"الشائعات" لا تقل خطورة عن "جائحة كورونا"

إعلامي: توفير المعلومات الرسمية عبر التجاوب السريع مع الصحفيين يحد من شائعات كورونا

الساعة 08:15 ص|31 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

مع الإعلان عن أول إصابة بفيروس كورونا داخل المجتمع الغزي انتشرت عشرات المعلومات الخاطئة المصاحبة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والناتجة عن خلط الحقائق وترويج الشائعات والأخبار المزيفة، وهو ما أدى لزيادة الارتباك والقلق والرهاب في صفوف المواطنين في غزة.

واحتلت مواقع التواصل الاجتماعي المركز الأول في نشر المعلومات الخاطئة، والشائعات والاخبار المزيفة، وتمثلت خطورة الشائعات المتداولة على تلك المواقع، بقدرة الأخيرة على الوصول إلى أعدادٍ كبيرة من الجمهور.

ويرى الإعلامي صالح المصري رئيس تحرير وكالة فلسطين اليوم الإخبارية أنَّ الشائعات، والاخبار الكاذبة، والمعلومات المزيفة، لا تقل خطورة عن جائحة كورونا (كوفيد_19)، كون الشائعات ثير حالة كبيرة من الذعر والارتباك بين الناس.

وذكر المصري أنَّ سلسلة من الشائعات والأخبار الكاذبة ترافقت مع ظهور أول حالة كورونا داخل المجتمع في غزة، مشيراً إلى أنَّ كثيراً من المعلومات الكاذبة التي انتشرت كانت تتعلق بالأرقام، والإحصائيات، والمعلومات، وبؤر التفشي، وأسماء لمصابين.

وشدد المصري على أنَّ الشائعات والمعلومات الكاذبة وصلت إلى كثير من الناس، كونها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتميز بقدرتها على الوصول إلى أعدادٍ كبيرةٍ من المستخدمين والقراء.

وأوضح المصري أن الشائعات من شأنها أن تترك آثاراً مدمرة على النسيج المجتمعي، وتخلق حالة كبيرة من القلق، والارتباك، وتؤدي إلى خلق مشكلات عديدة لدى الناس على الصعيد المجتمعي، مشدداً على أنَّ آفة الشائعات والأخبار المزيفة لا تقل خطورة عن جائحة كورونا بالنظر إلى التداعيات الخطيرة للشائعات.

وذكر المصري أنَّ الشائعات غالباً ما تنتشر في الأزمات مثل انتشار الأوبئة، والحروب، والخلافات السياسية، كون الناس تهتم بمثل تلك الأخبار التي تتعلق بمصيرها، مشيراً إلى انَّ هناك نوعين من الشائعات من ناحية القصد، النوع الأول شائعات ومعلومات كاذبة "غير مقصودة" تنتشر ويتم تداولها عن سوء فهم وجهل، والنوع الثاني شائعات "متعمدة ومقصودة"، ولها هداف محددة.

وأوضح أن الشائعات التي رافقت أزمة كورونا في غزة كانت من النوع الأول الناتج عن السرعة في تداول الاخبار عبر السوشال ميديا، والنقل عن مصادر غير موثوقة، وغير رسمية.

وأشاد المصري بدور الإعلام الفلسطيني في مواجهة الشائعات، وقطع الطريق على مثيريها، من خلال نشر ونقل الحقائق الدقيقة والموثوقة عن الجهات الرسمية، قائلاً: "الأزمة التي يعيشها شعبنا المتمثلة بوباء كورونا، والتصعيد الإسرائيلي، يحتم علينا الإلتزام بالمسؤولية الاجتماعية والمهنية، والإلتزام بقواعد وضوابط النشر الصحيحة، والإلتزام بأخلاقيات المهنة".

وأضاف المصري: "الإعلامي الفلسطيني كان على الدوام يقف إلى جانب شعبه في كل الازمات، وكان الإعلامي الفلسطيني ينحاز دائماً إلى قضيته وشعبه، ويلتزم بنقل المعلومات الدقيقة والصحيحة، ويواجه الشائعات بكل أنواعها سواء المقصود أو غير المقصودة".

ودعا المصري إلى الانخراط في خطة إعلامية وطنية إستراتيجية متكاملة للتعاطي مع جائحة كورونا، وأن تتضافر كل الجهود في تلك الخطة لمواجهة الشائعات، خشية من أن تؤثر الأخطاء المتكررة، والشائعات المتعددة، والمعلومات المزيفة على الجمهور، وتربك الساحة الفلسطينية، وخاصة في غزة التي تواجه ازمة كورونا.

وأشار المصري إلى أهمية النقل عن مصادر الأخبار الرسمية والموثوقة، وعدم تداول أي خبر دون مصدر واضح، وموثوق ورسمي.

كما، ودعا الجهات الإعلامية الرسمية والجهات المسؤولة ذات الصلة بضبط مثيري الشائعات، ومن يروجون أخبار مزيفة لا أصل لها، ومحاسبتهم وفق القانون.

وشدد المصري على أهمية تكامل الأدوار بين المؤسسات الإعلامية والجهات الحكومية الرسمية في مواجهة الشائعات وإحباطها، مشيراً إلى انَّ التواصل الدائم وفتح خطوط ساخنة بين الصحفيين والمؤسسات الحكومية، وتوفير المعلومات والأرقام والإحصائية الدقيقة الواضحة والسريعة، يقطع الطريق على مثيري الشائعات، وبعض الصفحات التي تقدم أخباراً غير صحيحة.

كلمات دلالية