أزمة الكهرباء تشكل خطراً على حياة مرضى الكلى في قطاع غزة

الساعة 06:33 م|23 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

أضافت أزمة الكهرباء المتفاقمة في قطاع غزة معاناة جديدة الى مرضى قطاع غزة الى جانب معاناتهم من المرض، لا سيما اولئك الذين يحتاجون الى اجهزة تنفس صناعي و اجهزة غسيل الكلى، بالإضافة الى الاطفال الخدج الذين يحتاجون الى البقاء في الحضانات.

و يخشى هؤلاء المرضى من استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، لا سيما مرضى غسيل الكلى الذين يحتاجون الى غسيل للكلى ثلاث مرات اسبوعياً.

و توقف عمل محطة توليد الكهرباء بكامل قدرتها الإنتاجية قبل عدة أيام، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود اللازم لتشغيلها في إطار قرارته الأخيرة بتشديد الحصار، في حين اقتصرت ساعات الوصل على 4 ساعات مقابل 16 ساعة فصل.

المريض زياد الهسي، يجلس على سرير غسيل الكلى في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، و يساوره القلق على حياته جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي، و تأثيره على الاوضاع الصحية للمرضى.

و يقول الهسي: "هناك نحو 600 من مرضى غسيل الكلى في قطاع غزة، نحتاج لجلسات غسيل 3 مرات اسبوعيا، حيث تستمر الجلسة الواحدة نهو اربع ساعات متواصلة".

و أوضح أنه لديه مضاعفات صحية أخرى تتطلب جهاز اكسجين في المنزل، مشيراً الى أن انقطاع الكهرباء يعرض حياته للخطر في أي وقت.

و طالب الهسي بفتح المعابر و ادخال الوقود لتشغيل محطة الكهرباء، لافتاً الى أن مرضى الكلى على وجه الخصوص يحتاجون الماء البارد للشرب، و ان هناك صعوبة في توفيره في المنازل بسبب انخفاض ساعات وصل الكهرباء.

و لفت الى أن الموت في أي لحظة يواجه جميع المرضى في قطاع غزة، خصوصاً أنهم يحتاجون الى علاجات غير متوفرة بشكل مستمر في القطاع، نتيجة لإغلاق المعابر و منع ادخال الادوية و المستلزمات الطبية.

 المريضة (م.أ)، التي تعاني من أزمة و فشل كلوي، و عدة أمراض أخرى، أوضحت بأن ازمة الكهرباء تشكل خطراً حقيقياً على حياتها و جميع المرضى.

و لفتت الى أنها تحتاج لجلسات غسيل كلى ثلاث مرات اسبوعياً، كما انها تحتاج لجهاز الاكسجين الذي يعمل على الكهرباء، لكي تبقى على قيد الحياة.

و لفتت الى أن مريض الكلى بالذات يخضع لجلسات غسيل تمتد لأربع ساعات، مشيرة الى أن انقطاع الكهرباء يثير مخاوفها من توقف العمل في قسم غسيل الكلى في المستشفى، و بالتالي تخسر حياتها، مطالبة بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر و ادخال الوقود لتشغيل محطة الكهرباء.

و عبرت المريضة عن حالة البؤس التي يعيشها سكان القطاع، من جراء الحصار الاسرائيلي المفروض عليه منذ نحو 13 عاماً، مشيرة الى أن الاف الشباب حرموا من فرص العمل، و ليس لديهم ادنى مقومات الحياة.

بدوره عبر والد الطفلة رؤى ديب، و التي تعاني من الفشل الكلوي عن خوفه على حياة ابنته جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، مؤكداً بأن حياة مريض الكلى و احتياجاته تختلف عن حياة أي شخص عادي، لانه يحتاج الكهرباء في كل جزء من حياته.

و طالب ديب بحل جذري لمشكلة الكهرباء، دون وعودات غير مجدية، حتى يتمكن الناس من العيش حياة سليمة.

و قال إن موضوع الكهرباء موضوع شائك، و يشكل خطراً على كل المرضى.

و أضاف: "هناك خوف يساورنا من ان يأتي يوم و تتوقف الاجهزة عن العمل في أي لحظة بسبب الكهرباء، و يفقد المرضى حياتهم.. سئمنا من كل الوعود و الحلول بدون نتائج".

و طالب ديب بحل مشاكل قطاع غزة رزمة واحدة، مشيراً الى أن سكان القطاع يحتاجون لحياة صحية سليمة كباقي البشر.

و كان الناطق باسم وزارة الصحة، الدكتور أشرف القدرة، حذر من أن انقطاع التيار الكهربائي يهدد حياة "الأطفال الخُدّج في الحضانات ومرضى العنايات المركزة والفشل الكلوي".

وأوضح أيضا أنه يهدد بوقف "العمليات الجراحية والولادات القيصرية".

وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حصارا مشددا على قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، منذ كانون ثاني/يناير 2006.

وتسبب الحصار بزيادة كبيرة في معدلات الفقر والبطالة علاوة على إضعاف القطاع الصحي بشكل كبير، بحيث يعاني بشكل متواصل من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، حسب بيانات رسمية.

كلمات دلالية