خبر المصري: الإذاعات تلعب دوراً لايقل عن دور الساسة في موضوع المصالحة الفلسطينية

الساعة 05:04 م|24 فبراير 2009

فلسطين اليوم: غزة

نظم تحالف السلام الفلسطيني في غزة ورشة حول دور الإعلام في تعزيز الوحدة الوطنية و السلم الأهلي وذلك بالشراكة مع مكتب التعاون بحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام الفلسطينية.

من جانبه شدد صالح المصري مدير إذاعة القدس في كلمة له على أهمية الدور الذي تلعبه الإذاعات المحلية، مؤكد أن هذه الإذاعات يمكن أن تلعب دوراً كبيراً؛ قد لا يقل أهمية عن دور الساسة وصناع القرار في موضوع المصالحة الوطنية.

ولفت إلى مواقف بعض الإذاعات في إذكاء نار الانقسام بصورة مباشرة وغير مباشرة، مشيراً إلى أن العديد منها كانت أدوات رئيسة في الصراع الداخلي ما بين حركتي فتح وحماس، كما و ساعدت في تسميم أجواء الإعلام الفلسطيني عبر بث الأكاذيب والترويج للإشاعات المغرضة والتهويل.

وطالب المصري جميع المؤسسات الإعلامية وفي طليعتها الإذاعات أن تضبط عملها بحيث تتوقف عن الدور الهدام الذي تقوم به في مجال الدفع نحو أتون الفتنة والصراع الداخلي، والتركيز بدلاً من ذلك على توجيه "كافة برامجها ؛ لاسيما السياسية نحو المصالحة وتعزيز الوحدة الداخلية من خلال الابتعاد أولاً عن الشخصيات الموتورة مهما كان موقعها أو دورها، وتجنب متابعة تصريحاتهم ،ودعاها في ذات الوقت الى تكثيف التواصل مع الشخصيات المحبوبة جماهيرياً وذات الطابع الوحدوي لتهيئة الأجواء لدى القاعدة الخاصة بالفرقاء، وحشد تأييدهم للضغط على القادة باتجاه الالتفات إلى مصالح شعبنا العليا، والمخاطر التي تحدق بقضيتنا الوطنية برمتها.

كما طالب المصري وسائل الإعلام بالعمل على إبراز القضايا التوافقية فيما بينهم ، دون الوقوف كثيراً عند صغائر الأمور التي من شأنها الإبقاء على حالة الاحتقان الموجودة في الشارع الفلسطيني ، بل ومضاعفته.


بدوره طالب الدكتور أحمد حماد عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى وسائل الإعلام بوضع أجندة لخطة إعلامية متكاملة الأبعاد لخفض التوتر والالتزام بالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني.

وأكد على ضرورة أن يلعب الإعلام دورا ايجابيا في تجسيد المصالحة والابتعاد عن شحن الأجواء، مؤكدا أن هذا مطلب ملح يجب على وسائل الإعلام أن تحققه فورا.

وقال حماد انه يجب على وسائل الإعلام الفلسطينية أن تلعب دورا في تقوية النسيج الاجتماعي عبر استخدمها لكل الأساليب.

وأكد أن إعادة اللحمة لشطري الوطن يتطلب تضافر جميع الجهود خاصة وسائل الإعلام للدفع بالقضية الوطنية إلى الصدارة ، كما اقترح حماد تشكيل مجلس أعلى للإعلام .

من جهته قال الصحفي عماد الإفرنجي مدير فضائية القدس في قطاع غزة إن الفضائيات مطالبة بالعمل من أجل إعادة اللحمة الوطنية وتحسين صورة المجتمع الفلسطيني داخليا وخارجيا.

وطالب الإفرنجي في كلمة له حول دور الفضائيات في تعزيز ثقافة السلم الأهلي، عدم استخدام كل الألفاظ والشعارات التحريضية التي تحض على العنف والتعصب والكراهية، كما دعاها إلى التحلي بالموضوعية والمهنية بعيدا عن الفئوية والفصائلية التي تزيد من حدة الاحتقان في الشارع الفلسطيني وتمزق وحدة الصف وتفقد الإعلام مصداقيته.

ودعا الفضائيات إلى النأي عن نفسها من الأزمة الداخلية وحالة الانقسام التي تسود الشارع، مؤكدا أن تلك الفضائيات ليست جزءاً منها بل هي أداة تعكس ما يجري ويدور في المجتمع بمهنية وموضوعية.

وشدد الإفرنجي على ضرورة أن تبحث الفضائيات عن المعلومات الصحيحة الصادقة وتقديمها للجمهور والبعد عن نشر الأكاذيب والإشاعات وتلوين الأخبار وتحريفها.

وفي السياق ذاته طالب الصحفي في جريدة الأيام حامد جاد في كلمة له حول دور الصحافة المقروءة في تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي الصحف في هذه المرحلة بالعمل على حث مراسيلها ودعم قدراتهم في التغطية الصحفية التي تأخذ بالاعتبار المصلحة الوطنية العليا في إنهاء الانقسام وتعزيز جهود المصالحة.

