أذل نتنياهو فكان قرار الاغتيال..

اعلام الاحتلال: ابو العطا كان مرعبًا للمستوطنين وذكيًا جدًا في مناورة جيش الحرب

الساعة 07:16 م|22 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

نشرت صحيفة جيروزلم بوست الإسرائيلية اليوم السبت، تقريرًا مطولًا عن خطورة قائد أركان المقاومة الشهيد بهاء أبو العطا على دولة الاحتلال الإسرائيلي كاشفة عن محاولتين فاشلتين لاغتياله كما تحدثت عن تفاصيل عملية الاغتيال الدقيقة جدًا.

ووفقًا للتقرير الإسرائيلي، فإن القائد أبو العطا كان أقوى رجل في قطاع غزة، موضحًا بأن جميع من عرف أبو العطا من المستوطنين والجيش "الإسرائيلي" كان يخافه جدًا فكان اسمه مرعب للجميع.

وأوضحت أن أبو العطا كان محبوبًا للناس في غزة، وهو ذكيٌ جدًا فلم يترك أسبوعًا يمر من مسيرات العودة على حدود غزة إلا ويطلق صاروخًا او يطلق طلقة قناصٍ تجاه الجنود، الأمر الذي دفع حكومة نتنياهو للتفكير في التخلص منه.

 

محاولتان فاشلتان لاغتيال القائد بهاء أبو العطا

ولفتت إلى أن جيش الاحتلال حاول اغتياله مرتين لكن الجيش فشل فشلًا ذريعًا، مشيرة إلى أن المرة الأولى كانت عام 2012 عندما تجمع قادة الجهاد الإسلامي في مبنى سكني وأطلقت طائرات الاحتلال صاروخًا تجاه تلك المجموعة لكن أبو العطا نجا بأعجوبة.

والمرة الثانية في حرب 2014 عندما أقدم جيش الاحتلال على قصف منزله في مدينة غزة وهذه رسالة واضحة من "إسرائيل" إلى "أبو العطا" وتقول الصحيفة: "الجيش أراد أن يقول له إننا نعرفك ونعرف ماذا تفعل؟".

وأشارت الصحيفة إلى أن خطر أبو العطا لم يتوقف مطلقًا فقد تسبب في إحداث مشاكل كبيرة لإسرائيل لفترة طويلة جدًا، حيث وصفه الشاباك الإسرائيلي بـ"مثير الشغب"، لاسيما وأن كل هجوم صاروخي على مستوطنات "غلاف غزة" منذ عام 2019 كان يتم تنفيذه على يد ابو العطا ورجاله.

وبينت الصحيفة إلى أن الناس في قطاع غزة أحبت هذا الرجل بشكل كبير لأنه من أقوى الرجال في غزة وكان المهاجم الرئيسي ضد "إسرائيل".

في شهر أكتوبر عام 2019 قدمت جمهورية مصر دعوة رسمية إلى بهاء أبو العطا، فهذه الدعوة كانت مرحلة جديدة في حياته، فهو لم يعد قائد ميداني فقط، بل أصبح شخصًا مهمًا للمخابرات المصرية من أجل الحديث معه مباشرة حول تهدئة التوتر على حدود غزة "وفقًا للصحيفة".

وكانت إسرائيل تحاول أن تجعل من اطلاق الصواريخ أو رصاص القناص على حدود غزة "مصدر ازعاج فقط" لكن تلك المحاولات من أبو العطا استفزت جيش الاحتلال الذي كان يسعى لوقف اطلاق النار على المدى البعيد مع غزة.

وبعد تكرار اطلاق الصواريخ وقنص الجنود أصبح من الصعب على حكومة نتنياهو القبول بذلك، لكن أبو العطا كان ذكيًا، كان يعلم بان إسرائيل ستلاحقه، لذلك غير منزله أكثر من مرة تجده مرة ينام في المنزل ومرات لا يصل المنزل فهو يختفي ربما يكون في "القبو" كما تقول الصحيفة.

