دعوية الجهاد تضع خطة ذهبية لتحويل البيوت إلى دور عبادة ومنارة للعلم في ظل كورونا

الساعة 12:30 م|31 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

نشرت اللجنة الدعوية العامة لحركة الجهاد الإسلامي خطة ذهبية من أجل تحويل البيوت إلى دور للعبادة ومنارة للعلم في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة.

وقال مسؤول اللجنة الدعوية العامة في حركة الجهاد الإسلامي أ. وليد حلس "أبو يحيى": "إن القلوب المتعلقة ببيوت الله عز وجل تتفطر وتتألم مرة أخرى من إغلاق المساجد، ورجل قلبه معلق بالمساجد لكنها الضرورة الشرعية الواجبة لحفظ النفس، وإن الضرورات الشرعية من أولويات ديننا الحنيف الذي يقدم النفس البشرية على ما سواها حتى في العبادات، لأن سلامة الأبدان مقدمة على سلامة الأديان".

وأضاف: "إنَّ الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة والاستجابة لتعليمات وتوجيهات الجهات المختصة لمواجهة الفايروس تعتبر ضرورة وطنية وفريضة شرعية يؤجر المرء عليها لأنه يحمي نفسه وأسرته وشعبه من التهلكة ويؤثم المخالف لأنه يعرض نفسه وأسرته ومجتمعه للخطر والضرر".

وتابع قوله: "إنَّ المرء المسلم وكل رب عائلة باستطاعته أن يغتنم الأمر، وأن يحوِّلَ بيته إلى روضة من رياض العلم، ومسجداً يذكر فيه اسم الله كثيراً، لا سيما أن أوقات المحن والشدائد تدعو الإنسان المسلم للتقرب من ربه عز وجل والالتجاء إليه بالطاعة والدعاء بأحب الأعمال التي أخلص بها لله تعالى كأصحاب الصخرة التي أغلقت عليهم ودعوا الله بصالح أعمالهم لتفريج الكرب ورفع البلاء".

وأشار إلى أنه على جميع المسلمين أن يجعلوا بيوتهم منارة للعلم ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم وتثبيته وتعلم أحكامه ومراجعته ويقع على عاتق كل مسلم اليوم أن يكون قائداً ربانيا في بيته، فعليه أن يصلي مع أسرته الصلوات الخمس جماعة وعلى وقتها، بدعاء قنوت النوازل لرفع الغمة عن الأمة.

وأكد على أن الأسرة المسلمة عليها أن تُعد جدولًا وبرنامجًا متنوعًا لقضاء أيام الجلوس في البيت، وأن يحتوي الجدول الايماني على أمور مهمة، منها: الصلاة على أوقاتها جماعة مع الأسرة، وإقامة حلقات وجلسات الذكر والدعاء والتفسير لآيات القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه أو الاستماع لذلك بالوسائل المختلفة وقيام الليل والمداومة على السنن الراتبة وخاصة صلاة الضحى وصيام التطوع والنافلة بقدر المستطاع وبلا إكراه.

وأكد أ. حلس على أهمية التناوب في تقديم الدروس والمواعظ بين الزوج والزوجة والأولاد لتدعيم ثقتهم بأنفسهم وتنمية قدراتهم الإيمانية واكتشاف مهاراتهم الإبداعية والتنوع في تقديم البرامج بحيث يتضمن بعض الأنشطة الترفيهيه وطرح الأسئلة الثقافية والدينية وسرد القصص القرآنية والمعلومات العامة والهامة بين الأبناء، وممارسة بعض التمارين والأنشطة الرياضية لعدم الشعور بالملل والكآبة وجلسات السمر والمرح  مع الأبناء فيما هو مفيد ونافع ومثمر. 

ولفت إلى أن فرصة المكث في المنزل ثمينة من الناحية الاجتماعية، إذ أنَّها جاءت لتعويض رب العائلة عن ما سرقته الأيام وأوقات العمل والغياب عن المنزل، فإنَّ الجلوس في المنزل باب جيد لاستماع الأب لأبنائه وزوجته ومشاكلهم، وفرصة للإقتراب منهم أكثر، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " .

وبين أن رب العائلة تقع عليه مهمة ومسؤولية أكبر من ذي قبل، إذ عليه أن يذاكر ويراجع لأبنائه بعد أن انقطعوا عن الدراسة بسبب الإغلاق الاحترازي ويراقب ويتفقد أحوال أبنائه.

وقال: "من الأهمية بمكان أن يتضمن هذا البرنامج والجدول فضيلة صلة الأرحام والعلاقات الاجتماعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية التواصل مع الأقارب والأصحاب لنشر وبث الطمأنينة في المجتمع وعدم الانجرار وراء الإشاعات المغرضة والمحبطة، فإنَّ نشر روح الطمأنينة والسكينة مهم جداً لرفع المعنويات وتقويه جهاز المناعة، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا" .

وحذر أ. حلس من تضييع أوقات الفراغ فيما لا يُرضي الله عز وجل ويغضب وجهه الكريم خاصة في أوقات المحن، كتضييعها على ألعاب الببجي وغيرها من الألعاب المهلكة والمدمرة لشبابنا وأبنائنا والمسلسلات، والأفلام، إلا الهادفة منها والمفيدة، والحذر من النوم الكثير، والاستماع إلى الأغاني الماجنة والهابطة والجلوس مطولا علي الجوال والخمول والكسل لأنه مدمر وأخطر من الوباء نفسه وما إلى ذلك، لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اغتنم خمساً قبل خمس منها فراغك قبل شغلك " .

وشدد على أن رب العائلة أصبح اليوم بمثابة جهاز رقابة الدولة في البيت فعليه أن يكون أميناً على أوقات أبنائه وأسرته، في هذا الوقت وفي كل وقت وحين، وأن هذا الأمر ليس بالمستحيل أو الغير ممكن بل هو يسير على من يسره الله عليه.

وأضاف مسؤول اللجنة الدعوية لحركة الجهاد الإسلامي: "علينا أن لا ننسى بأن هناك لنا أبناء وإخوة أعزاء خلف القضبان وفي السجون والمعتقلات يقضون أحكام بالمؤبدات منهم من قضى السنوات الطوال في العزل الانفرادي وما أدراك ما العزل الانفرادي، نسأل الله عز وجل بأن يفرج عنهم الكرب ويفك أسرهم ويطلق سراحهم ويمن عليهم بالحرية، وآخرين مرضى يقضون الأيام والشهور العصيبة في المستشفيات نسأل الله عز وجل لهم الشفاء ولجميع مرضى المسلمين".

 

 

كلمات دلالية