خبر « شعت »سيرأس وفد « فتح » وأبو مرزوق" وفد حماس..أجواء إيجابية وشكوك تسبق الحوار الفلسطيني الخميس!

الساعة 04:11 م|24 فبراير 2009

محمود علي

تبدأ يوم الخميس المقبل في القاهرة جلسات الحوار الوطني الفلسطيني بمشاركة كل الفصائل وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس بهدف التوصل لتوافق حول عدة قضايا، أبرزها تشكيل حكومة فلسطينية معنية بتسيير شئون الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكشفت مصادر سياسية مصرية مطلعة على ملف الحوار الوطني أن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي وصل القاهرة اليوم الثلاثاء سيرأس وفد الحركة، في حين سيرأس وفد فتح نبيل شعث الموجود بالقاهرة، مضيفة أن الاجتماعات التمهيدية التي تشهدها القاهرة بين مسئولي الحركتين منذ بضعة أيام كشفت للجانب المصري عن روح إيجابية وحرص متبادل على إنجاح الحوار، دون أن يمنع ذلك في الوقت نفسه وجود مشاعر تخوف وأجواء تشكك لدى كل طرف في نوايا الطرف الآخر.

وستبدأ جولة الحوار بجلسة افتتاح بروتوكولية قصيرة بحضور ممثلي كل الفصائل بجانب ممثلين عن مصر وجامعة الدول العربية، على أن تعقبها جلسات مغلقة لخمس لجان تنعقد بالتزامن، على أن تكون هناك لجنة سادسة تضم مصر والجامعة العربية في حالة استعداد دائم للتدخل من أجل العمل على حسم أي خلافات تظهر خلال اجتماعات اللجان الخمس، بحسب المصادر نفسها التي أوضحت أن مصر اقترحت أن تنجز اللجان الخمس أعمالها في نهاية الأسبوع الأول من شهر مارس للخروج باتفاق "حزمة واحدة".

 

وبحسب المصادر نفسها، فإن اللجان الخمس التي توافقت القاهرة مع الفصائل على تشكيلها هي:

 

1 – لجنة تشكيل حكومة توافق وطني: طرحت مصر أن تكون المهمة الأساسية لهذه اللجنة تشكيل حكومة "توافق وطني" تبدأ عملها فعليا مطلع أبريل المقبل، وتكون مهمتها الأساسية تسيير الأمور في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، والإعداد لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني ورئاسة السلطة الفلسطينية المقررة في يناير 2010، أي أن فترة تلك الحكومة لن تزيد عن 9 أشهر.

 

وتركت القاهرة لهذه اللجنة مهمة التوافق حول طبيعة هذه الحكومة، غير أنها أوصت بأنه في حال التوافق على حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن الفصائل فيفضل ألا تكون الأسماء المشاركة فيها لشخصيات بارزة حتى تنال قبول المجتمع الدولي، وتبرر القاهرة ذلك بحرصها على أن تلقى هذه الحكومة قبول المجتمع الدولي الذي يمكن ألا يتعاون بإيجابية مع حكومة تضم شخصيات قيادية أو أسماء بارزة  من حركة حماس، بحسب التقدير المصري الرسمي.

 

وفي الوقت الذي تفضل فيه حركة فتح أن تكون الحكومة التوافقية "تكنوقراطية" الطابع وذات طابع حيادي، خصوصا أنها ستشرف على تنظيم الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فإن حركة حماس تفضل أن تكون حكومة "وحدة وطنية" تضم ممثلين عن الفصائل لكي تحظى بدعم قوى من كافة القوى السياسية. وتذكر الحركة بأن التجارب السابقة لحكومة التكنوقراط التي تشكلت عقب انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة لم تكن مثمرة.

 

وتعتبر القاهرة ملف الحكومة التوافقية من أهم الملفات وتؤكد في هذا الصدد للأطراف المعنية أنه ضروري جدا من أجل تنفيذ مشاريع إعادة إعمار غزة والاستفادة من الأموال والمنح الدولية التي ستخصص لهذا الغرض، باعتبار أن تنفيذ هذه المشاريع من خلال الحكومة التوافقية أصبح مطلبا "دوليا".

 

وتستضيف مصر الإثنين المقبل مؤتمر إعادة إعمار غزة "بمشاركة 70 دولة"، بحسب المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي.

 

2 – لجنة المصالحة: معنية بحل جميع القضايا الخلافية العالقة بين فتح وحماس وفي مقدمتها ملف المعتقلين، خصوصا معتقلي حماس في الضفة وبوقف الحملات الإعلامية المتبادلة وتنقية الأجواء بين الطرفين.