 

أذل نتنياهو فكان قرار الاغتيال

وأكدت الصحيفة أن الأمر الذي حسم مصير "أبو العطا" هو اطلاق الصاروخ في منتصف سبتمبر أيلول 2019 عندما كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في مدينة أسدود المحتلة، واثناء حديث نتنياهو مع الناخبين انطلقت صافرات الانذار وهرب نتنياهو إلى القبو خشية من صاروخ "أبو العطا".

صورة نتنياهو بعد هروبه من المنصة الانتخابية كانت سيئة جدًا وكان نتنياهو غاضبًا لذلك اتخذ قرارًا نهائيًا باغتيال ابو العطا.

ففي نهاية شهر أكتوبر 2019 عقد نتنياهو جلسة أمنية للوزراء وتحدث مطولًا عما فعله القائد بهاء أبو العطا من اطلاق النار والصواريخ وطائرات محملة بالمتفجرات وخطورة ما يفعله أبو العطا حينها اتخذ القرار بالإجماع على اغتياله.

وعلى الفور تم استدعاء رئيس مركز الهجوم في المنطقة "الجنوبية" ويدعى "يسخار" ومنحه كافة المعلومات اللازمة لتنفيذ عملية اغتيال ابو العطا، ومنذ تلك اللحظة أصبحت حياة القائد بهاء مطبوعة ومعلومة لدى يسخار، عندما يستيقظ "أبو العطا يستيقظ يسخار وعندما يخرج من منزله يتابعه يسخار بشكل دقيق.

 

تفاصيل عملية الاغتيال

بدأ يسخار بإعداد الخطة لاغتيال القائد أبو العطا، وتزعم الصحيفة الإسرائيلية بأن هناك ثلاثة أسئلة يجب الاجابة عليها من قبل يسخار وهي متى يمكن تنفيذ الهجوم في الليل أم في النهار؟ ما هو نوع السلاح المستخدم لتنفيذ المهمة؟

وعلى مدار اسبوعين من المراقبة الشديدة للقائد أبو العطا عرف يسخار حياة القائد أبو العطا بشكل دقيق جدًا وتعرف على البيوت الآمنة التي كان يتردد اليها كما تعرف على موعد تناوله للطعام؟.

وبعد أن ايقن يسخار بأن القائد أبو العطا كان يقضي جل وقته في منزله وبين اسرته اتخذ قرار مكان الهجوم لكن واجهت يسخار مشكلة مخطط الشقة، والغرفة التي ينام فيها وعدد الأشخاص الآخرين الذين أمضوا الليلة معه.

واستعان يسخار بوحدة 9900 (متخصصة في الاستخبارات البصرية) لمساعدته في الكشف عن مخطط دقيق للمنزل وعن بناء المنزل وكم غرفة داخل الشقة لتنفيذ عملية الاغتيال بشكل متقن.

وخاض الفريق الموكل باغتيال القائد أبو العطا العديد من الاجتماعات لمعرفة أخر الأخبار التي وصلت إليه الخطة، حيث أن أحد الضباط قال: "أنا لا أنام جيدًا فالهمة التي خططنا لها فرصة نجاحها 90% ".

الساعة الرابعة من صباح يوم 12 نوفمبر / تشرين الثاني، حلقت طائرة F-15 فوق أجواء قطاع غزة وبدأت العملية بالتنفيذ الفعلي، وكانت عمليات المراقبة مكثفة ومشددة داخل غرفة تنفيذ المهمة، وأعطى يسخار الضوء الأخضر للطيار بإسقاط الصاروخ الأول، ثم أطلق الصاروخ الثاني بعد ثانية واحدة  للتأكد من اغتيال أبو العطا بشكل لا شك فيه.

لم يهدأ يسخار منفذ عملية الاغتيال فقد أصبح يُعد العدة لمواجهة حركة الجهاد الإسلامي التي سترد ردًا قاسٍ على اغتيال قائدها في غزة.

 

كلمات دلالية