طعنة في الخاصرة

وقفة: التطبيع الإماراتي الإسرائيلي أحد مشاهد "صفقة القرن" التهويدية

الساعة 02:00 م|17 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

"التطبيع ليش ليش.. وإحنا تحت رصاص الجيش"، بهذه العبارات نددت الأطر والهيئات الشبابية في قطاع غزة، الاتفاق الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي الاماراتي، بشأن التطبيع، والذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس الماضي.

وجاء ذلك، خلال وقفة نظمتها الأطر الشبابية بعنوان "الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي تساوق مع صفقة القرن، وطعنة في قلب القضية الفلسطينية"، عند مفترق (رمزون الأزهر) وسط مدينة غزة، رفضًا للتطبيع الاماراتي الإسرائيلي، والذي اعتبرته "خيانة في خاصرة القضية الفلسطينية".

وشدّد المشاركون، على رفضهم لكافة مظاهر التطبيع مع (إسرائيل)، وانها أحد مشاهد "صفقة القرن"، حيثُ شارك في الوقفة، "كوادر الأطر الشبابية ومثقفين واكاديميين"، فيما رفعوا شعارات ولافتات تناهض أي تعاون مع الاحتلال.

وضمن تعزيز التطبيع، أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم، أنه يسعى ويعمل من أجل تأمين رحلات طيران مباشرة من (إسرائيل) إلى دولة الإمارات عبر أجواء المملكة العربية السعودية.

واعتبر بيان الأطر الشبابية، الذي تلاه عزالدين علي، اتفاق التطبيع بين أبو ظبي و(تل ابيب)، "جريمة نكراء، وخيانة عظمى لقضية العرب والمسلمين الأولى"، عادًا ذلك استكمالاً لتنفيذ مخطط الحركة الصهيونية، التي عملت منذُ نشأتها على تشريد الفلسطينيين لإقامة الدولة اليهودية.

وأكد علي، أن الخطوة الإماراتية في الإعلان عن التطبيع الرسمي لم تكن مفاجئًا للشعب الفلسطيني؛ بل كانت بوادرها بادية في "انغماس أبو ظبي في وحل التطبيع مع الاحتلال والعلاقة الوطيدة والمشبوهة مع أمريكا، وفي مواجهة قوى التحرر في المنطقة العربية".

وشدّدت الأطر الشبابية، على نهوض جميع القوى الوطنية والإسلامية من الكبوة وتعيد للنضال الوطني وجهه المشرق، وأنه آن الأوان لسد الثغرات وإنهاء الانقسام الفلسطيني، لمواجهة مشاريع التطبيع العربي مع الاحتلال.

ومنذُ إعلان ترامب عن اتفاق التطبيع، خرج مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني في كافة عموم أرجاء الوطن وتحديدًا في الضفة المحتلة وقطاع غزة، لتنديد ما وصفوه بأنه "طعنة جديدة في حقوق والثوابت الفلسطينية، وتشجيع حكومة نتنياهو على ارتكاب المزيد من الجرائم بحقهم".

خنجر مسموم

من جهته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي عرفات أبو زايد، خلال مقابلته مع وكالة "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عملية التطبيع بمثابة "خنجر مسموم في خاصرة القضية الفلسطينية، والأمة العربية والإسلامية"، على اعتبار أن فلسطين تعتبر قصية مركزية للأمتين العربية والإسلامية.

ويرى أبو زايد، حجج المطبعين مع الاحتلال، في انهم سيساعدون بحل مشاكل القضية الفلسطينية؛ بأنها عكس الوقائع، لاسيما أن جرائم التهويد والاستيطان والقتل والدمار الإسرائيلي تزداد يوميًا اتجاه المدنيين الفلسطينيين.

وعّد الباحث، أن تطبيع حكام الدول العربية مع الاحتلال، بأنها تندرج تحت تعزيز مصالحه الأمنية والاقتصادية والسياسية، في المنطقة، إضافة إلى تثبيت احتلاله الجاثم على أرض فلسطين، وتراجع دعم الأخير للقضية، ومناصرتها.

ودعا أبو زايد، طرفي الانقسام الفلسطيني (حماس، فتح) بضرورة إنهاء الخلاف بينهما، وذلك عبر خطوات عمليًا، والتوجه نحو برنامج وطني مقاوم، لإفشال الهرولة العربية في التطبيع مع (إسرائيل)، ومواجه مخططات الاحتلال التصفوية.

وبث الاعلام العبري، السبت الماضي، فيديوهات لمراسليها، في إمارتي دبي وأبو ظبي، بعد إعلان التعاون الرسمي بين الجانبين، وهو ما يُأكد على أن المنطقة العربية تشهد مرحلة جديدة، يقودها نتنياهو لتثبيت أركان دولته.

وأيد مسؤول العلاقات الوطنية في الاتحاد الديمقراطي، علي عبد الباقي، سابقه، بأن اتجاه الامارات في التطبيع مع الاحتلال، يأتي على حساب تضحيات الشعب الفلسطيني المستمرة، وعلى حقوقه المشروعة، منها :حق العودة وتحقيق المصير واستقلال أرضه.

وأوضح عبد الباقي في مقابلة له مع "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن اتفاق "ترامب، نتنياهو، بن زايد"، سيفتح المجال أمام الدول الأخرى، في حذوها نحو التطبيع، مؤكدًا أن الاتفاق الجديد يخدم مصالح  ترامب ونتنياهو في الانتخابات المقبلة، حيثُ من المقرر أن تجري الولايات المتحدة انتخابات رئاسية في فبراير المقبل.

وجدد تأكيده على رفض الشعب الفلسطيني ومؤسساته وقيادته، أي أشكال ومظاهر للتطبيع، الذي يهدف لتقويض الجهود في مواجهة جرائم الاحتلال، ويعزز من مكانة الاحتلال في المنطقة.  

وبالتزامن مع هذه الوقفة، دعت القوى الوطنية والإسلامية الجماهير الفلسطينية للمشاركة في المسيرة المناهضة، الأسبوع الحالي وسط مدينة غزة، وذلك رفضًا لمسلسل التطبيع العربي الإسرائيلي، الذي يأتي في وقت تشهد فيه فلسطين مرحلة سياسية صعبة، جراء مخططات حكومة نتنياهو التهويدية، بدعم من امريكا.    

كلمات دلالية