 

ويعد ملف المعتقلين هو الأكثر تعقيدا. وفي مطلع الأسبوع الجاري، أفرجت حركة فتح عن 21 معتقلا من حركة حماس في "بادرة حسن نية" فيما سمحت حركة حماس لأعضاء من حركة فتح في قطاع غزة بالتوجه إلى الضفة الغربية لحضور اجتماع تنظيمي للحركة، وتؤكد حركة حماس أن هناك ما لا يقل عن 30 معتقلا من كوادرها في سجون السلطة في الضفة الغربية، فيما تتهم حركة فتح بقتل عدد من كوادرها في غزة بدعوى عمالتهم لإسرائيل.

 

وفيما كانت حماس تؤكد أن الإفراج عن المعتقلين شرط أساسي لمشاركتها في حوار القاهرة، فإن القاهرة –بحسب المصادر السياسية المصرية المطلعة– أقنعت الحركة في الأيام القليلة الماضية بأن المشاركة في جولة الحوار ستتيح لها فتح هذا الملف بكل قوة وشفافية.

 

3- لجنة إصلاح الأجهزة الأمنية: هناك توافق بين فتح وحماس على أن يكون هذا الإصلاح على أساس معيار الكفاءة والمهنية وليس الانتماء الفصائلي، وعلى أن تكون هذه الأجهزة حيادية وبعيدة عن أي تجاذبات سياسية.

 

4-  لجنة الانتخابات: معنية بالإعداد التقني للانتخابات التشريعية والرئاسية والتوافق حول تفاصيل تلك الانتخابات مثل النظام الذي ستجرى بمقتضاه.

 

5 – لجنة منظمة التحرير: مهمتها التوافق حول أسس وترتيبات إعادة هيكلة وإصلاح منظمة التحرير بما يسمح بانضمام كل الفصائل إليها (حماس والجهاد) انطلاقا من تفاهمات مارس 2005 بين فتح وحماس ومن التمسك بالمنظمة باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني المعترف به دوليا.

 

وخلافا للوضع في اللجان الأربع السابقة التي ستحرص القاهرة على أن تجمع بشكل أساسي فتح وحماس وعدد محدود من الفصائل، بهدف حصر الخلافات في أضيق دائرة ممكنة، فإن لجنة منظمة التحرير ستمثل فيها كل الفصائل بلا استثناء.

 

أجواء إيجابية وشكوك!

 

وأعربت مصادر سياسية مصرية وفلسطينية مطلعة عن تفاؤلها بالروح الإيجابية التي أظهرها وفدا فتح وحماس في الاجتماعات التمهيدية التي شهدتها القاهرة في الأيام القليلة الماضية بين الجانبين، وكان آخرها اجتماع جمع اليوم الثلاثاء في القاهرة قطبي حركة فتح أحمد قريع وحماس موسى أبو مرزوق.

 

غير أن المصادر نفسها اعتبرت في الوقت نفسه أن أجواء التشكك في نوايا كل طرف لا تزال قائمة، ويمكن أن تلقى بظلالها على الحوار نفسه أو على تنفيذ ما  قد يخرج عنه من اتفاقيات، مثلما حدث في جولات حوار سابقة.

 

واستدلت المصادر على ذلك بما ينقله كل طرف للجانب المصري خلال فترة الإعداد للحوار حيث تبدي حركة فتح للقاهرة قناعتها بأن حماس "تدور في فلك" إيران وسوريا، فيما تأخذ حماس على فتح "تحالفها" مع إسرائيل والولايات المتحدة ضدها، خصوصا في ما يتعلق بملف التنسيق الأمني والاعتقالات التي تنال أنصارها في الضفة.

 

ورأت المصادر نفسها أن خير ما يجسد الأجواء الإيجابية والشكوك المتبادلة في وقت واحد تصريح مشير المصري عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "حماس" اليوم الثلاثاء فقد صرح أن وفد الحركة الذي سيترأسه موسى أبو مرزوق ذاهب إلى القاهرة "بقلوب مفتوحة وبعزيمة على إنهاء الانقسام"، معربا عن أمله في أن تسفر جولة الحوار عن "اختراقات حقيقية في كل الملفات العالقة".

 

وأعرب المصري عن أمله أيضا في ما سماه "أن تتحرر حركة (فتح) من الأجندة" الأمريكية والإسرائيلية، خصوصا ما يتعلق منها بملف التنسيق الأمني.