شكلت حالة رعب للاحتلال

بعد 6 أعوام على حرب 2014.. كيف بدت قوة الصناعات العسكرية لسرايا القدس والمقاومة؟

الساعة 07:15 م|13 يوليو 2020

فلسطين اليوم

تمر اليوم الذكرى السادسة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014 في ظل تخوف الاحتلال من أداء وتطور المقاومة الفلسطينية لا سيما سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي التي أكدت أنها تملك صواريخ تصل إلى كل فلسطين المحتلة.

أكثر ما يقلق الاحتلال الإسرائيلي عام 2020 هو كيف راكمت سرايا القدس والمقاومة قوتها بمختلف التشكيلات لا سيما الصناعات العسكرية الصاروخية في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 13 عامًا.

وأكد خبير عسكري وأخر مختص في الشأن الإسرائيلي أن المقاومة اليوم أصبحت أكثر قوة من عام 2014 وأصبحت تشكل هاجسًا خطيرًا للمحتل سواء بتصنيع الصواريخ محلية الصنع أو تطوير دقة الصواريخ وكافة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية.

وأوضح الخبير والمختص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن استمرار تطور أداء سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية بعد 6 سنوات على حرب 2014 دليل على انتصار إرادة المقاومة التي واصلت اشغال العدو على مدار السنوات الماضية وواصلت في ذات الوقت تطوير أداء العسكري من كافة التشكيلات.

 

المقاومة تشكل خطرًا حقيقيًا على وجود "إسرائيل"

الخبير العسكري واللواء المتقاعد واصف عريقات أكد، أن الصناعات الصاروخية لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تشكل بالنسبة لـ"إسرائيل" خطرًا حقيقيًا على وجودها لا سيما أن هناك نقلة نوعية كبيرة وواضحة في تصنيع الصواريخ المحلية بعد 6 سنوات من حرب 2014.

وأوضح عريقات في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن من استخدم صاروخ براق في قصف مدينة نتانيا المحتلة عام 2014 بالتأكيد اليوم يمتلك أنواع مختلفة من صواريخ البراق التي تصل لمسافات كبيرة جدًا.

وقال: "المتتبع للتحليلات والقراءات الإسرائيلية منذ عام 2014 حتى عام 2020 يرى بأن "إسرائيل" تعيش حالة من الرعب والخوف نتيجة تطور أداء المقاومة من ناحية تصنيع الصواريخ المحلية"، مبينًا أن الامر الغريب في "إسرائيل" هو كيف للمقاومة الفلسطينية أن تطور من أدائها وقدراتها في ظل الحصار المفروض عليها منذ أكثر من 13 عامًا.

وأشار إلى أن جميع المحللين الإسرائيليين يتساءلون، ماذا لو فتح المجال أمام المقاومة الفلسطينية في غزة وانتهى الحصار؟ ليجيبوا جميعًا بان المقاومة ستصبح أكثر تطورًا وستصبح الصواريخ دقيقة جدًا في الرماية تجاه الأراضي المحتلة.

وأضاف عريقات: "المقاومة اليوم تمتلك مهارات ليست في تصنيع الصواريخ فقط، ولكن تمتلك قدرات ومهارات ميدانية عالية في استخدام الصواريخ فنحن اليوم نتحدث عن أجهزة أمن واستخبارات قوية قادرة على جمع المعلومات وتحديد بنك الأهداف".

دقة الصواريخ المحلية جيدة جدًا

وحول تطورات المقاومة عن حرب 2014، لفت عريقات إلى ان أي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة هناك دروس وعبر استفادت منها المقاومة، فهناك إيجابيات تم تطويرها وهناك سلبيات تم تلاشيها خلال الـ6 سنوات، وهذا يدل على أن المقاومة الفلسطينية مستمر في تطوير أدائها وما تملكه من صواريخ قوية".

وفيما يتعلق بمدى دقة صواريخ المقاومة يعتقد اللواء عريقات أن الصواريخ محلية الصنع إذا بلغت دقتها 80% من الهدف المحدد فهي صواريخ جيدة جدًا والسبب هو الحصار المفروض على القطاع، وعدم وجود مسارح عمليات التجريب الصاروخية.

