انقطاع الكهرباء تربك المواطن وتدفعه لخيارات مُكلفة

الساعة 01:05 م|22 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

تسبب الجدول الجديد للتيار الكهربائي القائم على 4 ساعات وصل مقابل 16 ساعة قطع، إلى إرباك المواطن في قطاع غزة، في جميع مناحي الحياة، خاصة وأن ارتفاع الحرارة في ظل فصل الصيف، بحاجة إلى تيار كهربائي دائم، للتهوية والتبريد لتلطيف درجات الحرارة، وهو ما دفع المواطنين إلى اللجوء إلى خيارات أخرى، بينما لم يتمكن آخرون من فعل شيء.

ثلاجات المواطنين أضحت شبه فارغة جراء تلف الأغذية لعدم قدرة الثلاجة على حفظ الأغذية خلال ساعات الوصل، لاسيما اللحوم منها، وهو ما كبد المواطن خسائر اقتصادية، ودفعهم للاعتماد على إعداد الطعام يوماً بيوم من السوق، كذلك تسبب انقطاع التيار الكهربائي إلى لجوء المواطنين الى شاطئ البحر خاصة يومي الخميس والجمعة للهروب من حر البيت الى الشاطئ.

المواطنة ليلى أحمد، أعربت عن تذمرها الشديد من جدول الكهرباء الذي شل حياتها وحساباتها، وأصبحت غير قادرة على شراء الأغذية وحفظها في الثلاجة، بعد أن القت باللحوم المخزنة في الثلاجة سابقاً الى سلة المهملات جراء تلفها، إضافة إلى أن ارتفاع الحرارة والرطوبة يشكل ازعاجاً لها لعدم قدرتها على تشغيل المراوح، وأن ما لديها من بطاريات، لا تقوى على العمل لمدة 16 ساعة متواصلة.

وأوضحت، أنها تعتمد يومياً على شراء "طبخة اليوم" من السوق، وبكمية تفي لليوم نفسه، لان أي زيادة سيكون مصريها المهملات، في ظل عدم قدرة الثلاجة على حفظ الأغذية في 4 ساعات وصل كهرباء.

وقالت:" حياة الإنسان مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالكهرباء، إضافة إلى أنه بدون الكهرباء يبقى البيت في حالة شلل. وتابعت، أنها لجأت للاشتراك في خط كهرباء جديد (المولدات الكهربائية) وسعر الكيلو الواحد بـ 4 شواقل، وخصصته فقط للتهوية والإنارة، لتتمكن من تدريس أبنائها ومراجعة دروسهم. وتمنت أن تنتهي الأزمة قريباً، لأنها لن تستطيع الاستمرار في الاعتماد على خط الكهرباء عبر المولدات المنشرة في القطاع، نظراً لتكلفته العالية.

في ذات السياق، تذمر المواطن يحيى عبد القادر من تراجع ساعات وصل الكهرباء بشكل كبير، والذي ألقى بضلاله على المياه، حيث أن ساعة وصول المياه تكون فيها الكهرباء مقطوعة لديه ولا يقدر على رفعها للخزانات، الأمر الذي أدخله في أزمة مياه إلى جانب أزمة الكهرباء.

وقال: كل شيء مرتبط بالكهرباء، وبدونها يكون الانسان عاد للعصر الحجري، واصفاً الواقع بالعصيب جداً، متمنياً انتهاء ازمة الكهرباء والمياه في القريب العاجل.

وأضاف، أن الكهرباء تزيد الأعباء الاقتصادية عليه، ويصبح الاستهلاك من البطاريات أكبر بكثير من الوقت الطبيعي. مشيراً إلى أنه في بعض الأوقات تنفذ البطاريات بالكامل التي يستخدمها للإنارة.

وأشار إلى أنه اصطحب عائلته إلى شاطئ البحر يوم الخميس، هرباً من حر الصيف.

وتعد أزمة الكهرباء الحالية، ليست الأولى فقد سبقها عشرات الأزمات وعلى مدار فترات طويلة، جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وحصاره لقطاع غزة، وإغلاقه المعابر وعدم سماحه للوقود بالدخول للقطاع في محاولة منه لكسر إرادته، الأمر الذي لم يتم ويصر الشعب على مقاومة العنجهية الإسرائيلية لترسيخ استراتيجية القصف بالقصف، والضغط بالضغط، والحصار بالحصار.

وقبل نحو أسبوع، أقدم الاحتلال على منع الوقود لدخول القطاع، بسبب اطلاق الشباب الثائر البالونات الحارقة والمتفجرة على المستوطنات المجاورة لقطاع غزة، رداً على عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي بالتفاهمات، وهو ما أدى الى تصعيد الوضع الأمني، ووصول الوفد الأمني المصري لقطاع غزة لتهدئة الأوضاع، إلا أنه لم يرد على مطالب المقاومة بعد حمله جملة من المطالب للجانب الإسرائيلي، كما سيصل السفير القطري محمد العمادي للقطاع خلال الأسبوع الجاري، لتهدئة الأوضاع ، وتراجع الاحتلال عن إجراءاته ضد القطاع ، والسماح بدخول الوقود ومواد البناء والأموال للقطاع.

كلمات دلالية