وشدد جاد على أهمية تجنب وسائل الإعلام تناول كل ما يعكر أجواء المصالحة وذلك عبر التركيز ولو لفترة زمنية كحد أدنى على نشر مواد إعلامية تعزز التقارب في مواقف طرفي الخلاف وان تعمل على ترسيخ إعلام الحوار والمصالحة ونبذ إعلام الفتنة.

وانتقد جاد الخطاب الإعلامي الذي انتهجته كل صحيفة، مؤكدا انه اتسم بالحزبية وافتقر كثيرا إلى الطابع الوحدوي  الأمر الذي عكس  إلى حد كبير الموالاة والتبعية لهذه الصحف وان كان هناك تباينا في مستوى التبعية ومدى الالتزام نسبيا بالحيادية خاصة عندما تتناول هذه الصحف قضية بعينها حيث في الغالب لا تعطي هذه الصحيفة أو تلك المساحة نفسها لكل طرف من أطراف هذه القضية الخلافية فتظهر في تغطيتها جانبا وتغفل آخر دون أن تأخذ بالاعتبار أن الخطاب الأحادي لا يعني إلغاء الطرف الآخر أو التقليل من شانه بقدر ما يعني الاستخفاف بعقلية القارئ ، مشيرا في نفس الوقت انه لا بد وان لا نحمل الصحافي المسؤولية الكاملة عن ما يتم نشره أو حذفه من الكتابات الصحافية ذات العلاقة بملفي المصالحة والانقسام ، ومؤكدا أن الجميع يعلم أن هناك سياسة وتدخلات من قبل القائمين على الصحف لذا نجد أن هناك اختلافا في الرسالة الإخبارية التي يعدها المراسل لصحيفة محلية عن الرسالة المعدة للنشر في صحيفة خارجية وهنا يطول الحديث عن المساحة التي تمنحها كل صحيفة لمراسلها.

من جانبه شدد  الصحفي أحمد عودة الذي يعمل في وكالة معا الإخبارية إلى ضرورة أن يلعب الأعلام الالكتروني دورا هاما في المصالحة، داعيا العاملين في هذا الحقل إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والاجتماعية والابتعاد عن لغة التشهير والقذف والتخوين أو نشر الافتراءات.

وأضاف عودة قائلا في مداخلة له حول دور المواقع الالكترونية في تعزيز الوحدة الوطنية و السلم الأهلي أن هذا يتطلب من الجهات الرسمية سواء بغزة أو بالضفة أن تضع شروط لمن أراد أن يؤسس لموقع الكتروني إعلامي وابسط هذه الشروط هو التحلي بما تمليه المسؤولية المهنية إن أراد أن يكون موقعا إعلاميا ويحصل علي التراخيص اللازمة.

بالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون هناك دعوة واضحة و صريحة للرقابة علي التعليقات التي تسئ إلى كرامات الناس وان الحرية ليس معناها الفوضى و شتم الناس في أعراضها ووطنيتها.

وطالب عودة المؤسسات الإعلامية بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه المنتديات التي يشترك فيها الآلاف من المواطنين ويستخدمونها من اجل النيل من بعضهم البعض وتعتبر بوابة رئيسية للقذف و الشتم و غيرها من الألاعيب.

واقترح عودة أن تقوم احد الجهات الإعلامية ذات الطابع النقابي أو اتحادات المهنة للقيام بورش عمل تضع الخطوط لميثاق إعلامي يتضمن في أولي أهدافه حماية السلم الأهلي الفلسطيني من كل الإشكاليات التي لحقت به.

وذكر ساهر موسى مدير البرامج في تحالف السلام الفلسطيني أن هذا النشاط يعد الأول ضمن سلسلة مماثلة من النشاطات، سيعقدها التحالف خلال العام الجاري، والتي تأتي في إطار سعيه لتكريس ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، وتمكين الشباب، والذي يشكل عنصرا أساسيا في المجتمع، من لعب دور مؤثر في نشر قيم التسامح والحوار، والديمقراطية.

وأضاف موسى أن الشباب يمثلون قطاعا حيويا في بناء المجتمع وتطوره، وبالتالي فإنه يجري التركيز عليهم، بغية توعيتهم وتثقيفهم بقضايا وثقافة الحوار، واللاعنف، في مواجهة ثقافة نفي الآخر.

وقال أن توعية الشباب بقضايا السلم الأهلي، يمثل أفضل وسيلة لنشر ثقافة الحوار، ونبذ اللجوء للعنف في حل الخلافات.

كما أكد على إن هناك حاجة ملحة إلى تحول جذري على صعيد طريقة التفكير الفلسطينية بعيدا عن المغامرات أو الاجتهادات الشخصية التي لا تخدم القضية الوطنية خاصة بعد استخلاص العبر من تجربة السنوات الثلاث الأخيرة التي طغت عليها صفة استخدام القوة وسياسات تتناقض مع القيم الإنسانية.