجن "عوفر"، قال فروانة: إنّ "سجن (عوفر) بات منطقة موبوءة".

واضاف أن الاحتلال صادر عشرات الأصناف من مواد التعقيم والمواد الغذائية من مقصف السجن والتي كان يشتريها الاسرى على نفقتهم الخاصة، وهو ما يفسر أنّ (إسرائيل) تعمدت نشر الوباء بين صفوف المعتقلين.

وأبدى فروانة تشكيكه بإحصائيات الاحتلال حول إصابات "كورونا" داخل السجون، وتابع: إنّ "تقديراتنا أن العدد أكبر في ظل التعتيم الإسرائيلي".

وأشار إلى أن هناك جهود فلسطينية وتحركات على كافة المستويات بشأن أوضاع الاسرى الصعبة؛ لكنها مشتتة وتحتاج الى ترتيب وتنظيم وتكثيف مع التركيز على الاوضاع الصحية داخل السجون وخطورتها قبل وبعد "كورونا".

وطالب فروانة المؤسسات الدولية والمعنية بشؤون الاسرى بضرورة التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة الأسرى وإرسال وفد طبي دولي محايد الى السجون، لحماية المعتقلين من الوباء العالمي.

ويبلغ عدد الاسرى الفلسطينيين القابعين داخل السجون (الإسرائيلية) حاليا نحو 4700 معتقلاً، بينهم نحو 700 معتقل مريض و41 أسيرة، و180 طفلاً.

ويتزامن ذلك، تكثف قوات الاحتلال الإسرائيلي من حملات اعتقالات واسعة في الضفة المحتلة، حيثُ اعتقلت اليوم،50 مواطناً، منهم: 40 من محافظة الخليل، بينهم فتاة وسيدة، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

واعتبر نادي الأسير، اعتقال قوات الاحتلال مئات الفلسطيني "جريمة"، في ظل استمرار انتشار الوباء وازدياد حالات المصابين بين صفوف الأسرى بالفيروس.

وحذر عبر بيان، من تعرض حياة هؤلاء إلى خطر الإصابة بالعدوى، ومن تحويل الوباء إلى أداة قمع وتنكيل، عدا عن الأساليب التي يتبعها الاحتلال مع الأسرى.

وفي ظل جائحة الوباء، حمّل نادي الأسير، سلطات الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن مصير المعتقلين، خاصة أن جزءاً منهم يعانون من أمراض وهم بحاجة إلى متابعة صحية.

وتبقى فرصة ازدياد أعداد الإصابات واردة، في ظل العقوبات القاسية التي تمارسها حكومة  "بنيامين نتنياهو" المتمثلة بعدم تعقيم السجون واتخاذ التدابير الوقائية والسلامة فيها من الفيروس.

وحذرت حركة المجاهدين، من  محاولة (إسرائيل) المساس بحياة اسرانا أنه لعب في النار، وأن الأمور قد تنفجر في حال استمر العدو في الاهمال بحياة الاسرى.

وأوضح الناطق باسم الحركة يوسف أبو خريس، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ارتفاع مؤشر اصابات الأسرى في السجون الصهيونية بالفيروس، يتطلب منا خطوات عملية لردع المحتل، وتحرك عاجل قبل فوات الأوان .

وبيّن أبو خريس، أن السجون الاسرائيلية وعلى راسها سجن "عوفر" لا تصلح للعيش الادمي، وأصبحت تشكل خطرا كبيرا على حياة المعتقلين في ظل تفشي الوباء، مع عدم توفير لهم وسائل الوقاية من معقمات ومنظفات وغيرها .

وقال الناطق، إنّ "المعلومات التي تمتلكها دائرة الاسرى في الحركة عن اعداد الاصابات خطيرة والاعراض بدأت تظهر على الأسرى، مما يمثل خطرا أكبر في ظل الاختلاط الأسرى بإدارة مصلحة السجون، والاسرى ببعضهم، واكتظاظ السجون".

وشدّد أبو خريس، على أن الاحتلال يتعمد سياسية  التكتيم على نتائج فحوصات الاسرى، ليطبق قانون إعدام الاسرى الذى صادق عليه (الكنيست) الاسرائيلي سابقًا، والذي دعا له ساسة (إسرائيل).

المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الاسرى والمحررين حسن عبد ربه، أعلن أمس، إصابة الأسيرين حسن محمد شحادة وسليم محمد إدريس بفيروس "كورونا" في سجن (عوفر).

كلمات دلالية