سر النجاح.. التخطيط وتنظيم الوقت والدعاء

بالصور قهرتا الظروف الصعبة.. التوأم "ثراء" و"أشجان" قصة نجاح من نوع آخر!

الساعة 08:26 م|11 يوليو 2020

فلسطين اليوم

مُنْذُ نُعومَةِ أَظْفارِهِما حلمت التوأم "أشجان" و"ثراء" الشريف بالحصول على معدلٍ مرتفع في الثانوية العامة "التوجيهي"، لتحقيق حلم والديهما اللذين حفرا الصخر، بهدف تعليم أبنائهم، وكان لهم ما أرادو.

ولتحقيق هدف النجاح والتميز والتفوق في الثانوية العامة "توجيهي" سهرتْ "أشجان" و"ثراء" الليالي الطوال، وواصلتا الليل بالنهار؛ حتى حصلتا على نتيجةٍ عالية تُمكنهما من دخول أرقى الكليات العلمية.

فرحة عائلة الشريف بتفوق توأمها لا تضاهيها فرحة، إذ حصلت ثراء على معدل 97.1%، فيما حصلت شقيقتها أشجان على معدل ٨٦.٤%، وعلى إثر ذلك الإنجاز وزَّع والدهما الحلوى على جيرانه، وأطلقت والدتهما العنان لزغاريدها، وسط فرحة عارمة من أشقائهما الذين حصدا معدلات عالية في الثانوية العامة في سنوات سابقة.

نجاح التوأم "ثراء" و"أشجان" لم يكن وليد الصدفة، بل كان وليد التصميم، والمثابرة، والتخطيط، ووضع خطط دراسية كاملة، تؤهلهم لحصد أعلى الدرجات، مع الإشارة إلى أنهما استطاعتا تخطي الظروف الاقتصادية الصعبة، وتخطي أزمة فيروس كورونا، الذي فرض نفسه ثقيلاً على العملية التعليمية في قطاع غزة.

تقول أشجان الشريف: "لم يكن النجاح والوصول إلى المراد سهلاً، بل كان نتاج السهر، والتخطيط، والقراءة المستمرة، والحفظ المتواصل، والمراجعة المطولة للمواد أولاً بأول، وعلى رأس ذلك كله التصميم والمثابرة، للوصول إلى الهدف".

وعزت أشجان أسباب نجاحها إلى دعم والديها اللامحدود، والتحضير الجيد للدروس قبل الذهاب للمدرسة، والمراجعة المتأنية للدروس عند العودة الى البيت، مستذكرةً عطاء معلماتها اللواتي لم يبخلنَّ عليها بالنصح والإرشاد والتعليم.

وتشير أشجان إلى أنَّ والديها لم يقصرا معها ومع شقيقتها "ثراء" بأي طلبٍ كانتا تطلبانه، إذ كانت العائلة توفر لهما جميع المتطلبات المادية والمعنوية، لمساعدتهما في الوصول إلى هدفهما، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي عانت منها العائلة.

وذكرت أشجان أنَّ تداعيات فيروس كورونا أثرتْ بشكل كبير على دراستهما، لكنهما استطاعتا تخطي تلك الأزمة بالإرادة، تقول أشجان: "تداعيات فيروس كورونا على المسيرة التعليمية واغلاق المدارس ألقى بظلاله على دراستنا، إذ توقفت الدراسة التقليدية والتي تُلزمُ الطلبة على حضور الدروس في المدرسة، فيما لم نستطيع التأقلم كثيراً مع الدروس الرقمية كونها تفتقد لأمر مهم وهو إلزامية الطالب بحضور الدروس، غير أننا منذ اللحظة الأولى لتعطيل المدراس وضعنا برنامجاً خاصاً للتعامل مع الأزمة".

وتشير أشجان إلى أنها وثراء كانتا تعتمدان في دراستهما على استراتيجيات التحفيز، إذ كانتا تقيمان مسابقات تنافسية فيما بينهما، بحيث يضعانِ وقتاً محدداً للدراسة، ويتنافسان على من ينتهي أولاً.

ونصحت أشجان طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" بضرورة التحضير الجيد للدروس أولاً بأولٍ، وعدم الاستماع والإنصات للمحبطين من أقرانهم.

واختتمت أشجان حديثها، قائلةً: "أشعر بفخر كبيرٍ بالنتيجة التي حصلت عليها أن وشقيقتي ثراء، وأطمح لدخول كلية الحقوق والقانون، وأن اتخصص بالقانون الدولي، كي أدافع عن بلدي فلسطين في المحافل الدولية".

أما ثراء الحاصلة على معدل 97.1 (الفرع صناعي) فتمثل جدولها اليومي كالتالي: تعود من مدرستها في تمام الساعة الواحدة، وبعد العودة من المدرسة تراجع دروسها اليومية أولاً بأول، ومن ثم تأخذ قسطاً من الراحة، وتراجع ما تبقى من دروسها إما ليلاً وإما صباحاً قبل الذهاب إلى المدرسة.

وأشارت ثراء إلى أنها كانت توزان في دراستها بين الدروس العملية والنظرية، وأنها كانت تراجع المواد المشتركة مع توأمها أشجان اولاً بأول، ويتبادلان الدراسة والتفكير في المسائل التي كان يصعب على الواحدة منهما حلَّها.

وذكرت ثراء أن هناك عوامل عديدة كانت وراء نجاحهما وتفوقهما في الثانوية العامة "التوجيهي" وهي كالتالي: الدعم المعنوي والمادي من الأهل، وتنظيم أوقات الدراسة، ووضع هدف أمامها وهو الحصول على معدل يؤهلهما للدخول بالكلية التي يرغبانِ بالدخول فيها، وعدم الاستسلام للظروف المحيطة، والدراسة أولاً بأولٍ مع ضرورة عدم مراكمة الدروس، والاستمرار بالدعاء إلى الله بأن يوفقهما، وبرُّ الوالدين، مشيرةً إلى أن جميع تلك الأسباب المجتمعة كانت بمثابة الخلطة السرية للتفوق والتميز والإنجاز.

وتطمح ثراء للالتحاق بتخصص هندسة البرمجيات، إذ أنَّ ذلك التخصص كان حلمها منذ نعومة أظافرها.  

وتخطت أشجان وثراء ظروفاً صعبةً للغاية، إذ انتقلتا مع عائلتهما من بيتٍ ملكٍ لهما، إلى بيت في الإيجار، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أنهما قهرا الظروف الصعبة، وحققا هدفهما.

وتنحدر أشجان وثراء من عائلة تحرص على العلم والتعلم، فقد حصل أشقائهما من قبلهما على علامات مرتفعة في الثانوية العامة (التوجيهي)، وفي حياتهم الجامعية.

107901942_981787592285348_6804891753756033508_n
107666969_981787512285356_4780877469797928039_n