صواريخ المقاومة تجاه البحر.. تجريبية أم تحذيرية؟!

الساعة 11:20 ص|10 أغسطس 2020

فلسطين اليوم

بالتزامن مع إصرار الاحتلال الإسرائيلي على تضييق الخناق على قطاع غزة، والتنصل من تفاهمات التهدئة، أطلقت المقاومة الفلسطينية صباح اليوم الإثنين عددًا من الصواريخ التجريبية تجاه بحر غزة، حيث جزم محللان سياسيان أنّ المقاومة اختارت أن تبعث رسائل تهديد مباشرة لـ"إسرائيل" تحذرها من مغبة التنصل من التفاهمات، وانها جاهزة للتصعيد حال عدم الالتزام بتلك التفاهمات.

يشار إلى أنَّ المقاومة الفلسطينية أطلقت حوالي 9 صاروخاً خلال أقل من ساعة تجاه البحر، في رسالة واضحة للاحتلال أنّها في لحظة واحدة ممكن أن تتحول نحول الشمال أو الشرق بدلاً من الغرب، وفقاً لترجيحات محللين سياسيين.

الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق يرى أنَّ الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية تحمل رسائل تحذير واضحة للاحتلال الإسرائيلي، بأنْ عليه الالتزام بتفاهمات التهدئة الموقعة مع المقاومة برعاية القاهرة والأمم المتحدة.

وأوضح صادق أنَّ الصواريخ التي أطلقت تجاه البحر تتزامن مع اشتداد الحصار الإسرائيلي، ومحاولة "اسرائيل" التنصل من تفاهمات التهدئة، إلى جانب أنها تتزامن مع سيل التصريحات الإسرائيلية العدوانية التي تتوعد غزة.

وذكر صادق أن المقاومة الفلسطينية في غزة أرادت من خلال رشقة الصواريخ التحذيرية أن توصل رسالة واضحة للكيان مفادها "أنَّ صبر المقاومة بدأ بالنفاد، وأنها لن تصبر طويلاً على تنصل الاحتلال من تفاهمات التهدئة".

ولفت صادق إلى أنَّ المقاومة بدأت تبعث رسائلها الميدانية للاحتلال شيئاً فشيئاً، بعد أنْ أرسلت رسائل محددة للوسطاء، تطالبهم فيها بضرورة أن تلتزم قوات الاحتلال الإسرائيلي بتفاهمات التهدئة.

وذكر أنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تدرك تماماً رسائل المقاومة الفلسطينية، وأنها قادرة على تفعيل تلك التحذيرات والتهديدات، إذ ما حاولت "اسرائيل" فرض قواعد جديدة تجاه غزة.

وأشار إلى انّ رسائل الرشقة الصاروخية واضحة وضوح الشمس أنَّ فصائل المقاومة ملتزمة بتفاهمات التهدئة بالقدر الذي يلتزم به العدو، وأنَّ على "اسرائيل" أن تختار بين الالتزام بالتفاهمات أو العودة للتصعيد الميداني، متوقعاً استجابة إسرائيلية لاشتراطات المقاومة، كون الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا تحتمل الدخول في جولة جديدة من الصراع، لاسيما في ظل انشغال الإسرائيليين بمعضلة تفشي فيروس كورونا بينهم.

واتفق الكاتب والمحلل السياسي عماد زقوت مع سابقه في أنَّ الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة نحو البحر تحذيرية أكثر من كونها صواريخ تجريبية، قائلاً :" لن نسميها صواريخ تجريبية، ولكنها صواريخ الارباك للعدو الصهيوني".

ويرى الكاتب زقوت أن الصواريخ التحذيرية موجهة لوزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، ورئيس هيئة الأركان الجنرال أفيف كوخافي بعد رفعهما سقف تهديداتهما تجاه غزة ومقاومتها.

وذكر أن تلك الصواريخ تحمل رسائل إعلان الجهوزية للرد على أي حماقة إسرائيلية، مختتماً حديثه قائلاً:"هي صواريخ طرق خزان الحصار".

وكان عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور محمود الزهار حذَّر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير حربه بيني غانتس، ورئيس هيئة الأركان الجنرال أفيف كوخافي من ارتكاب أي حماقة تجاه قطاع غزة، مشدداً على أنَّ أي عدوان إسرائيلي على القطاع سيكون بمثابة "مغامرة" غير محسوبة النتائج.

وأوضح الزهار في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم" أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يهدف لفرض وقائع دون ثمن، تتمثل في استمرار حصاره وتضييقه على الحاجات والمقومات الاساسية للفلسطينيين في غزة، مشيراً إلى أنَّ تصريحات غانتس تأتي في إطار المزايدات والتجاذبات بين الأحزاب الإسرائيلية.

وبيَّن الزهار أن كل الأطراف المعنية والمطلعة تقول "إن الكيان الإسرائيلي لا يستطيع أنْ يرد بالطريقة التي يتحدث بها غانتس ومن شابهه (..) لذلك على الإسرائيليين أنْ يرفعوا الحصار، وان يستجيبوا للمطالب الانسانية الاساسية، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع المالية، بدلاً من التهديدات التي لا ترهبنا".

وأضاف: إن أراد غانتس ونتنياهو الدخول في مواجهة مع قطاع غزة ستكون تلك المواجهة بالنسبة لهم مغامرة، لاسيما في ظل تداعيات تفشي فيروس كورونا في صفوف الإسرائيليين وتحديداً في صفوف الجيش، وعلى الاحتلال أن يتحمل نتائج تلك المواجهة".

وقال: "عندما يشعر المواطن الفلسطيني في غزة أنَّ طعامه وشرابه ورواتبه أصبحت مهددة، يخرج للتعبير عن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة"، في إشارة منه إلى اطلاق الشبان البالونات الحارقة تجاه المستوطنات الإسرائيلية.

وعن استمرار قوات الاحتلال باستهداف مواقع المقاومة مع إطلاق دفعات البالونات الحارقة، قال: "سيكون لكل فعل رد فعل".

وكان وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان الجنرال أفيف كوخافي توعدا، مساء يوم الأحد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ب"رد قاس" حال استمرار إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة باتجاه مستوطنات الغلاف.

وذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (مكان) أن غانتس وكوخافي عقدا جلسة لتقييم الأوضاع في ظل الأحداث الأخير مع قطاع غزة.

وأضافت أنه "تم اتخاذ قرار بعدم السماح بإطلاق البالونات الحارقة أو المفخخة، وأن استمرار إطلاقها سيجلب ردًا قاسيًا حتى لو أفضى ذلك إلى تصعيد الأوضاع".