بالصور أمهات الأسرى قلقة على أبنائها من "الأفران المشتعلة"..!

الساعة 11:57 ص|10 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

تجلس السبعينية أم رامي العيلة على مقعد خشبي، يُجاورها عددٌ من أمهات الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، تمسحُ عرقَها المتصبب بطرف منديلها من شدة الحرارة، وتشعر بالإرهاق والتعب الذي يظهر في ملامحها وتجاعيد وجهها الذي يحكي قصة سنوات تعبها، إلا أن لحظاتها تهون عندما تستذكر لحظات ابنها القابع في السجون في زنازين أشبه بصناديق الموت من شدة حرها.

فالعيلة (73 عاماً)، منسكان حي الدرج شرق مدينة غزة، عندما تستذكر أوضاع الأسرى داخل السجون وحياة أبنها المحكوم بالسجن 17 عاماً ويقبع في سجن نفحة الصحراوي، تهون عليها لحظات الحر، ولا تفكر سوى بحياة ابنها وكافة الأسرى.

فسجون الاحتلال والمعتقلات تفتقد لأدنى متطلبات الحقوق وتحجب المياه الباردة في ظل أجواء ملتهبة بالحرارة.

عائلة الاسير العيلة وشمالى (2).JPG
 

وتشكي العيلة لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" من انعدام الأمان وأساليب الحياة داخل السجن نتيجة الإهمال المتعمد وشدة الحر في السجن الصحراوي.

تقول: "نحن خارج الأسر وفي بيوتنا نشتكي من شدة الحرارة والرطوبة، فكيف أسرانا في السجون وهم في غرف صغيرة وأعداد كبيرة وفي ظل فيروس كورونا، الله يكون معهم ويحميهم".

وتضيف:"نطالب الصليب الأحمر بالعمل على توزيع الأسرى في ظل الحر وانتشار الأمراض والفيروسات، بأعداد تتناسب مع حجم الغرف في السجون، وتوفير الرعاية الصحية لهم ومراوح تخفف عنهم شدة الحرارة".

وقد وافقتها الحديث والدة الأسير أحمد شمالي المحكوم 18 عاماً، فاشتكت من تهميش الاحتلال لأدنى حقوق الأسرى مع انتشار الأمراض داخل جدران السجن ودرجات الحرارة القاتلة دون تحريك أي ساكن.

وتضيف والدة شمالي الذي تسكن في حي الشجاعية شرق غزة لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "أسرانا في السجون يعانون المرض والحر وانعدام النظاقة، وبحاجة إلى وقفةٍ جادةٍ من الجهات المختصة والصليب الأحمر، من أجل حمايتهم والدفاع عنهم، محذرةً من استشهاد أسرى جدد نتيجة الإهمال الطبي وغيره".

محمد الشقاقى (1).JPG
 

الأسرى في خطر

من جهته، أكد الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس للأسرى محمد الشقاقي، أن الأسرى الفلسطينيين يعيشون حالة سيئةً جداً مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف تحديداً شهر آب الّهاب -كما هو معروف-.

وأوضح في حديث خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن العدو الصهيوني يتعمد فرض سياساته واجراءاته التعسفية ضد أسرانا في السجون".

وتابع: "تصل لنا مطالبات من الأسرى داخل السجون تحديداً سجن نفحة الصحراوي لإدخال مراوح وأجهزة تبريد تقيهم شدة الحرارة، لكن العدو يتجاهل ذلك ويُصرّ على تعنته، ولم يحقق أدنى الحقوق المكفولة لأسرانا في السجون للأسف".

وأشار إلى أن إدارة السجون لا تسمح بإدخال المياه الباردة للأسرى في الزنازين وتتعمد إدخال المياه الساخنة لهم, لافتاً إلى مطالبات الأسرى من المؤسسات الحقوقية الضغط على الاحتلال من أجل توفير رعاية صحيحة سليمة.

وعن مطالب الأسرى في السجون، بّين الشقاقي أن مطلب الأسرى يتمثل في حث المقاومة الفلسطينية على التحرك الفوري خاصة ممن يمتلكون أوراق ضغط تحقق صفقة تبادل أسرى جديدة والإفراج عن الأسرى المرضى كافة.

أفران لا تطاق

من ناحيته، طالب مدير مركز الأسرى للدراسات الدكتور رأفت حمدونة اليوم الأحد المؤسسات الحقوقية والانسانية ومجموعات الضغط الدولية والصليب الأحمر الدولى بزيارة عاجلة للسجون للاطلاع على أحوال الأسرى وخاصة في معتقلات وسجون صحراء النقب في ظل ارتفاع درجة الحرارة .

وبيَن حمدونة أن الأسرى يعانون من حرارة الغرف في معتقل النقب وسجون الجنوب عامة والتى تضربها الشمس طوال النهار في ظل ارتفاع درجات الحرارة بأعلى من معدلها الطبيعى من كل عام ، والاكتظاظ في الغرف ، مما أدى إلى تحويل الغرف إلى أفران حارة لا تطاق .

وأكد حمدونة أن عدم الرقابة على أوضاع السجون ، واستفراد إدارة السجون بالأسرى في ظل التحريض الرسمى من سلطات الاحتلال والحكومة الاسرائيلية ، وتجاهل مطالبهم يحتاج لوقفة جدية للضغط على الاحتلال من أجل تحسين شروط المعتقلين حتى حريتهم .

عائلة الاسير العيلة وشمالى (4).JPG
عائلة الاسير العيلة وشمالى (3).JPG
عائلة الاسير العيلة وشمالى (1).JPG
 

كلمات دلالية