وبكت سلوى وبكت معها فلسطين.. من هذه الطفلة ومن هو والدها؟!

الساعة 12:49 ص|20 يوليو 2020

فلسطين اليوم

قال أحد الحكماء ذات مرة "إنَّ الدموع هي أنبل لغة يمكن لأعيننا أن تتحدث بها".. هذا ما طبقته عيون ودموع الطفلة سلوى شعث، عندما انسكبت دموعها لحظة سماع اسم والدها الذي استشهد في قصف إسرائيلي غاشم.

لم تنته قصة سلوى عند سكبها الدموع العزيزة على والدها، بل راحت تدراي تلك دموعها بعلم بلادها فلسطين، تلك الدموع شدت عدسات الكاميرا، وانتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبدأت قصة "سلوى" عندما كانت تشارك في حفل لتكريم المتفوقين في مدرسة رابعة العدوية في رفح جنوب قطاع غزة، وأوكلت إلى سلوى ابنة الـ 10 أعوام، مهمة رفع العلم الفلسطيني في حفل التكريم، ولم تتوقع أن يتخلل الحفل كلمة عن والدها الشهيد محمد عبد الحميد شعت الذي اغتالته قوات الاحتلال في مثل هذه الأيام عام 2014.

تقول سلوى ابنة الشهيد محمد شعث في حديثها عن الموقف الذي مرَّت فيه "لما حكوا اسم بابا تفاجئت، وحسيت إني اشتقتله وشعرت بفخر، ومشان هيك صرت أبكي".

وتضيف سلوى المعجون بالشجون والاشتياق إلى والدها "مرة تمشينا في الأرض حوالين بيتنا وحكالي يلا نسقي الشجر"، وذلك هو المشهد الوحيد تذكره سلوى مع أبيها.

تشتاق سلوى لقول كلمة "بابا" وتتمنى لو بإمكانها أن تحظى بعناق منه أو أن يرافقها في الطريق نحو مدرستها على حد تعبيرها.

تفاعل كبير على السوشال ميديا

وحركت دموع سلوى نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، الذين تفاعلوا مع معاناة الفقد التي تعاني منها تلك الطفلة، إذ نشرت الصحفية رشا فرحات على حسابها في موقع فيس بوك صورة لسلوى شعث وهي تمسح دموعها بعلم فلسطين معلقة عليها :"هذه دموع غالية يا سلوى".

فيما كتب الناشط عبدالله معروف على صفحته في فيس بوك معلقاً على دموع سلوى: " صورةٌ مؤلمةٌ حد الموت.. يا لفلسطين وقصصها وألمها ووجعها وقهرها..!".

وكتب الصحفي معين ابو رزق على صفحته في فيس بوك معلقاً على صورة سلوى :" يا حبى الاوحد لا تبكى .... فدموعك تحفر وجداني... فأنا لا أملك فى الدنيا ...إلا عينيك واحزانى.... ".

وكتب الناشط محمد قديح على صفحته في فيس بوك معلقاً على صورة سلوى: "كل الكلمات أصعب من أن تخرج أمام دموع عينيكي الجميلتين في عمر كان من المفترض أن تعيشي أجمل لحظات الطفولة به، ولكن حملتي هم الوطن على أكتافك وأنت صغيرة".

 

 

قصة استشهاد والد سلوى

واستشهد محمد شعث والد سلوى في مساء يوم 18/7/2014م، حيث اشتد القصف الصهيوني على جميع قطاع غزة، وخاصة القريبة من السياج الفاصل، والتجأ الشهيد "محمد" وأسرته وبينهم سلوى إلى وسط البلد، حيث بيت خاله وديوان عائلته.

وقضى أخر ساعتين في منزل خاله مع والده، وتجاذبا معاً أطراف الحديث، وكان حينئذ مجموعة من سكان المناطق الشرقية قد هرعوا من وسط البلد من شد القصف، وسكنوا في دواوين العائلات الفلسطينية وبيوتهم، فأخذ الشهيد يوزع مع خاله أبو عبد الرحمن الطعام على النازحين لديهم، ثم تناول طعام الإفطار مع والده وأسرته، وبعد أن افطر، وأطمئن على أسرته، وقرر العودة إلى منزل عائلته في منطقة المنارة، مشياً على الأقدام، وأنطلق مسرعاً، وفي الطريق شعر الشهيد محمد بأن طائرات الاحتلال تلاحقه، فواصل مسيره بأقصى سرعة حتى وصل إلى منزل خاله سامي شعت "أبو خميس"، الذي وجده جالساً مع زوجته وأربعة من أبنائه وابنتهما الطفلة تحت المظلة، فجلس معهم وشرب الشاي وتناول القطايف، وأثناء الحديث معهم، تم استهدافهم بصاروخ من طائرة استطلاع، حيث أصيب محمد على الفور، فيما هرب اثنان من أبناء خاله خارج المظلة، فتم استهدافهم بصاروخ أخر أصابهم إصابة مباشرة، في تلك الأثناء قام خاله سامي الاتصال بشقيقه المسعف رفعت، فحضر ومعه ثلاث سيارات إسعاف، نقلت سبعة أشخاص من بينهم الشهداء امجد ومحمد، واحمد.

ومحمد الذي استشهد بعد ستة أيام في احد مشافي العريش بمصر العربية حيث كان في غيبوبة من شدة إصابته في جميع أنحاء جسده الطاهر، وكان استشهاده يوم 24/7/2014م.

ودفن محمد شعث في مقبرة عائلة شعت مع أبناء خاله غرب خان يونس.

76529e1e66ae769e4ae4783c8ee8bb7a
a3579eeff4d196a36f046c1aa9bbb191
685c71b34e2daecedbe8de85eab748f7
3008daa7689a0ea77d5376250f3b1fc1
6d63b7b0608ba0305b80a6b3ff6762b0
75c0dd798ae6028a712e18dd096ada03
 

كلمات دلالية