خبر لماذا لا: لماذا كديما يصر على البقاء في الخارج؟ - إسرائيل اليوم

الساعة 10:46 ص|24 فبراير 2009

بقلم: جدعون الون

فور اغلاق صناديق الاقتراع، في الاحتفال لدى كديما، صعدت تسيبي لفني الى المنصة بصفتها المنتصر الاكبر في الانتخابات واعلنت "انتصرنا". واضافت "نحن سنشكل الحكومة القادمة وسنضم الينا الليكود من اليمين وحزب العمل من اليسار". وبعد بضعة ايام تبين أن هذا كان تصريحا متعجلا.

كخبيرة قانون، كان عليها أن تعرف انه في طريقة الحكم البرلمانية ليس رئيس الحزب الذي حصل على اعلى المقاعد هو الذي يشكل الحكومة، بل من هو قادر على ان يجمع حوله اكبر كتلة من المؤيدين. نتنياهو المحنك جمع تأييد 65 نائبا فيما بقيت لفني مع 28 نائبا من كديما فقط. كان هذا خطأ لفني الاول الذي عقد وضعها السياسي.

في السياق ارتكبت خطأ آخر، حين اعطت "ضوء أخضر" لحاييم رامون لادارة المفاوضات مع رئيس اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان، في موضوع مطالب حزبه الخمسة في المواضيع المدنية. رامون غازل ليبرمان وسارع الى أن يقدم للنائب ستاس مسنجكوف وثيقة (سربت الى الاعلام) جاء فيها ان كديما استجاب لمعظم مطالب اسرائيل بيتنا – سن قانون الزواج المدني، العمل على تغيير طريقة الحكم لضمان الاستقرار السلطوي، اسقاط نظام حماس في غزة والسماح بالتهويد على نطاق واسع. بل ان رامون صرح بان "لكديما واسرائيل بيتنا يوجد المعسكر المدني حيال المعسكر الوطني – الديني لبيبي. المعنى هو ان ليس لنتنياهو 61 نائبا يوصون به". في نظرة الى الوراء تبين ان استعدادات كديما لم تترك انطباعا كبيرا على ليبرمان. فقد أبلغ الرئيس بان نتنياهو هو مرشحه لتشكيل الحكومة.

مغازلة ليبرمان الحقت بكديما ضررا جسيما في علاقاته مع العمل ومع ميرتس. قادة الحزبين، الذين غضبوا على لفني على أي حال "لاختطافها" الاصوات منهم في الانتخابات، شعروا بالاهانة. ولهذا فقد قرروا الا يوصوا بلفني كمرشحة لتشكيل الحكومة. رئيس العمل، ايهود باراك، اعلن بان "لن نوصي بمن يجعل ليبرمان متوج ملوك ومروج ايديولوجيته". النائب اوفير بينس من العمل اضاف بان "كديما ينبطح بشكل مهين ومثير للشفقة امام ليبرمان ويصبح اسرائيل بيتنا ب. يبدو أنه لا يوجد شيء يخيف لفني اكثر من الجلوس في المعارضة". اما في ميرتس فقالوا ان "لفني باعت روحها لليبرمان".

ولكن لفني بقيت على حالها. في جلسة كتلة كديما يوم الاحد الاسبوع الماضي تحدثت بثقة عن انها ستشكل الحكومة: "ما هو غير الواضح؟ 28 هو أكثر من 27. 28 مقعدا ليس هو الرقم، بل مئات الاف الاشخاص الذين اعربوا عن ثقتهم بنا". بدا هذا غريبا. أولم تكن تعرف كيف تقرأ الخريطة؟ فضلا عن ذلك، في ذات اليوم كتبت في ملاحظة سلمتها لاولمرت في جلسة الحكومة ان "ليس لدي أي نية في أن اكون في وحدة تحت بيبي".

بعد أن بدأت الصورة السياسية تتضح، يوم الخميس الماضي، قرروا في كديما تعظيم السخف وعقدوا احتفال "النصر": لفني كررت ذات الخطأ واعلنت "انا سأشكل الحكومة القادمة". رئيسة الكنيست المنصرفة داليا ايتسيك، ذات التجربة السياسية، انجرفت هي ايضا وعرضت لفني كمن "بعد يومين ستشكل الحكومة القادمة"، وشكرت الجمهور المتحمس لكديما: "انتم فعلتم ذلك، نحن فعلنا ذلك، كديما فعل ذلك". ولم تشرح فقط ما هو الـ "ذلك" الذي تتحدث عنه.

كل هذه الخطوات أدت الى النتيجة مخيبة الامل للقاء لفني مع نتنياهو. قبل بضع ساعات من اللقاء اعلنت في جلسة كتلة كديما بحزم "نحن لا يمكننا أن ننضم الى مثل هذه الحكومة. لن نكون شركاء في حكومة طريقها ليس طريقنا".

في ختام اللقاء الذي جرى ثنائيا قالت: "طريقي ليست طريقه. لو دخلت لقيل لي فورا اني اتمسك بالفولفو وسيسألونني بعد شهرين لماذا لا استقيل". منذ سنوات وأنا اغطي الساحة السياسية ولا يتبقى امامي غير أن اسأل: اين المسؤولية الرسمية؟ لماذا الاصرار على عدم تشكيل طواقم للمفاوضات؟ فلعل هذه تجد بالفعل الصيغة للوحدة؟ لماذا مع السلطة الفلسطينية كان ممكنا تشكيل طواقم مشتركة للمفاوضات أم مع الليكود فلا؟ ونذكركم بان لفني اعلنت من على كل منصة عشية الانتخابات بانها اذا ما انتخبت فستضم الليكود الى حكومتها. وفجأة نتنياهو منبوذ. فهل هذا فقط لانه يرفض الموافقة على التناوب؟