بيت لاهيا: متطوعان يُعقمان أحياء واسعة لمنع تفشي فيروس "كورونا"

الساعة 06:26 م|05 سبتمبر 2020

فلسطين اليوم

حوّل المتطوعان حمادة زايد، وجهاد حمدونة من سكان بيت لاهيا شمال قطاع غزة، آلتهم (جرار) من رش المحاصيل الزراعية بالمبيدات الحشرية، إلى رش مواد التعقيم لمحاربة فيروس "كورونا"، لاسيما مع قلة إمكانات الجهات الرسمية في مواجهة  الوباء العالمي.

آلة الشابان المتواضعة، المعروفة باسم (اتراكتور) تحتوي على خزان بسعة 500 لتر، وبه يبدآن ملئ الخزان بمواد التعقيم اللازمة، لتعقيم شوارع البلدة الرئيسية وبعض المناطق الحيوية، يوميًا، حفاظًا على سلامة الأهالي من الفيروس القاتل.

"من واجبي الأخلاقي اتجاه مجتمعي خدمتهم في هذا الوقت العصيب، حيثُ بدأتُ بحملة تعقيم الأحياء بالماء والكلور والديتول، خاصة التي تشهد ازدحامًا للسكان، وذلك منذُ اكتشاف أول حالة مرضية بـ(كوفيد-19) داخل المجتمع"، كما يقول حمادة زايد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

ويضيف أنّه "يستخدم مواد التعقيم وفق معايير الجودة الذي حددتها جهات الاختصاص والصحة العالمية، وهي فعّالة في محاربة الفيروسات، بما فيها (كوفيد-19)، وتلائم معايير السلامة والوقاية".

يوم الثلاثاء 25 آب/ أغسطس، أعلنت وزارة الصحة بغزة عن إصابات جديدة بعدوى (كوفيد-19) داخل المجتمع، في وقت تمنع فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي إدخال المعدات والأدوات الطبية اللازمة لمحاربة الفيروس، وهو ما يشير بالخطر على صحة مليوني مواطن.

وتُحاصر (إسرائيل) غزة منذُ تولي حركة "حماس" دفة الحكم عام 2007، برًا وبحرًا وجوًا، إلى جانب أنها تفرض قيودًا على إدخال السلع والبضائع للقطاع، تحت حجج واهية، أدى إلى شبه انهيار اقتصادي ومأساة إنسانية كبيرة.

في بادئ الأمر اقتصرت أعمال المتطوعان على تعقيم البيوت في بلدة بيت لاهيا، إلا أنها توسعت مؤخرُا لتشمل تعقيم المساجد والمؤسسات والجمعيات والمحلات التجارية وأحياء واسعة، بمعدل ثماني ساعات من العمل؛ حتى يستفد أكبر عدد ممكن من المواطنين من الحملة.

ويتابع الثلاثيني من العمر: أن "تكلفة تعبئة الخزان بمواد التعقيم، وسولار الجرار خلال تعقيم الأحياء في اليوم الواحد، تقدر بـ150 شيقل"، حيثُ يدعم حملتهم ضد الوباء العالمي، أفراد وجمعيات.

وأبدى أهالي بيت لاهيا ترحيبهم الواسع بالحملة التي تساعد على حمايتهم من كابوس الفيروس، ما دفع الشاب زايد وبحافز كبير إلى الاستمرار في التعقيم، ويقول :"كانت ابتسامة الأطفال واضحة أثناء عملي، ويرددون عمو حمادة قتل الكورونا".

وأثنت المواطنة حكمت المصري على مبادرة الشابين، واعتبرتها من "النماذج المشرفة"، ووصفت أعمالهما بـ"الثروة في ظل الصعوبات التي يُعاني منها سكان القطاع".

وبتاريخ 25 آب/ أغسطس، أعلنت وزارة الداخلية بغزة على لسان ناطقها، إياد البزم، حظر التجوال في محافظات القطاع، وشمل إغلاق المحلات التجارية والمناطق العامة، "مؤقتًا"، لمعرفة المناطق الموبوءة ومحاصرة الوباء، علمًا أن قرار الحظر لا يزال ساريًا؛ حتى إشعار آخر. 

ويَشهد القطاع العديد من المبادرات الاجتماعية، التي تهدف إلى تقديم الدعم للسكان وأصحاب الاحتياجات الأساسية، للخروج من أزمة إجراءات "كورونا"، منها: توزيع طرود غذائية، وتقديم خدمات طبية وأعمال صيانة  وغيره.  

ويسعى القائمين على المبادرة الارتجالية إلى تطويرها في الأيام المقبلة، بحيث تستهدف أكبر مناطق ممكنة من أنحاء البلدة؛ حتى يتسنى لكافة السكان الاستفادة من المبادرة الارتجالية في محاربة الفيروس.

ويؤكد زايد، أنّ "لديه خطة لتطوير حملتهن وتستهدف اكبر مناطق ممكنة بمعدات أكثر جودة وفعالية وبمواد عالية التركيز".

ولا يخلو أي عمل في غزة من التحديات والعقبات، إذ أنّ عدم توافر مواد الخام بشكل كبير؛ وسولار (الجرار) لتغطية أكبر مساحة جغرافية، بسبب قلة الموارد المالية، وتعتبر من أكبر التحديات التي تواجه مباردة زايد وحمدونة، حاليًا.

وطالب من الجهات المعنية بضرورة "توفير تلك الأدوات والمعدات اللازمة، لاستمرار تعقيم المناطق".

ويشدّدان على ضرورة أن "يتحلى المجتمع بالمسؤولية، وأن يلتزم بإجراءات الوقاية والسلامة بالتعليمات الصادرة من جهات الاختصاص؛ لمواجه الوباء بكل وعي وحكمة وقدرة".

ولا تزال وزارة الصحة بغزة تحذر من خطورة الوضع الصحي في القطاع، خاصة مع ازدياد اصابات فيروس "كورونا" داخل المجتمع، ووجود نقص حاد بالمعدات والأدوات والمستلزمات الطبية لأقل من النصف، بسبب تشديد (إسرائيل) من حصارها على غزة.

وبحسب صحة غزة، فقد بلغت إجمالي إصابات "كورونا" منذ مارس الماضي حتي اليوم السبت الخامس من سبتمبر، 807 حالة، منها: (687 من المجتمع و 26 من العائدين)، وتعافى 89 مريضًا، فيما بلغ عدد الوفيات إلى خمسة حالات (4 من داخل المجتمع، حالة من العائدين).

يسيسي.PNG

لبلبلبلبلب.PNG

 

قققق.PNG

التقاطلبلبلبل.PNG

 

التقاطdddd.PNG

049e79c3-d3ec-426c-bc8b-3c4929b33ebe

 

كلمات دلالية