ولفت إلى أن تجارب الصواريخ في البحر التي تُجريها المقاومة الفلسطينية اليوم لا تعطي دقة كما يعطيها البر، مبينًا أن دقة نتائج الصواريخ التجريبية في البحر تؤكد أن النتائج كانت جيدة بنسبة 80%.

ويرى اللواء عريقات أن الصواريخ الفلسطينية ليست تفجيري أو تدميرية وإنما لها أهداف ورسائل مهمة منها رفع معنويات شعبنا الفلسطيني وتحطيم معنويات الاحتلال الإسرائيلي كما أنها رسالة إلى أن الفلسطيني يمتلك إرادة وقدرة على التصنيع.

 

نعيش مرحلة ما قبل العاصفة

وفيما يتعلق بحالة التوتر على الحدود في قطاع غزة أشار إلى أن التوتر ما زال مستمرًا وذلك بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الاجرامية منذ عام 1948م.

ويعتقد عريقات أن فلسطين تعيش الآن مرحلة ما قبل العاصفة فإذا ما فكر الاحتلال بتنفيذ عملية الضم على أرض الواقع فإن هذا بمثابة اعلان حرب ولن يكون هناك متسع إلا لطريق واحد وهو طريق المقاومة.

 

تطور المقاومة انتصار لارادتها

وفي ذات السياق أكد المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، أن استمرار تطور أداء سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية بعد 6 سنوات على حرب 2014 دليل على انتصار إرادة المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح لافي لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن هناك عوامل واضحة وظاهرة للعيان تؤكد أن إرادة المقاومة انتصرت على الاحتلال الإسرائيلي ومنها ما يلي:

أولًا: قدرة المقاومة على مراكمة القوة في ظل عمليات المشالغة التي استمرت منذ انتهاء حرب 2014 حتى اليوم بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

الدليل على ذلك أن سرايا القدس والمقاومة من خلفها، تعلن بشكل مستمر عن إدخال أسلحة جديدة للخدمة العسكرية بداء من أنواع الصواريخ المتعددة التي ادخلتها سرايا القدس منها صاروخ بدر الذي أنهك مدينة عسقلان ومن ثم براق 120 الذي أطلق في معركة صيحة الفجر.

 

معادلة "القصف بالقصف والدم بالدم"

ثانيًا: هناك أسلحة جديدة أدخلت للخدمة العسكرية لسرايا القدس والمقاومة خلال الأعوام الماضية ومنها طائرات بدون طيار وسلاح الضفادع البحرية هذا تطور نوعي يقلق الاحتلال بشكل كبير جدًا.

ثالثًا: سلاح الانفاق الذي فاجأ الاحتلال الإسرائيلي عام 2014 وشكل له هاجسا كبيرًا لذلك هو مستمر في بناء جدار تحت الأرض على طول حدود قطاع غزة.

وشدد على أن المقاومة اليوم تملك إرادة التصدي للاحتلال الإسرائيلي واستطاعت أن تضع قواعد جديدة عنوانها الرئيسي الردع المتبادل قالت فيها سرايا القدس كلمتها "القصف بالقصف والدم بالدم".

 

المقاومة تحدد ساعة الصفر

وأشار إلى ان سرايا القدس والمقاومة من خلفها قادت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة أكثر من جولة تصعيد وكانت هي من تحدد ساعة الصفر وتختم الجولة وهذا دليل حقيقي واساسي على قدرة المقاومة وامتلاكها لإرادة المقاومة وعدم ارباكها وخوفها من المحتل.

ولفت إلى أن البعض بعد حرب 2014 كان يظن أن المقاومة لن تجرؤ على خوض معركة مع الاحتلال لكن ما جرى منذ 2014 حتى 2020 دليل على أن ذلك انتصار نهج وسياسة المقاومة في مشاغلة الاحتلال الإسرائيلي.

كلمات دلالية