تحليل: تهديدات المقاومة للاحتلال.. فرض لمعادلة جديدة ورسائل بين السطور

الساعة 11:45 ص|22 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

يشهد قطاع غزة للأسبوع الثاني على التوالي ، حالة من التوتر والتصعيد مع الاحتلال "الاسرائيلي" وتهديدات بين الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في غزة والتي أعطت موقفاً واضحاً بشأن جولة التصعيد الحالية وإصرارها على الرد فوراً على اي حماقة يقترفها الاحتلال ومواصلة التهديدات والحديث عن استمرار الوساطة الثلاثية من مصر وقطر والامم المتحدة .

الوضع الامني في قطاع غزة واستمرار اطلاق البالونات الحارقة ، وقصف مدفعية الاحتلال لنقاط ضبط ميداني دون الرد بغارات على مواقع المقاومة ، ترك المجال للتساؤلات حول سبب عدم رد الاحتلال الليلة الماضية وربطها ببيان الغرفة المشتركة ،  أم ان السبب لترك المجال امام الوساطات لتوصل لاتفاق بشأن التهدئة.

اياد القرا كاتب ومحلل سياسي أعتبر أن بيان الغرفة المشتركة الذي صدر بالأمس من قبل فصائل المقاومة بشأن الرد بشكل فوري على اي انتهاك من الاحتلال " تصريح غير مسبوق منذ عامين وخاصة بعد مسيرات العودة، ويعلن عن عودة عمل الغرفة المشتركة بشكل قوي وفعال ، حيث ان الغرفة المشتركة نفذت ثم تحدثت .

وأكد القرا خلال تصريحات خاصة ان بيان الغرفة المشتركة بالأمس حمل اكثر من رسالة أولها  أن الجولة الحالية مرتبطة بكسر الحصار عن قطاع غزة وتأتي في توقيت بعد زيارة الوفد المصري لتكون النتائج واضحة انه لا تقدم حتى اللحظة في المباحثات، اما عن الرسالة الثانية ان هناك اجماع بالرد الحاسم من قبل الغرفة المشتركة بطريقة منسقة .

وتابع: الرسالة الثالثة ان الفصائل تضرب بطريقة موحدة وتلحق أضراراً بالإحتلال على قاعدة "ان عدتم عدنا" دون ان يعلم الاحتلال عن الجهة المسؤولة عن التصعيد ، مشيراً الى انه اذا نفذ الاحتلال تهديداته فإن بقعة الزيت قد تتسع .

 وقال " بعد تهديدات المقاومة أصبح الاحتلال أكثر حذراً حينما يقوم بعمليات قصف حيث ان ذلك اصبح غير مقبول للمقاومة بالقصف ، متوقعاً ان هذه الحالة قد تعيد ترتيب المعادلة" .

وشدد القرا على ان تهديدات المقاومة يجعل الاحتلال يفكر ألف مرة اذا كان لديه قرار بالحرب ، موضحاً ان الاحتلال لا يفكر بالذهاب للحرب لعدة اسباب ، منها حالة الضجر من مستوطني غلاف غزة لما يجري على تصعيد متقطع ، وثانيها انتشار "كورونا" إضافة الى مسيرات الاحتلال ضد نتنياهو ، والتفاعلات الاقليمية التي لا تحتمل الذهاب الى حرب ، واي قرار بالحرب بحاجة الى قرار سياسي "اسرائيلي" واضح .

تهديدات المقاومة وجدت ضالتها لدى الاحتلال حيث انه امتنع عن الرد الليلة الماضية واكتفى صباح اليوم  بقصف نقطتين للضبط الميداني ، خشية من رد المقاومة وترجمة تهديداتها بأن القصف سيقابل بالقصف.

المحلل العسكري الإسرائيلي أمير بوخبوط، إن الهجوم الإسرائيلي صباح اليوم السبت، على مراصد المقاومة في خانيونس ورفح بالدبابات، هو وقت "يشتريه" جيش الاحتلال الإسرائيلي من أجل عدم التدهور إلى مستوى آخر، للوضع على الحدود، الذي هو بالفعل متوتر للغاية.

وزعم المحلل أن عدم الرد على الهجمات الليلة الماضية للسماح للمفاوضات التي تجري خلف الكواليس بالمضي قدماً وربما الوصول إلى حل ولو مؤقتاً للأزمة ، مبيناً أن هناك مفاوضات متقدمة مع حماس بوساطة مصرية وتستغرق وقتاً.

كلمات دلالية