خبر استحالة الوحدة بين حماس وسلطة عباس ..فاخر شريتح

الساعة 06:50 ص|25 فبراير 2009

   

إذا كانت الوحدة بين حماس وسلطة فياض مستحيلة، فإن الوحدة بين حماس وفتح الممانعة فتح الثورة غير مستحيلة، بين حماس رائدة المقاومة الإسلامية وفتح الثورة رائدة الكفاح المسلح، وفتح خليل الوزير أبو جهاد وصلاح خلف أبو إياد وكل المناضلين الذين استشهدوا على عتبات الأقصى وباعوا دماءهم لتراب فلسطين غير مستحيلة. ومستحيلة بسبب الالتزامات الدولية مع أتباع أوسلو وشرم الشيخ والمنتفعين وكل الموقعين على بيع القضية الفلسطينية بأرخص الأثمان أو من أجل تصريح مرور V.I.P أو منصب للمنظرة أو منفعة شخصية، كيف تكون الوحدة بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية حماس وبرنامجها المقاوم بمحاربة الاحتلال، الذي هو غاية وجودها المقاومة وإصلاح المجتمع، وهي بدون مقاومة كأنها تنفي ذاتها. كيف تكون الوحدة بين المقاوم والمساوم، بين أن تكون ولا تكون، بين أبيض وأسود في وحدة متجانسة، هذا مستحيل وغير ممكن أن تكون هناك وحدة بين خيار المقاومة والممانعة وبين السلطة وبرنامجها المساوم والتي تعمل بالتنسيق الأمني مع الاحتلال وتبادل المعلومات بل وتبادل الأدوار الشرطية بينها وبين الاحتلال، وتعتقل المقاومين وتسلمهم للاحتلال. كيف بالله عليكم تكون هناك وحدة بين متناقضين بين حامل لواء المقاومة وبين ضد المقاومة، بين منْ يتحدى الاحتلال وبين منْ يوالي الاحتلال، يجب من أحدهما أن يتنازل عن مبادئه وسر بقائه لتكون الوحدة، فإذا تنازلت حماس أو حركة المقاومة الإسلامية التي هي اسمها وأهم مقومات وجودها عن المقاومة فإنها تلغي نفسها لأن تكون كذلك. والمعلوم أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تقوم على عقائد دينية، فالجهاد ركن أساسي في العقيدة عندهم، لا يمكن التنازل عنه فهو خط أحمر لأنها قائمة على أساس ذلك كونها حركة دينية براغماتية يمكن التحرك في نطاق فرعيات تكتيكية وليس لأهداف استراتيجية أو لتمرير أمور دنيوية، أما التعطيل أو الإلغاء للمقاومة فهو إلغاء لوجودها بل وتدمير لذاتها من الداخل، وشيء آخر عندهم موالاة اليهود المحتلين هو نقيض الدين وبالتالي لا ينسجم مع برنامجهم المقاوم والمعادي لدولة (إسرائيل) المغتصبة لقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومنْ يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين51" (المائدة)، وهذا لا ينطبق مع حلفاء دولة (إسرائيل) وأوليائهم الموقرين، لذلك مستحيل أن تكون الوحدة بين حماس رأس حربة المقاومة وبين حلفاء الاحتلال مع وجود المفاوضات والتنسيق الأمني وتبادل المعلومات. أما السلطة أتباع أوسلو وطابا وشرم الشيخ مسلوبي الإرادة فهي قائمة على التنسيق الأمني كشرط لبقائها وهم من بقايا حركة فتح، التي بدورها تقوم على ثلاثة أركان أو أعمدة: أولاً: بدعم من روح القائد والرمز أبو عمار ياسر عرفات الذي يلتف حوله الأتباع والمؤيدون وبموته على يد أتباعه والمأجورين والمنتفعين يكون هذا الركن قد انتهى، ثانيا: السلطة والحكومة، وهي بسلطانها وتحكمها في سير أمور الشعب نجد الفلسطينيين يتبعونها كونها تقودهم إلى بر الآمان حسب ظنهم ولما انحرفت وأصبحت تسير وفق أجندة الاحتلال وتعمل على تصفية القضية خسرت الانتخابات لصالح حماس التي اكتسحت الأغلبية في التشريعي وأقامت حكومة التغيير والإصلاح بديلة لحكومة أوسلو، التي تفشى فيها الفساد والمحسوبية وأعمال الابتزاز والرشوة، والفوضى وعصابات الموت والمأجورين، فازت حركة حماس لتزيل كل العفن والفوضى النتنة، الأمر الذي شكل خطراً على المنتفعين والمأجورين لحسابات الاحتلال فوضعوا العراقيل للحكومة الجديدة حكومة التغيير والإصلاح التي أنتخبها الشعب الفلسطيني، ومع سقوط سلطة أوسلو يكون العماد الثاني لها قد سقط أيضاً، أما العماد أو الركن الثالث فهو المال الذي يدعم وجودهم وهو المقوم الأخير وبدونه تكون سلطة أوسلو ليس لها وجود وهذا المقوم هو الرئة الاصطناعية التي تدعمها الرباعية و(إسرائيل) لخدمة مصالحهم وتطبيق أجندتهم السياسية والأمنية، يحافظون به على أتباعهم المأجورين كعملاء ويكونون يدهم الطولى يستعملونهم وقت الحاجة، ومتى انقطعت تلك الإمدادات عنهم تكون السلطة قد انتهت. لذلك إذا أرادت فتح الانتماء الفلسطيني، فتح المقاومة، أن تنقذ ما تبقى لها من تأثير في الحياة الفلسطينية فعليها أن تُبعد أتباع مهندس التنسيق الأمني "دايتون" وحلفاء (إسرائيل) وتتخلى عنهم أيضاً، وعلى عناصر فتح الشرفاء والمخلصين للقضية الفلسطينية إنقاذ ما تبقى من فتح وإنهاء ملف الاعتقال السياسي للمعارضين، فحينئذ أن تكون هناك يمكن وحدة مع حركة المقاومة حماس في حكومة واحدة هي حكومة المقاومة.