خبر خالدة جرار ل« فلسطين اليوم »...الحوار ممر إجباري و نجاح أي حوار يعتمد على إشراك الجميع فيه

الساعة 02:34 م|26 فبراير 2009

رام الله: فلسطين اليوم

اعتبرت خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو المجلس التشريعي، ان الحوار الوطني الفلسطيني ممر إجباري، فلا خيارات امام الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة من قضيته سوى والوحدة.

الحوار استحقاق وطني

و قالت جرار في حديث خاص مع "فلسطين اليوم" انه حتى لو كان هناك أصوات في فتح وحماس لا ترغب في الحوار، فأن الحور أصبح "استحقاق وطني".

و عزت جرار ذلك لعدة أسباب أهمها "سياسية الاحتلال" المستمرة من عدوان على غزة و استمرار سياسية الاستعمار و تهويد القدس، و الآن حي سلوان، و إفراز حكومة إسرائيلية متطرفة، إلى جانب كل ذلك نرى أن مسار المفاوضات الذي اعتقد البعض انه من الممكن أن يؤدي إلى نتائج فشل و بالعكس استعمل غطاءا لسياسيات الاحتلالية، فمن كان يراهن على إمكانية تفاوض و تحقيق أهداف هذا الرهان انتهى.

و السبب الثاني كما قالت جرار أن هناك ضغط شعبي فلسطيني، فالشعب تواق إلى الوحدة والحوار فهو يلزم بإصراره أن لا مخرج إلا الحوار بسبب أن لا طرف يمكن استبدال طرفا وفي النهاية لا بد من القبول بمبدأ الشراكة كشعب تحت الاحتلال.

وتابعت جرار:" إلى جانب كل ذلك يجب ان لا نهمل أن العالم الآن أصبح يتعامل بحجة الانقسام في التنصل من مسؤولياته اتجاه شعب تحت الاحتلال وباتجاه استمرار تقديم الدعم للاحتلال، ونحن نرى على سبيل المثال الآن موضوع إعادة إعمار غزة و تلكك من المجتمع الدولي اتجاه ما يجري، بحجة الانقسام، رغم ان كل ذلك من مسؤوليات الاحتلال بالتعويض وتحمل مسؤولياته المدنية.

ولم تغفل جرار السبب العربي " الوضع العربي يدفع أيضا بهذا الاتجاه، فلا يمكن ا لاستمرار بحالة عربية بوجود حالة الانقسام".

لا رابط بين الحوار والتهدئة...

وفي إجابتها عن سؤال "هل تعتقدين أن عدم تحقيق انجاز بموضوع شاليط و التهدئة هو ما دفع حماس للتفكير بالحوار الجدي؟" قالت جرار:" برأي المواضيع منفصلة عن موضوع الحوار، و بالتالي هذه الملفات لا يجب أن تكون مرتبطة مع بعضها البعض من أيه زاوية، لان الحوار استحقاق فلسطيني بحت ليس له علاقة بأي متغيرات أخرى".

ولم تستبعد جرار وجود بعض الإطراف في حماس و فتح التي لا ترغب بنجاح الحوار و معالجة موضوع الانقسام، إلا أن العوامل السابقة، على حد قولها "عوامل مؤثمرة"، و انه وبعد هذه الفترة من الانقسام "إدرك الطرفين انه لا يمكن لأي طرف تحقيق مكسب من استمرار الانقسام".

معوقات إسرائيلية ودولية وداخلية...

و لم تخف جرار وجود معوقات جمة للحوار رغم كل هذه الدوافع، والتي يمكن ان تكون أهمها الضغوط الإسرائيلية و التي استفادت من الانقسام إلى ابعد درجة، و بالتالي سيكون هناك محاولات لعدم التقدم بموضوع الحوار، و التي بدأت بشكل كبير من خلال عدم إنهاء حصار غزة، و السياسات الاستعمارية المتصاعدة.

إلى جانب ذلك، تحدثت جرار عن الاستحقاقات الدولية كأحد هذه المعوقات، فالرؤية الدولية لحل القضية الفلسطينية مدخله يجب أن يكون امني اقتصادي و ليس سياسي، وهذا مدخلا له استحقاقات مرفوضة فلسطينيا، بالإضافة إلى موضوع المساعدات الدولية وربطها بالاشتراطات و التدخل في برنامج الحكومة.

وبحسب جرار فأن هذه المعوقات تجاوزها يتم من إدراك ما حصل من سياسات الاحتلال وخاصة اؤلئك الذين يعلقون أمالا على رؤية بوش و حتى أوباما، فلن يجري تغيرا جذريا في السياسية الأمريكية المنحازة والداعمة للاحتلال، و السياسية الأوروبية الضاغطة ولاتي نراها اليوم تكافأ إسرائيل من خلال رفع مستوى التنسيق التجاري والتعاون.

وعن هناك معوقات الداخلية قالت جرار أن الانقسام سبب تداعيات سيئة للغاية، على شكل انتهاكات حقوق إنسان واعتقالات في الضفة و حالات قتل وخطف في غزة، مما تسبب المس بالنسيج المجتمعي.

لجان عمل مشتركة...

و عن أجندة الحوار قالت خالدة انه إلى الجانب الجلسة الأولى التي يشارك فيها الأمناء العاميين للفصائل أو من ينوب عنهما لبحث في الأمور العامة وتناقش آليات عمل اللجان، وهذه جاءت نتيجة للقاءات المختلفة وبلورة ورقة أولية.

فالمواضيع مقسمة على لجان، موضوع الحكومة الفلسطينية، من حيث مناقشة برنامج الحكومة ودورها، وفي هذا الإطار ليس المهم شكل الحكومة بمقدار ما سيكون برنامجها، والاهم ما هي برنامج هذه الحكومة.

واللجنة الثانية هي لجنة منظمة التحرير ومن النقاط الهامة التي يجب ان تناقشها هذه اللجنة هو كيفية تطبيق إعلان القاهرة عام 2005 بمعنى دخول كل القوى الفلسطينية داخل منظمة التحرير.

و اللجنة الثالثة هي لجنة الانتخابات والتي ستناقش موعد استحقاق الانتخابي، للمحافظة على دورية الانتخابات، وتعديل القانون على قاعدة التمثيل النسبي.

و اللجنة الرابعة هي لجنة الأمن و إعادة بناء الأجهزة الأمنية للتعامل مع واقع وجود أجهزة أمنية متعددة في غزة والضفة الغربية وما هو الدور المنوط بهذه.

و اللجنة الخامسة المصالحة والتي ستبحث في الآثار الاجتماعية والتي نتجت عن الجرح الكبير الذي حصل نتيجة القتل والاعتقالات بين الجانبين.

واللجنة السادسة هي لجنة إعمار غزة والتي ستبحث في آليات وضع الإعمار،  بالإضافة إلى لجنة المتابعة العليا.

لقاءات شاملة...

و حول المطلب المصري التركيز في حوار اللجان على لقاءات ثنائية بين فتح وحماس قالت جرار:" اللقاءات التي تمت بين فتح وحماس جيدة و ستهيأ للحوار، و لكننا عندما نتحدث عن شعب فلسطيني تحت الاحتلال له مكونات متعددة و مختلفة يختلف الأمر، فهذا الشأن لا يعني فقط فتح وحماس و إنما كل مكونات الشعب الفلسطيني و بالتالي نجاح أي حوار يعتمد على إشراك الجميع فيه، ليكون أيضا شريكا في استحقاقات أنجاح نتائج هذا الحوار".