خبر الحل الإبداعي دولة واحدة لثلاثة شعوب -يديعوت

الساعة 09:25 ص|26 فبراير 2009

بقلم: جدعون عيشت

عندما كنت في الصف التاسع، أخذ مربي الصف تلاميذه الى مكان قريب الى قلبه: القبو في متسودات زئيف (مقر الليكود) في تل ابيب. هناك، في معقل الاصلاحيين – كان كهؤلاء ذات مرة في الدولة – كانت تعرض خريطة كبيرة لاسرائيل. لا، ليس تلك التي في حدود تلك الايام بل تلك التي تتضمن اسرائيل اياها، فلسطين والاردن. هكذا فقط جديرة اسرائيل بان تظهر، شرح لنا في قول كان سيعتبر اليوم غير مناسب لمعلم ومربي.

لماذا من المناسب ذكر ذاك الحدث؟ حسب التقارير بنيامين نتنياهو لم يكن راضيا عن اصرار تسيبي لفني على صيغة "الدولتين". ليس بالضبط واضحا لماذا نتنياهو يجد في ذلك صعوبة: فلفني واولمرت وباراك – المؤيدون المتحمسون للصيغة – بذلوا العناء الشديد كي لا يدفعوا هذه الصيغة الى الامام في السنوات الاخيرة. هذه الصيغة ليست سوى اختراع اسرائيلي كي تخرج جميلة في نظر الامريكيين وفي نظر نفسها – دون ان تطبقها حقا.

المحللون الذين يعرفون كل شيء شرحوا بان نتنياهو لا يحب الصيغة ليس بقدر كبير بسبب مضمونها، بل لان شركاءه في الحكومة المستقبلية من اليمين يكرونها. اذ انه حتى اذا ما شكل نتنياهو الحكومة مع لفني، فانه لا يمكنه ان يعتمد عليها، وعليه أن يعد منذ الان البديل اليميني. وعليه، كما نقل، طلب نتنياهو من لفني ايجاد صيغة "اكثر ابداعية".

اذا كان هذا صحيحا – فهو مؤسف. ينبغي التعلل بالامل في أنه حتى لو لم يكن نتنياهو زار القبو في القلعة، فان بني بيغن، جدعون ساعر وجلعاد اردان ينبغي أن يأخذوه الى هناك في نزهة قصيرة. اذ في القبو توجد صيغة اكثر ابداعية.

عند فحص السياسة الممكنة في نزاع اسرائيل – فلسطين، يرى المرء ثلاث امكانيات: الاولى، مواصلة الوضع القائم. ما الضير؟ فمنذ اكثر من 40 سنة ونحن نسيطر في المناطق، إذن لماذا لا نقبل بـ 40 سنة اخرى؟ كم من رجال اليسار والاغيار الكارهين لاسرائيل سيقولون انه يوجد هنا أبرتهايد؟ فليقولوا. نحن نعرف بانه يوجد هنا ما هو ضروري لامن الدولة وسكانها.

الثانية، هي تلك الدولتين للعمل – كديما – ميرتس والتي هي خيار "غير ابداعي"، وذلك ايضا بسبب المبنى الائتلافي وكذا بسبب انه لا يوجد شريك حقيقي، ونتنياهو لا يريد الخداع والسير نحو شيء عديم كل أمل.

الثالثة، هي تلك الكامنة في قبو القلعة. دولة واحدة للشعبين. في الصيغة الاصلية يوجد هناك ثلاثة شعوب: اليهودي، الفلسطيني والاردني  - كلهم تحت حكم واحد.

يحتمل  وهذا موضوع وجهة نظر، ان تكون دولة الاردن هي حقا شيء زائد لا داعي له. ومن يفكر هكذا يمكنه أن يعود الى صيغة الدولة الواحدة من العراق وحتى البحر المتوسط. من يسعى الى قليل من التواضع الاقليمي، يمكنه أن يكتفي بدولة واحدة من النهر حتى البحر – الصيغة الحديثة للخريطة التي في القلعة.

في الامكانية الثالثة هذه، لا حاجة الى شريك، فارض اسرائيل لا تقسم ولا يلحق ألم شديد بالشركاء الائتلافيين من اليمين. دولة واحدة يهودية وديمقراطية. كل المستوطنات تصبح بضربة واحدة سائغة كالحلال. الاتحاد الوطني الذي ينوي الانقضاض على منصب نائب وزير الدفاع، يمكنه أن يكتفي بمنصب نائب وزير الداخلية وان يعالج بتفانٍ لا حدود له مواطني اسرائيل الذين في عوفرا وفي نابلس.

مواطنو اسرائيل في نابلس؟ بالتأكيد نعم. بالضبط مثلما فعلت حكومة مباي في 1948 عندما ضمت الى اسرائيل اجزاء الدولة الفلسطينية التي احتلت في الحرب اياها. في ذاك الضم، نقلت الارض وسكانها على حد سواء الى اسرائيل. صحيح حتى العام 1966 كان اولئك الفلسطينيين الذين تلقوا المواطنة يعيشون تحت حكم عسكري، ولكن هذا الثمن سبق لسكان نابلس، جنين ورام الله أن دفعوه معظما. فهم يدفعون الضرائب بفعل أمر اللواء قائد المنطقة منذ 40 سنة. يمكن وجدير على حد سواء – في القانون الاول لحكومة نتنياهو – ترتيب دولة ابداعية واحدة من النهر وحتى البحر. في هذا البديل لا يمكن اتهام اسرائيل بالابرتهايد – وهي التهمة التي توجه لنا في الوضع القائم.

اذا كان نتنياهو غير راض عما هو قائم ويرفض الدولتين – الابداعية اللازمة تقود الى دولة واحدة للشعبين. الا اذا كنا نؤمن بالابرتهايد كطريقة مفضلة.